الاستثمار في التكنولوجيا لتحسين تجربة النزلاء بالفنادق
كشف استطلاع رأي عن سوق القطاع الفندقي أجرته شركة "بي إل بي مينا BLP MENA" عن أنّ 67 بالمئة من الفنادق والقائمين على المجال الفندقي يعتزمون زيادة الإنفاق على التكنولوجيا في السنة المقبلة، مع التركيز بشكل أساسي على التسويق الرقمي (التطبيقات عبر الإنترنت والمواقع الالكترونية)، يليه الإنفاق على تحليلات البيانات وتحديث منصات الحجوزات.
أطلقت شركة "ماريوت" الدولية مسرّعة الأعمال اسمها "تيست بيد TestBED"، وهي عبارة عن برنامج يمتدّ لفترة 10 أسابيع ويمنح الشركات الناشئة فرصةً قيمة لاختبار منتجاتها في أحد فنادق "ماريوت" ضمن بيئة فندقية عملية.
وقد أعلن هذا البرنامج بالفعل عن فوز ثلاث شركات ناشئة بالمشاركة، وهي: "تويستار Twistar" من دبي، و"يونيفايد إنبوكس Unified Inbox" من سنغافورة و"بيتشيل Beachill" من لبنان.
التكنولوجيا لتحسين تجربة النزلاء
بحسب جيسون لينج، نائب الرئيس لشؤون المنتجات والتسويق في "إف سي إس كمبيوتر سيستمز FCS Computer Systems"، فإن أنظمة الأتمتة والتكامل تشكّل الدعامة الأساسية للنجاح في قطاع الأعمال. كما تعتبر عناصر أساسية تساعد في تعزيز الكفاءات ورفع مستوى الامتياز التشغيلي في كافة منشآت قطاع الضيافة والفنادق. وقد صرّح لينج إلى "ومضة": «يسهم التطبيق الناجح للتكنولوجيا الفندقية في تمكين الفنادق من تحسين تجربة النزلاء لمستويات راقية، مما يؤدي بالتالي إلى تحسين التصنيفات والمراجعات التي ينالها الفندق على المنصات الرقمية التي يغذيها العملاء أنفسهم، مثل "تريب أدفايزر Tripadvisor" و"بوكينج دوت كوم Booking.com" و"جوجل Google"».
البيانات القيمة
أصبح من الواضح أن الحلول التكنولوجية المؤتمتة في مجال الضيافة والفنادق خلصتنا من الحاجة إلى تدفقات العمل اليدوي والازدواجية في معالجة العمليات والإجراءات والأنظمة البسيطة من أجل تمكين القائمين على الفنادق من التركيز على تحسين تجربة النزلاء. ولكن الأهم أنها أتاحت الوصول إلى بيانات لا تقدّر بثمن، يمكن استخدامها للتعرف على الأنماط والتوجهات القائمة وفي النهاية تعزيز الأرباح. وأضاف لينج: «بوسع البيانات النوعية والغنية أن تعزز تدفقات الإيرادات وتمكّن الفنادق من التعمق في فهم عملياتها والعادات التي يتبعها النزلاء والتوجهات القائمة، وبالتالي تمكّنها من تقديم تجربة إقامة فندقية تتناسب مع حاجاتهم الشخصية». كما أشار إلى أن الأتمتة توفر بيانات متسقة لأنها تجمع المعلومات بشكل متواصل مما يسمح بتحديد نقاط القوة في العمليات والنقاط التي تحتاج للمزيد من العناية بطريقة متيسرة. وسيؤدي هذا النهج في النهاية إلى إنشاء منصة متكاملة توفر المعلومات المفيدة عن العمليات المعقدة.
يُعتبر "إنترنت الأشياء Internet of Things (IoT))" أحد التوجهات التكنولوجية التي تتيح للفنادق فرصة تحقيق العائدات على الاستثمار. وفي هذا الإطار، صرّح فلوريان كريشبومر، مدير العمليات والتطوير في شركة "إنتريل إنترنت" الرائدة في مجال حلول إنترنت الأشياء للقطاع الفندقي، في مقابلة مع "ومضة" أن ربط أشياء مثل أجهزة الاستشعار وثلاجات الميني بار والأقفال وتجهيزات المطبخ وصنابير المياه وغيرها بالإنترنت سيمكّن الفنادق من جمع البيانات ويتيح تبادل المعلومات بين الأجهزة والأنظمة وأصحاب المصلحة. كما سيسهم ذلك في رفع الكفاءات التشغيلية وتحسين تجربة العملاء واعتماد وسائل أكثر تقدماً لتحقيق وفورات الطاقة والمياه من خلال الحدّ من العمليات اليدوية التي تتطلب الكثير من الجهد والمعرضة للخطأ، كما سيذلل ذلك صنع القرارات بشكل أكثر ذكاء.
تابع كريشبومر: «من الأمثلة التي نراها اليوم نذكر جهاز "الثرموستات أو منظم الحرارة" الذي يخفض درجة الدفء أو البرودة في الغرفة عند تسجيل النزيل المغادرة منها، أو تقنية التبليغ الآلي عن الأعطال في الأجهزة بل وتنبيهات الصيانة الاستباقية قبل وقوع الأعطال، أو تجارب النزلاء الجديدة من خلال فتح باب الفندق باستخدام الهاتف الذكي وتجاوز مكتب الاستقبال. وفيما تتطلب مثل هذه الحلول الاستثمار في البنية التحتية لإنترنت الأشياء، فإن تعدد فرص التحسينات في العائدات سيعني بالتأكيد أن مثل هذه الاستثمارات يجب أن تكون على قائمة أولويات المسؤولين في الفنادق العصرية.».
وقد تعاونت ماريوت الدولية مع "سامسونج Samsung" و"لوجراند Legrand" لإطلاق غرفة الفندق المستقبلية بتقنية إنترنت الأشياء، والتي ستمكّن الشركة من الارتقاء بتجربة النزلاء إلى مستويات غير مسبوقة. وقالت ستيفاني لينارتس، رئيس الشؤون التجارية العالمية في ماريوت الدولية، في بيان صادر عن الشركة: «إننا ندرك أن نزلائنا يتوقعون إضفاء لمسة شخصية على كلّ جوانب حياتهم، ويجب أن تعبّر تجربتهم الفندقية عن ذلك».
مواجهة التحديات
تركز تحديات التكنولوجيا المستقبلية على أمن البيانات، ولا سيما متطلبات الامتثال عند استخدام بطاقات الدفع، والحماية من خرق البيانات، وبالأخص في بيئة الأجهزة المتنقلة. أمّا التحدّي الآخر فيكمن في تلبية توقعات العملاء المتنامية، فهؤلاء العملاء يقيمون اليوم في منازل مجهزة بالإنترنت عالي السرعة وأجهزة التلفزيون التفاعلية والأجهزة القائمة على تحديد المواقع. وفي الوقت الذي يجتهد قطاع الضيافة والفنادق لتحسين تجربة العملاء التي باتت اليوم عنصر التميز الأساسي في هذا القطاع التنافسي، من المتوقع أن تمنح التكنولوجيا ميزة تنافسية لمن سيحسن استغلالها في هذا القطاع.