حوار مع عُلا دودين من بيتأويسيس للتداول الإمارات العربية المتحدة
عُلا دودين الشريك المؤسس لبيتأويسيس BitOasis، أول بورصة لتداول العملة الرقمية المشفّرة cryptocurrency في الشرق الأوسط والتي تم تأسيسها في 2015. بيتأويسيس منصة تمكّن المستخدم من شراء وإستخدام أصول المحفظة الرقمية مثل البيتكوين Bitcoin وإيثيريوم Ethereum وستيلر Stellar. وسّعت الشركة نطاق خدماتها في أواخر العام الماضي لتصل الى مصر والأردن والمغرب، وتأمل أن تصبح أول منصة مرخصة ومنظمة كليّاً للعملة المشفّرة في المنطقة.
قبل تأسيسها لبيتأويسيس عملت دودين في لندن في إرنست ويونغ Ernst & Young في دور استشاري لتكنولوجيا المعلومات قبل الانتقال إلى الشرق الأوسط للعمل مع الشركات الناشئة. كرست أغلب وقتها في العام الماضي للعمل عن كثب مع المنظمين للمساعدة في وضع اللوائح الخاصة بالعملة الرقمية والبلوكشينblockchain وتعمل للحصول على رخصة العملة الرقمية المشفّرة من سوق أبو ظبي العالمي وبنك البحرين المركزي في الربع الأول من هذا العام.
لا يزال قطاع العملة المشفّرة ناشئ في الشرق الأوسط لكن ثمة إهتمام متنام وبالأخص من المنظمين الذين يحرصون على المضي قدماً في خدمات تكنولوجيا المال (fintech).
كيف انتهى بك المطاف شريكاً مؤسساً لبيتأويسيس؟
كان إهتمامي ببيتكوين Bitcoin مجرد صدفة. كنت أقرأ منتديات التكنولوجيا ورأيت عموداً عن بيتكوين، كان شيئاً فوضوياً، وإعتقدتُ انه مفهوم جنوني، كيف لشخص أن يبتكر عملة الند للند (P2P) لتحل محل البنوك المركزية؟ لكن ماذا لو ان الفكرة ناجحة بالفعل؟ فبدأتُ بقراءة المزيد ثم المزيد من الأوراق العلمية حول مفاهيم البيتكوين، ووجدتها منطقية. أنا مهتمة بالتكنولوجيا من الصميم ومؤمنة بالمفاهيم والتكنولوجيا أكثر من الروايات السياسية البحتة. فبدأت بالتواصل مع الناس عبر الإنترنت وبعد ذلك إلتقيت بشريكيّ.
كيف عرفتِ أن الوقت كان مناسباً لترك وظيفتك السابقة؟
عندما إقتنعت أن المستقبل يكمن هاهنا ، أصبحت الوظائف الأخرى بالنسبة لي مضيعة للوقت. أردت أن أعمل شيئاً هنا بدلاً من حزم حقائبي والذهاب الى الولايات المتحدة الأمريكية. ما الفائدة من إنشاء عمل تجاري إن لم تصنع منه شيئاً كبيراً؟ سيجد عملك طريق النجاح إذا تعمل بجد وتؤمن بفكرتك وتثق بفريقك ويثقون هم بك. يتطلب العمل الكثير من التفاني وفريق يتمتع بموهبة عالية ومستثمرين يؤمنون بما تصنع، وينبغي خلق بيئة حاضنة تدور حول فكرتك لتصبح أساساً متيناً للتوسع.
ما وضع العملة الرقمية المشفّرة في الشرق الأوسط؟
إن الدافع وراء الإهتمام المتزايد في العملة المشفّرة في الإثني عشر شهراً الماضية هو سعر العملة نفسها. كثيرون يتبنون الفكرة وثمة مجتمع في طور التطوير. فالدافع وراء إعتماد تلك العملات في أسواق مثل مصر والمغرب على وجه التحديد هو عدم وجود أنظمة الدفع الإلكتروني. نحن على وشك الوصول الى حيث المسار الصحيح. ثمة الكثير من الأخبار والروايات تتداول حول تكنولوجيا المال، وتحاول الشركات ورواد الأعمال والمستثمرين والمنظمين فهمها.
إنهارت العملة الرقمية المشفّرة بشكل ملحوظ في السنة الماضية، فما كان تأثير ذلك على بيتأويسيس BitOasis؟
نحن ما زلنا في مرحلة الإستثمارعندما يتعلق الأمر بالأصول الرقمية. فقد كان الدافع الأكبر وراء النمو والإعتماد هو السعر [المتراجع]. أكبر إستخدام للعملة هو لغرض الإستثمار، لكننا نرى نسبة صغيرة من الناس تستخدمها للتطبيقات الخدمية، مثل إستلام المدفوعات وإرسال الأموال وخدمات مالية أخرى من هذا القبيل.
كيف ستبدو صناعة العملة الرقمية المشفّرة والبلوكشين في السنوات القليلة القادمة؟
لم نعد نملك في الوقت الحالي البيانات الخاصة بنا، لقد أصبحت كلها مركزية وموجودة على شبكات أصبحت هوني بوت أو مصائد لمخترقي الشبكات. إن الفكرة الرئيسية من وجود بروتوكولات لامركزية وحماية المستهلك هو لحماية البيانات والهوية. لقد أصبح العالم مرقماً بالكامل لكن بلا قوانين فعلية لحماية المستهلك.
تعمل الشبكات اللامركزية الموزعة على إلغاء تجزئة الإنترنت وإعادة بناءها على أساس ما يريده المستهلك وليس ما تريده تلك الشركات الكبيرة التي تعتمد حالياً أسلوب الإعلانات في كل شيء وتدفع المستهلك الى إنفاق المزيد. بذلك أنت تعيد القرار الى الأفراد وليس الشركات الكبيرة التي أصبحت تشكل خطرا متزايداً على المستهلك.
أعتقد أننا سنصل الى نقطة حيث سيتعامل فيها الناس بنظام البلوكشين المبني على بروتوكولات لامركزية، على سبيل المثال، بيتكوين للتمويل وإيثيريوم للتطبيقات اللامركزية والعروض الأولية للعملة الرقمية المشفّرة Initial Coin Offerings حيث يستخدمها البعض كأسلوب بديل لجمع التبرعات.
ومضة كابيتل إستثمرت في بيتأويسيس