YallaMarket تحصل على 2.3 مليون دولار في جولة ما قبل التأسيس والتجارة السريعة تشهد صعوداً سريعاً
لا يكاد يخلو شارع في دولة الإمارات من دراجة بخارية تحمل شعار إحدى شركات المواد الغذائية أو البقالة أو شركات التوصيل للعميل النهائي. ونتيجة لانتشار التجارة الإلكترونية على هذا النحو، من المتوقع ارتفاع عدد مركبات التوصيل في أكبر 100 مدينة في العالم بنسبة 36% حتى عام 2030، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وفي خضم هذا الارتفاع في التجارة الإلكترونية، شهد قطاع البقالة الإلكترونية أكبر نمو، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة RedSeer، تضاعف سوق البقالة الإلكترونية أربع مرات في العام الماضي، ومن المتوقع أن تصل قيمته إلى ما يقرب من 21 مليار دولار بحلول عام 2024. حيث أدت المنافسة المتزايدة في هذا المجال إلى تدفق الشركات الناشئة العاملة في مجال التجارة السريعة التي تقدم خدمة التوصيل الفوري خلال أقل من ساعتين. ووفقاً لشركة RedSeer، ستبلغ قيمة هذا القطاع من قطاعات التجارة الإلكترونية 20 مليار دولار بحلول عام 2024.
وتُعد شركة YallaMarket، التي أسسها ليو دوفبنكو وستانيسلاف سيليزنيف في نيسان/أبريل 2021، إحدى شركات البقالة الإلكترونية الإماراتية الناشئة التي تمكنت من تقليص مدة توصيل الطلبات إلى 15 دقيقة فقط.
وتعمل YallaMarket حالياً في دبي، في منطقة أبراج بحيرات جميرا والخليج التجاري وقرية جميرا الدائرية، وتعتمد على بنية تحتية من مراكز التوزيع (dark stores) والمخازن التي تقع في أماكن استراتيجية في مناطق مكتظة بالسكان من أجل تقديم هذه الخدمة السريعة. كما أن مراكز التوزيع الخاصة بالشركة تخدم مناطق أصغر، مقارنةً بغيرها من منصات التجارة الإلكترونية، وتعتمد على طرق المشاة لتوصيل الطلبات، باستخدام دراجات الإسكوتر الكهربائية والدراجات الهوائية بدلاً من الدراجات البخارية.
ويقول دوفبنكو، الرئيس التنفيذي للشركة: "على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح من الواضح أن نموذج مراكز التوزيع من المفترض أن يحل محل المتاجر التقليدية الصغيرة. إنها ثورة جديدة في مجال البيع بالتجزئة. فالتجارة السريعة هي الطريقة الجديدة لخدمة العملاء، لأنه من الأسهل على العملاء أن يضغطوا على ثلاثة أزرار للحصول على طلباتهم في غضون 10 دقائق، [بدلاً من] الوقوف في طابور."
وفي حين أن الشركات الناشئة الأخرى العاملة في مجال التجارة السريعة في شتى أنحاء العالم تُجرِّب استخدام الروبوتات والتكنولوجيا لتتمكن من توصيل الطلبات بشكل أسرع، يعتمد نموذج شركة YallaMarket في الغالب على إنشاء مخازنها الخاصة وابتكار "طريقة خاصة لتخزين البضائع" تُمكِّنها من تجهيز الطلبات بسرعة كبيرة. فيستطيع عمال تجهيز الطلبات جمع أصناف الطلب الواحد في ثلاث دقائق فقط، ويستغرق كل صنف 15 ثانية تقريباً. ويمكن للعمال تجهيز ما يصل إلى 20 طلباً في الساعة.
وقد حصلت شركة YallaMarket على 2.3 مليون دولار في جولة ما قبل التأسيس، بقيادة كل من ومضة و"دبي آنجل إنفستورز"، وبمشاركة بعض المستثمرين الملائكة الذين يركزون على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسيُستخدم الاستثمار لمواصلة نمو YallaMarket في دولة الإمارات، فتخطط الشركة لافتتاح 100 مركز توزيع جديد في دبي وأبو ظبي، بالإضافة إلى التوسُّع في قطر العام المقبل.
ويقول دوفبنكو: "نخطط لاستخدام الجزء الأكبر من هذا التمويل الجديد لتعزيز نمونا. فمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تطوراً كبيراً: يُقام معرض إكسبو في الإمارات هذا العام، وستستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم في عام 2022. وهدفنا هو أن نوفر للعملاء خدمة التوصيل السريع عند الطلب على أوسع نطاق ممكن".
