عيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي لإحداث ثورة في الرعاية الصحية
باميلا كسرواني طرحت أسئلة على فادي جميل، رئيس "مجتمع جميل الدولية" وجيمس كولينز، القائد المشارك في عيادة عبداللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية للحصول على المزيد من التفاصيل حول عيادة J-Clinic الجديدة التي تسعى إلى تطوير تقنيات في مجال الوقاية من المرض والكشف عنه وعلاجه.
لا يعتبر خبر الشراكة بين "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" و"مجتمع جميل"، المؤسسة الاجتماعية التي أسسها ويرأسها محمد عبداللطيف جميل، وهو خريج دفعة العام 1978، لإطلاق عيادة عبداللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية J-Clinic، أمراً مفاجئاً.
فهذا هو المشروع الرابع المشترك بين المؤسستين يضاف إلى الاهتمام المستمر لـ"مجتمع جميل" في دعم الابتكار في تكنولوجيا الرعاية الصحية. فيُطلعنا فادي جميل، رئيس "مجتمع جميل الدولية" أن "مستشفى عبداللطيف جميل لإعادة التأهيل الطبي في جدة تُعدّ أول مركز تأهيل طبي غير هادف للربح في المملكة العربية السعودية. ويعود تاريخ افتتاحها إلى العام 1996، وباتت اليوم تُطبق تقنيات جديدة لإعادة تأهيل المرضى، بما في ذلك إدخال الأطراف الهجينة الطبية المساعدة إلى المنطقة". ويضيف "مجتمع جميل شريك في مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، حيث يتم إجراء أبحاث متطورة لتحسين الرعاية المقدمة لذوي الإعاقة"
ويرى جميل أن J-Clinic "تشكّل الخطوة المقبلة في هذه المسيرة، كما تُعتبر المشروع المشترك الكبير الرابع الذي يُقام بالتعاون بين 'مجتمع جميل' و'معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا'، شريكنا في مجموعة من مبادرات التنمية العالمية".
في ظل الاهتمام المتزايد بتقنيات التعلّم الآلي في مجال الصحة الآيل إلى الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها بشكل أفضل، ما الذي تضيفه عيادة J-CLinic؟ هنا يجيبنا جيمس كولينز، القائد المشارك في عيادة عبداللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية "ربما بات التعلم الآلي التكنولوجيا المهيمنة في هذا العقد، إلا أن مساهمته في مجال الرعاية الصحية ما زال متواضعاً حتى الآن. وتعتزم العيادة القيام بدور ريادي في تطوير أساليب الجيل المقبل من التعلم الآلي وتسخيرها للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية عبر النهوض بطرق الوقاية، والتشخيص، والعلاج للعديد من الأمراض".
ولهذا الغرض، يقول كولينز "بشكل عام، سنُركز على التعلم الآلي التقليدي والجيل المقبل من التعلم الآلي الذي يشمل المعرفة المعمّقة".
وبالفعل، ستركّز العيادة على مجموعة واسعة من الأمراض التي تصيب الملايين من الناس من السرطان إلى الاضطرابات العصبية مثل الألزهايمر والباركنسون، وصولاً إلى الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض الكلى، والربو.
وهذا التركيز ممكن بفضل ابتكار تقنيات التعلم الآلي عالية الدقة والقابلة للتطور والأهم هو توفيرها بأسعار معقولة، وتسويقها لتلبي احتياجات قطاع الرعاية الصحية بكافة مجالاته من التشخيص وحتى الأدوية. وفي التفاصيل، تريد عيادة J-CLinic أن تركّز على ثلاثة مجالات رئيسية. أولاً، تسعى إلى تطوير طرق وتقنيات الطب الوقائي مع إمكانية تغيير مسار الأمراض غير السارية وإيقافها في مساراتها. وثانياً، تأمل الوصول إلى اختبارات تشخيصية فعالة من حيث التكلفة تتيح الكشف عن المشكلات الصحية والتخفيف من حدتها. وثالثاً، تعمل جاهدة على اكتشاف وتطوير العقاقير الطبية وتمكين اكتشاف الأدوية الجديدة وتطويرها وتصنيعها بشكل أسرع وأقل تكلفة لا سيما التي تستهدف العلاجات المخصصة لحالات فردية.
كل ذلك يبقى مُتاحاً بفضل النهج الشمولي الذي تعتمد عليه عيادة عبداللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية؛ نهجٌ يستعين بالخبرة القوية لـ"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" في علم الأحياء الخلوية والطبية، وعلوم الكمبيوتر، والهندسة، والعلوم الاجتماعية، وغيرها من المجالات.
ما زالت عيادة J-Clinic تخطو أولى خطواتها في تقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية إلا أن الطموح والإرادة متوفرين لا سيما لتحسين حياة ملايين الأشخاص، طموح يتحوّل إلى واقع لا شك أنه سينعكس إيجاباً على عالمنا العربي. ويشرح كولينز أنه سينعكس إيجاباً بطريقتين: "الأولى، ستُقدم دليلاً واضحاً على مدى التزام مجتمع جميل بدعم التكنولوجيا المتقدمة التي يمكن استخدامها لتحسين صحة الأفراد في العالم العربي، وحول العالم بشكل عام. وثانياً، يمثل العمل على نشر هذه التقنيات حول العالم، بما في ذلك العالم العربي، جزءاً من رسالتنا في عيادة عبداللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية".
ويتابع "نسعى أيضاً لتدريب جيل الكوادر البشرية المقبل وتأهيلهم للتفاعل مع علوم الكمبيوتر، وعلوم الحياة، والطب. كما نأمل أن يتوجه الكثير من هؤلاء الشباب للعمل في العالم العربي، والمساعدة على الارتقاء بهذه التكنولوجيا".
تمثل مبادرة "حوار الشرق الأوسط" منصة لتبادل الأفكار والتطلعات والابتكارات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تحفيز وتشجيع الحوار الصريح والشفاف والبنّاء حول قضايا التنمية في المنطقة في وقتنا الحاضر.
وقد تم إطلاق مبادرة "حوار الشرق الأوسط" كجهد مشترك بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس.