منصة "سكوني" تقدم خدمات الصحة النفسية وفق أعلى معايير الخصوصية والأمان في دولة الإمارات
لطالما كانت الأمراض النفسية وعلاجها من الأمور المحاطة بالقيود الاجتماعية في ثقافة منطقة الشرق الأوسط، لذا وفور ظهور حلول الرعاية الصحية عن بُعد والانتشار المتزايد لنماذج تقديم خدمات الرعاية الصحية عبر الإنترنت، ارتفع الطلب على خدمات الصحة النفسية بشكل كبير من جانب المستهلكين والشركات. ومع مواصلة العملاء الاعتماد على منصات الأطراف الثالثة، ظهرت مجموعة من الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تسعى إلى الاستفادة من الحاجة المتنامية لحلول الرعاية الصحية الآمنة والمدعومة بالتكنولوجيا.
وتبرز شركة "سكوني" كإحدى هذه الشركات الناشئة التي تقوم بإنشاء منصة صحة نفسية. وتسعى هذه المنصة الاجتماعية، التي تأسست على يد علي عويناتي في وقت سابق من عام 2023، إلى معالجة التحديات الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية وتعزيز الوصول إلى الموارد المناسبة.
واستلهم عويناتي في المراحل الأولى لتأسيس شركته الناشئة من تجارب أصدقائه الذين لاقوا صعوبة كبيرة في الحصول على المساعدة خلال وجودهم في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة أزمة كوفيد-19. واضطر هؤلاء إلى الاعتماد على معالجين من خارج الدولة، مما لفت نظر عويناتي إلى نقص خدمات الرعاية الصحية في هذا المجال الحساس اجتماعياً.
ويقول عويناتي في هذا السياق: "بدأت السلوكيات تتغير بعد انتهاء أزمة كوفيد-19، حيث لمسنا تزايد الوعي حول تحديات الصحة النفسية، وتواصل عدد من أصدقائي مع معالجين في أوروبا وأمريكا الشمالية، مدفوعين بحاجتهم للتحدث مع مختص. وأكد لي أحد أصدقائي وجود حاجة لهذه الخدمات وفجوة ثقافية يجب الحد منها".
ويعتقد عويناتي بأن محدودية الوعي الثقافي بالصحة النفسية يرجع إلى نقص الموارد والافتقار إلى التركيز الكافي عليها داخل المنظومة الصحية الأوسع. وتتطلع منصة "سكوني"، على غرار منصات الصحة النفسية الأخرى، إلى معالجة النقص في الأخصائيين والأطباء المؤهلين في الدولة.
وسلط عويناتي الضوء على هذا النقص الحاد في الخدمات العلاجية، وأكد وجود ما لا يزيد عن 0.75 أخصائي صحة نفسية لكل 100 ألف شخص في دولة الإمارات، في حين يوجد 31 أخصائي لكل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة على سبيل المثال.
وقال عويناتي: "هناك مفارقات واضحة، حيث أكدت أبحاث السوق التي أجريناها بالاستناد إلى أسس علمية بأن العديد من الأشخاص الذين تم إجراء المقابلات معهم يعانون من أحد اضطرابات الصحة النفسية على الأقل". وأشار إلى أن التحديات الاجتماعية وقلة الوعي شكلا العوائق الأبرز دون الحصول على الرعاية الصحية النفسية.
وأضاف: "تعاني العديد من النساء المتزوجات اليوم من اكتئاب ما بعد الولادة، كما تظهر أعراض القلق والاكتئاب لدى نسبة 55% من طلاب الجامعات".
وبالاعتماد على منصتها الاجتماعية، تسعى "سكوني" في المقام الأول إلى الارتقاء بتجربة المستخدم من خلال تعزيز تجربة العلاج المعتمدة على المختصين باستخدام تحليلات البيانات وتعلم الآلة لتحسين النتائج العلاجية، ومواكبة التحديات الفريدة وأوجه الاختلاف المتعلقة بالفئة المستهدفة في دولة الإمارات وعموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتستقطب "سكوني" المعالجين عبر منحهم تعويضات تنافسية وأدوات لجدولة أوقات العمل واعتماد ساعات عمل مرنة والوصول إلى أدواتها التكنولوجية.
وتعتزم الشركة إطلاق منصة "سكوني" في الربع الأول من عام 2024، إلا أنها تواجه اليوم تحدياً في التعامل مع الإطار التنظيمي وإطار الامتثال في دولة الإمارات.
وأفاد عويناتي: "خلافاً للتدريب والأساليب الأخرى الأكثر شمولية، تمثل الاستشارة السريرية نهجاً علمياً يخضع لرقابة صارمة من السلطات الصحية في دولة الإمارات. ويدفعنا ذلك إلى ضمان التزام منصة ’سكوني‘ بأعلى معايير الخصوصية والأمان في دولة الإمارات، وقانون قابلية التأمين الصحي وقابلية التحمل ’هيبا‘ HIPAA في أمريكا الشمالية وحتى اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في أوروبا. ونسعى جاهدين إلى كسب ثقة المعالجين والمستخدمين النهائيين".
وتعمل الشركة على تحسين إمكانات المنصة وعروضها من خلال البحث عن فرص التمويل، ويبقى التحدي الرئيسي أمامها في طرح نموذج عمل مستدام وقابل للتطوير أمام المستثمرين ومواءمته مع لوائح الرعاية الصحية.
وتوفر السوق فرص النمو لمنصة "سكوني" ومنافسيها المحتملين، ولا سيما مع تزايد الطلب على خدمات الصحة النفسية الملائمة لثقافة المنطقة.
واختتم عويناتي: "توفر السوق ظروفاً مواتية وتشهد تزايداً في الطلب مع قلة في الموارد، لذا أرى أنها توفر العديد من الفرص لجميع مزودي الخدمات المحتملين".