وأما على الصعيد العالمي، فقد ازدهرت التجارة السريعة منذ الجائحة، فرأينا شركات مثل Getir التركية وGorillas الألمانية وgoPuff الأمريكية تجذب مليارات من الاستثمارات، وتتوسع خارج أسواقها المحلية. ولكن، على الرغم من نموها، عدَّلت في نموذجها لأنه غير مستدام، لا سيما أن كثيراً من هذه الشركات لا تتقاضى سوى أجر قليل وأحياناً لا تتقاضى أي أجر مقابل التوصيل، وهو الجزء الأكثر تكلفة في السلسلة.
لكن دوفبنكو واثق من أن النموذج يمكن أن يحقق ربحاً في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لتكلفة العمالة المنخفضة نسبياً واستخدام البيانات لتوقع سلوك العملاء.
فيقول: "لا يمكن أن يحقق النموذج ربحاً في أوروبا لأن تكلفة عمال توصيل الطلبات في أوروبا أكبر من أجور العلماء في دبي. ولكي تحقق ربحاً في مجال التجارة السريعة، تحتاج إلى العمل في أماكن يحتاج سكانها إلى خدمة توصيل الطلبات عدة مرات في اليوم، وهذه هي الطريقة التي تبني بها نشاطاً تجارياً مستداماً. ولكي يدفع العملاء، يجب أن تقدم لهم أصنافاً معينة تحتاج إليها الأسرة كل يوم وأن تكون قادراً على توصيلها".
وتقدم شركة YallaMarket 3000 صنف، وتُحدَّث هذه الأصناف أسبوعياً وفقاً لتوجهات العملاء الشرائية. وتشتري الشركة هذه المنتجات مباشرةً من الشركات المُصنِّعة لها أو من خلال الموزعين، مما يُمكِّنها من تحقيق هامش ربح من كل صنف. ويبلغ متوسط قيمة الطلب 50 درهماً، وعادةً ما يحتوي الطلب الواحد على تسعة أصناف، والفئات الأكثر مبيعاً هي الفواكه ومنتجات الألبان والمشروبات. وكلما كان عامل تجهيز الطلبات أسرع في تجميع عناصر الطلب، زاد عدد الطلبات التي يمكنه تجهيزها في يوم واحد. وينطبق الأمر نفسه على عامل التوصيل الذي يتولى توصيل عدة طلبات في كل رحلة. وبدلاً من الاعتماد على الخدمات اللوجستية لطرف آخر، تعتمد شركة YallaMarket على فريقها الخاص من عمال التوصيل، بعضهم على دراجات بخارية، وبعضهم على دراجات إسكوتر كهربائية، وبعضهم يتولى توصيل الطلبات سيراً على الأقدام – وهي طريقة أخرى تحافظ بها الشركة على انخفاض تكاليفها وتضمن توصيل الطلبات بسرعة.
وقد انضمت شركات عديدة إلى عالم التجارة السريعة في شتى أنحاء الشرق الأوسط، منها "طلبات" و"نون" و"كيتوبي". وفي مصر، تُقدِّم شركات "بريدفاست" و"رابيت" و"أبيتيتو" خدمة التوصيل الفوري، وقد حصلت هذه الشركات معاً على تمويل قدره 39 مليون دولار هذا الشهر. ويرى سانديب جانيديوالا، الشريك الإداري لشركة RedSeer، أنه بحلول عام 2024، سوف يستأثر نموذج التجارة السريعة بنسبة 8% من التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "وستكون تلك قفزة هائلة، فقد كانت هذه النسبة 1% تقريباً في عام 2018".
ويعتقد دوفبنكو أن البقالة الإلكترونية التي تخدم منطقة محلية صغيرة قد تحل يوماً ما محل دكاكين التجزئة الصغيرة، ولكنه على المدى القريب يخطط لإقامة شراكة مع تجار التجزئة الصغار، المعروفين محلياً باسم البقالين.
فيقول: "نسعى إلى إقامة شراكات مع الموردين ومُنتجي المواد الغذائية وأصحاب محلات البقالة الآخرين. ويمكننا منح توكيل لمتاجر البيع بالتجزئة لتستفيد من مراكز التوزيع الخاصة بشركة YallaMarket."
وتخطط هذه الشركة الناشئة أيضاً لإطلاق خط إنتاجها الخاص من الوجبات الجاهزة، وسيتمكن المستخدمون من طلب تلك الوجبات عبر التطبيق.