شركة مصرية تسعى إلى تنظيم التعليم الخصوصي
في العالم العربي، بما في ذلك مصر، يدفع الكثير من طلّاب المدارس الحكومية والخاصة مبالغ إضافية مقابل الحصول على خدمات مدرّسين خصوصيين، لأنّ مستوى التعليم في المدارس عادة ما يكون منخفضاً.
وقال "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء" التابع للحكومة، في تقرير نُشر في شهر 11 من عام 2010، إنّ الأسر المصرية تنفق 4.6% من دخلها السنوي على التعليم رغم ارتفاع معدّلات الفقر، كما أشار أيضاً إلى أنّ 42% من نفقات الأسر تذهب إلى الدروس الخصوصية.
"تايرو" Tyro هي منصّة مصرية جديدة تحاول تمكين الطلاب من الحصول على تعليمٍ جيّد عن طريق ربطهم بمدرّسين محترفين وبأسعار معقولة. وتسعى أيضاً إلى تحسين هذا المجال في مصر عبر توفير مدرّسين خصوصيين يساعدون الطلّاب في تحسين أدائهم الأكاديمي بواسطة دروسٍ تقدّم عبر الإنترنت.
يقول مختار أيمن، الشريك المؤسّس لشركة "تايرو"، في حديثٍ مع "ومضة"، إنّ "إطلاق ’تايرو‘ كان لمنح الطلّاب تجربة تعلّم شخصية مع مدرّسين مؤهّلين، وهو أمرٌ يكاد يغيب عن نظام التعليم هنا في مصر. نريد أيضاً أن نقدّم مصدراً للدخل للأفراد المهرَة والمؤهّلين الذين يحبّون تدريس المواد التي يجيدونها".
أيمن، 23 عاماً، حاصل على إجازة جامعية في التسويق والأعمال الدولية من "جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب" MSA University، كما خضع لدورةٍ تدريبيةٍ في الإدارة الاستراتيجية في المملكة المتحدة. وشريكه في التأسيس، فاروق حسني، 22 عاماً، لا يزال طالبا في الجامعة نفسها ويمتلك خبرةً تصل إلى ستّ سنوات في تصميم تجربة المستخدم UX وواجهة الاستخدام UI.
أطلق رائدا الأعمال الشابان مشروعهما الخاص بـ50 ألف جنيه مصري (2800 دولار أميركي) من أموالهما الخاصة، بالإضافة إلى 190 جنيه (10500 دولار) حصلوا عليها من منظمات غير ربحية ومنظّمات تعليمية، من بينها 1600 دولار من "إنجاز" INJAZ، وهي منظمة غير حكومية لتمكين الشباب من النجاح بمشاريعهم الخاصّة.
كيف تعمل المنصّة
يمكن للطلّاب على منصّة "تايرو" اختيار قائمةٍ من المدرّسين الخصوصيين وجدولة حصص دراسية وفقاً للموضوع الذي يريدونه. وتوفّر "تايرو" للطلّاب فرصة الحصول على دروس صوتية/فيديو عبر الإنترنت، تتناول مجموعةً متنوّعةً من المواضيع مثل اللغات والأعمال التجارية وعلوم الكمبيوتر والبرمجة، وذلك مقابل مبلغٍ يتراوح بين 75 و200 جنيه (4 دولارات و11 دولاراً) في الساعة، ووفقاً لمؤهّلات المدرّسين الخصوصيين. كما توفّر المنصّة المصرية دوراتٍ إعداديةً عبر الإنترنت للّغات الدولية، مثل "أيلتس" IELTS و"توفل" TOEFL و"سي إف إيه" CFA و"سات" SAT. بالإضافة إلى ذلك، تَعرض "تايرو" مؤهّلات المدرّسين الخصوصيين وشهاداتهم والأوقات التي يتوافرون فيها إضافة إلى تقييم كلّ واحد منهم.
يتقاضى المدرّس الخصوصي 80% من تكلفة كلّ ساعة تدريس، بينما تأخذ المنصّة 20%.
وفي حين تضمّ "تايرو" حالياً 40 مدرّساً خصوصياً و300 تلميذ، يشير أيمن إلى إنّ "هذا العمل مربح ولكنّه يحتاج وقتاً" موضحاً أنّه يتوقّع البدء بتحقيق الأرباح في غضون عامٍ أو عامين.
يضيف أيمن أنّ "تايرو" تمكّنت هذا الشهر من إغلاق جولتها التمويلية الأولى من مستثمرٍ في دبي متخصّصٍ في الاستشارات المقدّمة للشركات الكبرى، من دون أن يكشف عن قيمة الاستثمار.
اختبار المدرّسين الخصوصيين
تطبّق "تايرو" نظاماً صارماً للتقييم، إذ يمرّ المدرّسون المتقدّمون في ثلاث مراحل.
ويشرح أيمن أنّ الشركة "في البداية تراجع مهارات المدرّس الخصوصي وخبرته، ومن ثمّ تطلب منه إرسال المستندات التي توثّق خبراته. وفيما بعد، يخضع المدرّس الخصوصي إلى جلسة تجريبية مسجّلة على الإنترنت تُرسل إلى خبير في المجال لكي يقيّم أداء مقدّم الطلب ويتّخذ القرار بشأن توظيفه أم لا".
خطط مستقبلية
يسعى مؤسّسا الشركة إلى تقديم نموذج للشركات B2B، يوفّر جلسات تدريب عبر الإنترنت للموظّفين في الشركات بحيث تصبح بديلاً عن دورات التدريب التقليدية.
وبحسب أيمن، فإنّ "مثل هذا النموذج سيكون أرخص وأسرع للشركات الدولية"، وذلك لأنّ التدريب عبر الإنترنت سيكون أرخص بنسبة 50% من الدورات التدريبية العادية. ولا يزال الفريق يدرس تكلفة الباقات التي سيقدّمها للشركات.
ويضيف الرياديان الشابان أنّهما يسعيان للتوسّع إلى منطقة الخليج وتقديم دروس خصوصية للطلّاب فيها.
إيمان عصام الدين هي أحد المدرّسين الخصوصيين العاملين مع "تايرو"، حيث تدرّس اللغة الإنجليزية وتعدّ الطلّب لدورات "توفل" وأيلتس" وتفل" TFL.
تقول عصام الدين لـ"ومضة" إنّ العمل مع المنصّة الرقمية مكّنها من العمل من المنزل إضافة إلى التعلّم وتطوير مهاراتها، وتشرح: "أحبّ فكرة المرونة في العمل كونها تسمح لي بتخصيص وقت لمتابعة دراستي، وهذه الشركة الناشئة تقدّم للناس فرصة لتجربة نماذج جديدة مثل التعلّم عبر الإنترنت ولكن بطريقة منظّمة".
"تايرو" ليست الشركة الناشئة الوحيدة في مصر والعالم العربي التي تقدم دورات تعليمية عبر الإنترنت للطلاب الذين يبحثون عن دروس خصوصية. فقد ظهر الكثير من الشركات الناشئة في دول مثل الإمارات والسعودية والأردن، لتنظيم هذا المجال وتسهيل حصول الطلاب على تعليم جيد وسهل ومريح.