هكذا تؤثّر ماراتونات الأفكار على طريقة تفكيرك
في معظم الأحيان، يُمضي روّاد الأعمال أيّامهم في بيئة عملٍ مهنية روتينية، حيث يؤدون المهام نفسها ويعتادون عليها يوماً بعد يوم.
وهذا يبدأ ما يُعرَف بالركود.
مع مرور الوقت، تصبح الأمور أصعب وينسى الناس السرعة التي يمكنهم فيها تعلّم التعامل مع أدواتٍ جديدة والتعامل مع نماذج أوّلية للمنتَجات وتعلّم مهاراتٍ جديدة؛ وهذه الأخيرة هي من النشاطات التي تشكّل أساس ماراثونات الأفكار hackathons.
خلال ورشة عمل "مختبر الميديا" التابع لـ"معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" MIT Media Lab workshop، والتي استمرَّت لخمسة أيام ونظّمها كلٌّ من "مجتمع جميل"Community Jameel و"ومضة"، تحدّثنا مع عددٍ من روّاد الأعمال والطلّاب والمهنيّين عن الأمور التي تعلّموها من ماراتونات الأفكار السابقة وتوقّعاتهم للفعاليات الأخرى الجديدة من هذا النوع.
كان أبرز ما أعربوا عن حبّهم له هو كيف تقوم ماراثونات الأفكار بتذكيرهم بأنّ كلّ شيءٍ ممكنٍ ويمكن الوصول إليه.
العودة إلى الطفولة. في ماراتون الأفكار، تتعلّم كيف تتخلّى عن التوقّعات من أجل الالتزام بالعملية. كما أنّ الأفراد لا يُحكَم عليهم بسبب الأفكار غير المهمّة، لأنّ ذلك جزء من العملية الإبداعية. وعليه، يمكن للفرَق أن تطوّر الأفكار التي لم يكن أفرادها يعتقدون أنّها ممكنة بالإضافة إلى إيجاد طرقٍ لتحقيقها.
"كانت هذه المرّة الأولى التي أشعر فيها بأنّ السماء هي الحدود، وحتّى لو قمتُ بطرح أفكارٍ جنونية فإنّ ذلك لم يؤثّر على عملية التحكيم التي خضعتُ لها" - يزن فانوس، خرّيج هندسة صناعية وميكانيك من "الجامعة الأميركية في بيروت" AUB.
عقلية جديدة. المهارات المختلفة والخلفيات والثقافات المتنوّعة التي يتمتّع بها الزملاء في الفريق تدفع المشاركين إلى اعتماد أفكار جديدة بالكامل. يوجد عقلياتٌ بقدر ما يوجد أعضاء في الفريق، ما يوفّر عدّة أفكار ورؤى للمشكلة نفسها. هناك تتخلّى عن عنادك، وتَخرُج من منطقة الراحة الخاصّة بك، وتثق بالعملية والفريق، فليس هناك وقتٌ للجدال مع الآخرين وحتّى مع نفسك.
الالتزام بأمورٍ محدّدة. عليك اتّخاذ القرارات حيال الأفكار بسرعة، فالاستماع بتمعّن وتحديد الخيارات بسرعة يساعد في ترويض الذهن على التركيز على الجيّد منها. كما أنّ الصيغ المختلفة التي تتراوح بين الأحاديث أثناء استراحة القهوة والمحادثات المنظَمة وصولاً إلى المحاضرات التي يلقيها المختصون، كلّها أمورٌ تقوم بفتح الذهن على طرقٍ أكثر تركيزاً.
"بالإضافة إلى ذلك، تتعلّم الكثير من المهارات ’المهنية‘، كما تصبح لديك فكرةٌ عن المهارة التالية التي ينبغي عليك اكتسابها وتعلّمها من أجل مسيرتك المهنية المقبلة" - مروان غملوش، تلميذ مدرسة ثانوية.
البناء 'مثل البرق'. عملية وضع الأفكار والابتكار لبناء شيءٍ ما بينما تَستخدِم أدواتٍ جديدة، يمكن أن تكون سريعةً بشكلٍ مفاجئ. هذه مهارةٌ تعمل تحت ضغط الوقت، لأنّ ماراثون الأفكار يدفعك إلى السباق مع عقارب الساعة.
الابتكار المشترك. يمنحك ماراثون الأفكار فرصة الخضوع لتجربةٍ مع أنواع مختلفةٍ من وسائط الإعلام، من الحواسيب إلى الأدوات، وصولاً إلى الرسم وربّما الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D. تنوّع الفرَق يعني تنوّع الأدوات والمهارات، وكذلك تَعَرُّف المشاركين على أدواتٍ جديدة وتعلّمهم لاستخدام برمجيّاٍت جديدة بهدف التناغم على مستوى المجموعة.
"يقوم مطوّرو البرمجيات بكتابة الرموز وحدهم في معظم الأوقات، [أمّا ماراثون الأفكار] فهو عالمٌ مختلف حيث تقوم بكتابة الرموز مع الآخرين" - أندرو ييب، طالب دكتوراه في الطاقة المتجدّدة في "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" KAUST.
هذا هو جمال الابتكار المشترك.
في ماراثونات الأفكار، ستتعلّم في كلّ مرّةٍ شيئاً جديداً، وتكتسب مهارةً جديدة، وتتوصّل إلى أفكار جديدة. لن يخيب أملك أبداً.