بينما كان من المفترض أن يكون العام الماضي هو العام الذي تتخطى فيه تمويلات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاجز المليار دولار، جائت الجائحة لتقضي على طموحات تحقيق ذلك الإنجاز. إلا أن الأضرار التي تسبَّب فيها فيروس كورونا لم تؤد إلا إلى حدوث انخفاض بنسبة 7% فقط مقارنةً بالعام الماضي، حيث أن إجمالي ما جمعته الشركات الناشئة في المنطقة بلغ 654 مليون دولار من خلال 363 صفقةً أُبرمت خلال عام 2020. وجُمع ما يقرب من نصف ذلك المبلغ في الأشهر الثلاثة الأولى من العام قبل أن تعصف الجائحة بالمنطقة. وتوخى المستثمرون الحذر خلال الفترة المتبقية من عام 2020، على الرغم من أننا شهدنا زيادةً في عدد الصفقات وقيمتها في الشهرين الماضيين. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي كانون الأول/ديسمبر، جمعت الشركات الناشئة 65.5 مليون دولار من خلال 48 صفقة، بزيادة بلغت نسبتها 77% مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. وكان الأداء القوي لهذا العام يرجع إلى إبرام عدة صفقات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فشركة تابي الإماراتية الناشئة التي تقدم منصة "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" جمعت 23 مليون دولار في الجولة التمويلية الأولى في صفقة هي الأكبر في ذلك الشهر. ويُعزى إلى هذه الصفقة أيضاً الأداء القوي لقطاع التكنولوجيا المالية في شهر كانون الأول/ديسمبر.

وشهد قطاع التنقل انتعاشاً كبيراً، حيث تلقت سبع شركات ناشئة استثمارات، خصوصاً في مجال مشاركة السيارات وتأجيرها، مما يدل على زيادة الطلب على وسائل النقل التي تقلل من مخالطة مجموعات كبيرة من الناس.  

واستطاعت شركات ناشئة تتخذ من سلطنة عُمان مقراً لها لأول مرة أن تفوز بأكبر عدد من الصفقات، نتيجةً لقيام الصندوق العماني للتكنولوجيا بتخريج دفعتين من مسرعة الوادي ومسرعة تكوين. ومع ذلك، حافظت دولة الإمارات على موقع الصدارة من حيث قيمة الاستثمارات، حيث جمعت الشركات الناشئة في دولة الإمارات 37.5 مليون دولار.