تأجير السيارات بالدقيقة - حساب الدقائق بين التوسع والاستمرارية
كيف نجحت يو درايف، خدمة التنقل عند الطلب في الإمارات العربية المتحدة، في تجاوز جائحة كوفيد-19 وتحقيق نمو كبير في الربع الأخير من عام 2020
بقلم حسيب خان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة يو درايف
تصبو عديد الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى "توسيع أعمالها" و"ترسيخها" و"إنمائها" ونيل اهتمام العملاء والمستثمرين ووسائل الإعلام. ومع ذلك، ينبغي اكتساب المهارات الأساسية أولاً وبناء أساس عمل متين قبل الشروع في خطط التوسع.
شركتنا ليست استثناءً من ذلك. فمنذ إطلاق يو داريف، أول منصة لمشاركة السيارات عند الطلب في الشرق الأوسط في عام 2017، حصلنا على "حصتنا" العادلة من تجارب الشركات الناشئة، الإيجابية والسلبية على حدٍ سواء، مع تحقيق توسع مضاعف ثلاثياً في الإيرادات والمستخدمين والأسطول.
وفي عام 2020، كانت التوقعات مختلفة تماماً عن العام السابق في ظل التحديات الجديدة الناجمة عن الجائحة. وكما هو الحال مع الدول الأخرى، رأينا وما زلنا نشهد الأثر الذي تخلفه جائحة كوفيد-19 على الأفراد والشركات.
كان السؤال واضحاً: كيف سيؤثر ذلك على عملائنا؟ هل سيعملون من المنزل؟ هل سيتسوقون عبر الإنترنت؟ وهل سيستمرون في جدولة مواعيد الرحلات مع سيارات موستانج الخاصة بنا؟
وفي ظل تأثر صناعة السياحة أكثر من غيرها، كان من الواضح أن وضع خطة طارئة للاستمرار أمراً جوهرياً لقياس المخاطر.
كان الاستعداد لأزمة قد تستمر لمدة أسبوع أو عام واحد أكبر مصدر للقلق عندما قمنا بقياس التأثير على أعمالنا. واستطعنا إنجاز ذلك عبر ثلاث خطوات:
- وضع استراتيجية مخصصة ذات أولويات رئيسية: تم التركيز على الكفاءة التشغيلية والحفاظ على الإيرادات.
- تخفيض التكاليف الثابتة: وشمل ذلك خفض الأساطيل، والمكاتب، وعدد الموظفين وساعات العمل بالتزامن مع انخفاض الإيرادات بأكثر من 10٪.
- إجراء تخفيض طارئ في التكلفة الثابتة: تقييم حجم الأسطول وعدد الموظفين مع التركيز على الحفاظ على صافي الأرباح عند استمرار انخفاض الإيرادات بأكثر من 25٪
تغيرت الاستراتيجية بسرعة من الرغبة في النمو والتوسع إلى الاستمرار أو الفشل. تم وضع الخطط وتم إطلاع الموظفين وتنفيذ استراتيجيتنا.
وفي شهر مارس من هذا العام، أُغلقت المدارس وأصبح العمل من المنزل إلزامياً. علاوة على ذلك، أصبح شرط التعقيم لمدة 12 ساعة أمراً ضرورياً، وتزامن ذلك مع توقف العمليات من الساعة 8 مساءً وحتى الساعة 6 صباحاً.
وبدأنا في اتخاذ قرارات صعبة دون أن يكون لدينا أي رؤية للمستقبل المنظور. لقد عملنا عن كثب مع الشركاء والموردين للوفاء بالاتفاقيات الحالية والجديدة بهدف تجاوز هذه الجائحة.
وعكف مستثمرونا على دارسة تقنية "إستراتيجية" عززت الكفاءة التشغيلية بما في ذلك إدارة الأسطول، والتنظيف، وإدارة المهام. وشمل ذلك إصلاحاً شاملاً لمنصة خدمة العملاء بما في ذلك مركز الاتصال وإصدار التذاكر. وسمح الابتكار من أجل التغيير واحتضان البيئة الجديدة لغالبية موظفينا بالعمل من المنزل.
كما ساعدت القرارات التي اتخذناها في وقت لاحق الشركة على الاستمرار في العمل بما أتاح للجميع مرجعية يستندون إليها. لم ننجح فقط في خفض تكاليفنا الثابتة بشكل كبير، لكننا تمكنا أيضاً من التركيز على العقود المستقبلية وتقديم أسعار أفضل من شأنها تحسين اقتصاديات وحدتنا حتى نتمكن من الازدهار بعد الجائحة.
وفي غضون ثلاثة أشهر من التغيير في الاستراتيجية، بما في ذلك تحسين العمليات، وتقديم التدريب للموظفين وتطبيق عمليات مبسطة جديدة وتكاليف تشغيل منخفضة، أصبحنا أقرب إلى الربحية مما كنا عليه في أي وقت مضى. والأهم من ذلك أننا كنا متحمسين لرؤية أنه يمكننا توسيع نطاق اقتصاديات الوحدات المربحة بدلاً من الخسارة في وقت أبكر مما كنا نعتقد أنه ممكن.
وفي سبتمبر 2020، بعد تسجيل طلب ثابت، قمنا بزيادة أسطولنا وقررنا في شهر أكتوبر 2020 أن الوقت قد حان لمواصلة الفئة أيه مع يوريكا، وهي خطة خرجت إلى النور في شهر يناير 2020، وشهدنا زيادة في الطلب والاهتمام بما يتجاوز المقاييس المتوقعة في الظروف العادية. وكجزء من مبادرة يو درايف للسفر الآمن بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي، ودائرة النقل بأبوظبي وبلدية الشارقة، قمنا أيضاً بتجديد تقنية خدمة العملاء لدينا من خلال إطلاق حلول ذكية إضافية من شأنها أن تتيح تقديم خدمات آمنة وبأسعار معقولة وخالية من المتاعب لجميع الركاب. وقد ساعدنا ذلك في تحقيق مليون رحلة وهذا يُعد بالطبع مصدر فخر لنا. وتشمل خططنا في الآونة الحالية التوسع في المملكة العربية السعودية وتركيا.
يكمن الاختلاف بين الفئة أيه قبل الجائحة والسلسلة أيه اليوم في الاعتراف بأن مجتمعنا المكون من الشركاء وفريق العمل القوي والمتناغم والموردين والعملاء كان لهم دور فعال في نمونا والاستمرار في خضم أزمة جائحة كورونا. نحن أيضاً أكثر ثقة الآن من أي وقت مضى بأهمية استراتيجية الأعمال والعمليات وخطة الاستمرارية والعناصر المهمة الأخرى لمزيج الأعمال الذي نمارسه يومياً لإنشاء علامة تجارية إماراتية قوية محلية – للمجتمع والشركاء وللجيل الجديد من خلال جعل مفهوم التنقل عند الطلب أقرب إلى المستهلكين في المنطقة. وتحدوني ثقة كبيرة أنه كان ينبغي على العديد من الشركات اتخاذ قرارات صعبة هذا العام، غير أن الحقيقة هي أنه بدون هذه القرارات الصعبة، لم يكن بمقدور العديد من الشركات العودة إلى ممارسة الأعمال مرةً أخرى.