حورية البلوشي: أشجع الشابات الإماراتيات على الانخراط في تخصصات التكنولوجيا والعلوم
تعتبر المرأة الإماراتية ركيزة أساسية وداعم قوي لبناء المجتمع وتقدمه، ورأينا جميعًا كيف ساهمت في التنمية الاقتصادية والمجتمعية بشكل ملحوظ ومؤثر، الأمر الذي جعلنا نحتفل في يوم 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية بكل فخر وعرفان، وعن ذلك كان لـ"ومضة" ذلك الحوار مع الدكتورة "حورية البلوشي"، مستشار تخطيط قطاع تطوير البنية التحتية في بلدية عجمان، وتحمل ماجستير في الإدارة الهندسية من جامعة ولونغونغ في دبي سنة 2014.
1. ما الجهود التي تبذلها جامعة ولونغونغ في دبي لإعداد الخريجين الإماراتيين ليصبحوا قادةً وروادً في أماكن عملهم؟
للجامعة دور مهم في إعداد القادة، حيث وفرت تخصصات ضرورية لاحتياجات العمل في الدولة. بالإضافة إلى تأمين دورات تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي وإدارة التغيير، وهي من أهم الجوانب التي يجب على القائد والموظف تعلمها وإتقانها بما يتوافق مع الممارسات الدولية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. كما تقوم الجامعة بمبادرات عديدة من خلال تقديم ورش عمل ودورات للخريجين والطلاب تسعى من خلالها إلى توعية الطالب والخريج بأحدث التوجهات في الدولة.
2. منذ إطلاق مبادرة يوم المرأة الإماراتية في عام 2015، ما مدى التقدم بتمكين المرأة الإماراتية؟
اهتمت القيادة الرشيدة بالمرأة منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وفرت لها جميع احتياجاتها التعليمية وسلمتها أدوارا قيادية للمشاركة في تحقيق تطلعات الدولة. وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، تم رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، وذلك تقديرا لدور المرأة ومساهمتها في بناء المجتمع والوطن والمحافظة عليهما. ولا يقتصر تمكين المرأة في الإمارات على تقلدها مناصب قيادية وحسب، بل يتجلى أيضا بتوفير جميع الخيارات الوظيفية، وتأمين جميع احتياجاتها اللازمة لتمكينها من اتخاذ قرارات تتعلق بعملها وحياتها.
3. ما النصيحة التي تقدمينها للجيل الشاب من الإماراتيات في سعيهن لتحقيق إنجازات، سواء شخصية أو وظيفية؟
النصيحة الأهم امتلاك دافع للنجاح في العمل وفي الحياة، والسعي المستمر لتحقيق الهدف، ولا أقصد بهذا كتابة هدف وتحديد مؤشرات له، بل أعني امتلاك هدف وراء كل عمل، فوجود الهدف يمنح معنى لما نقوم به، فلا نشعر بالرتابة والملل. إضافة إلى تحقيق التوازن بين الحياة والعمل، وإيجاد هواية تشكل متنفسا لنا من ضغوط الحياة، وقد تمنحنا فرصة لتسخيرها في عالم الأعمال حيث يمكننا أن نكون فيه أكثر إبداعا ونحقق عبره إنجازات شخصية.
4. ما السبيل إلى تشجيع الشابات الإماراتيات على الانخراط بشكل أكبر في دراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟
من الضروري أن يراجع الطلبة عند اختيارهم تخصصاتهم الجامعية، التقارير الصادرة من الدولة عن الاحتياجات الوظيفية والتخصصات العلمية المطلوبة للسنوات القادمة. وبما أن هناك احتياجا دائما لاختصاصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واستمرار تطورها، فإن ذلك يجعلها من الدراسات المرتبطة بوظائف المستقبل التي تحتاجها البلاد خلال الخمسين سنة القادمة. وأشجع الشابات على الالتحاق بهذه التخصصات، سيما وأن الدولة وفرت فرصا تعليمية ووظيفية للمرأة الإماراتية في هذه التخصصات بالقطاعين العام والخاص، ولا توجد أصلًا في بلادنا تخصصات لأحد الجنسين دون الآخر، فالفرص متساوية ومتاحة للجميع.
5. ما ضرورة دخول المرأة لمجال العلوم والرياضيات للدراسة والعمل، وهل واجهت صعوبات عندما اخترت دراسة اختصاص علمي؟
لا يقتصر مجال العلوم والرياضيات على الذكور دون الإناث، ومنذ قديم الزمان كان هناك مخترعون وعلماء من كلا الجنسين قدموا للبشرية إنجازات عظيمة، وهذه المجالات مهمة لارتباطها بحياتنا اليومية وتمكينها لنا للعيش بالطريقة التي نطمح إليها ما يساعدنا على التخطيط لحياة أفضل للأجيال القادمة. كما أن هذه التخصصات من العوامل المعززة لجودة الحياة سواء في عصرنا الحالي أو في المستقبل الذي سيعيشه أطفالنا. وربما كانت هناك بعض الصعوبات أمام الراغبات بالالتحاق بتخصصات علمية ولكن مجتمعنا تجاوز هذا الأمر خاصة وأن الدولة تشجع على هذه التخصصات وتحث المواطنين على الالتحاق بها وإتمام الدراسات العليا.