استقطبت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استثماراتٍ بقيمة 863 مليون دولار موزعة على 63 صفقة في يناير عام 2025، مما قد يشير إلى تسجيل نموٍ هائل في بداية العام الجديد، إلا أن هذه الصفقات تضمنت تمويلاً بالدين بقيمة 768 مليون دولار، مما يلغي أي نمو محقق بالمقارنة مع الشهر نفسه من عام 2024.

أما على أساس شهري، فقد سجل يناير نمواً بنسبة 210% بالمقارنة مع الشهر السابق، ولكن هذا التحسّن يتحول إلى انخفاض بنسبة 64% عند اقتطاع التمويل بالدين من إجمالي استثمارات الشهرين.

وعادةً ما يتباطأ مشهد الاستثمارات في بداية كل عام، باعتبارها الفترة التي يركز فيها المستثمرون على تقييم ديناميكيات السوق، فيما يعمل رواد الأعمال على تحسين عروضهم التقديمية ووضع قيمة لشركاتهم قبل البدء بجمع الأموال. ومع ذلك، نتوقع أن يشهد الربع الأول من العام نمواً إيجابياً بوتيرة الاستثمار في ضوء التطورات الحيوية لمنظومات ريادة الأعمال الناشئة، مثل قطر وسلطنة عُمان، ومؤتمر ليب 2025 المُقام حالياً في المملكة العربية السعودية.

تصدّرت السعودية مشهد الاستثمار على مستوى المنطقة في يناير 2025، حيث جمعت شركاتها الناشئة 839,5 مليون دولار موزعة على 21 جولة تمويل، منها 750 مليون دولار لصفقتي التمويل بالدين اللتين حصلت عليهما شركتا ليندو وفُرَص.

في المقابل، تراجع أداء الشركات الناشئة في دولة الإمارات بعد أن حصدت 15 شركة منها تمويلاً بقيمة 14,6 مليون دولار فقط.

وفي المركز الثالث جاءت مصر، التي شهدت إغلاق 7 صفقات بقيمة 6 مليون دولار؛ في حين جمعت الشركات الناشئة في باقي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمويلاً لا يتجاوز 2,5 مليون دولار.

برز قطاع التكنولوجيا المالية في صدارة مشهد التمويل خلال يناير، مسجلاً 776,6 مليون دولار عبر 11 صفقة، بما فيها صفقتي ليندو وفُرَص؛ يليه قطاع التكنولوجيا العقارية الذي جمعت 4 من شركاته الناشئة تمويلاً بقيمة 38,7 مليون دولار؛ ومن ثم قطاع التجارة الإلكترونية الذي شهد إغلاق 5 صفقات بقيمة 30 مليون دولار.

وعلى صعيد مراحل النمو، تركزت معظم مبالغ الاستثمار خلال يناير في الشركات الناشئة ضمن السلسلة أ عبر صفقتين، دون تسجيل استثمارات ملحوظة للشركات في المراحل المتأخرة، باستثناء ليندو التي تجاوزت مرحلة السلسلة ب. أما العدد الأكبر من الصفقات، فكان من نصيب الشركات في مرحلة ما قبل البذرة، التي جمعت 15 شركة منها 4,6 مليون دولار.

وواصل المستثمرون خلال يناير تركيزهم على الشركات الناشئة التي تتعامل مع الشركات (B2B)، والتي حصدت 692 مليون دولار موزعة على 41 شركة؛ في حين جمعت 20 شركة تتعامل مع المستهلكين الأفراد (B2C) تمويلاً بقيمة 70,5 مليون دولار. وتوزّعت باقي الاستثمارات في شركات ناشئة تمزج بين النموذجين.

وكالعادة، استقطبت الشركات التي أسسها رجال الحصة الأكبر من تمويل شهر يناير، محققةً 795 مليون دولار موزعة على 47 صفقة، غير أن الشركات الناشئة التي أسستها سيدات حققت نمواً ملحوظاً بعد أن جمعت 61,6 مليون دولار. في المقابل، حصلت الشركات التي شارك في تأسيسها الرجال والسيدات على استثماراتٍ بقيمة 5,6 مليون دولار في يناير.

تصدر هذه التقارير الشهرية بالتعاون بين ومضة والموجز الرقمي.