'أشياءات' شاهِد على رواج ثقافة البيع على المنصّات الاجتماعية في الأردن
جميعنا شاهد تلك الإعلانات التي تروّج لمنتجات تُحسّن مظهرنا الخارجي أو تُسهّل حياتنا، فتظهر امرأتان إحداهما نحيفة ممتنة لحزام التخسيس والأخرى شاحبة تشكو سمنتها، أو رجلان أحدهما سعيد بشعره الأسود الكثيف الذي نما بعد استخدام مسحوق تجميل والآخر يعاني من تساقط الشعر. هذه بعض المنتجات التي تبيعها شركة "أشياءات" Ashyaat ويبدو أنّها تحقق النجاح.
تأسّست "أشياءات" في العام 2015 كمتجر إلكتروني لبيع الأدوات المنزلية ومنتجات العناية بالجسم، وهي تستقبل الآن 750 طلباً من الأردن والخليج يوميّاً ما يؤكد الإقبال الكبير على هذا النوع من المنتجات. وبعدما بدأت الشركة بموظفين اثنين فقط، أصبحوا اليوم 70 موظفاً.
يعكس هذا النجاح جهود الشركة ولكنّه يمثّل أيضاً نموّ التجارة الإلكترونية وتوسعها في المنطقة العربية. ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة بنسبة 12.3% سنوياً لتصل إلى 27 مليون دولار بحلول العام 2021، بعدما وصلت إلى 17 مليون دولار هذا العام.
انتشار "لا مركزي"
تتعامل "أشياءات" مع شركة "أراميكس" Aramex لتوصيل طلبيّاتها إلى جميع محافظات المملكة، والمثير للاهتمام أنّ 40% من الطلبيّات تأتي من المحافظات.
يعيد الشريك المؤسس مأمون صبّاغ حماسة القاطنين خارج العاصمة عمّان للشراء على "أشياءات" إلى ثلاثة أسباب رئيسية. أولّاً توفيرها قنوات عديدة للشراء من ضمنها "واتساب" Whatsapp، و"إنستاجرام" Instagram، و"جوجل فورومز" Google Forums إضافة إلى الموقع.
ثانيّاً، رسم التوصيل البالغ 5 دولارات إلى جميع أنحاء المملكة وهو رسم متدنٍّ نسبيّاً.
ثالثاً وأخيراً اعتماد الشركة الدفع عند التوصيل ما يُناسب الأردنيين بشكل عام، حيث أنّ استخدامهم لبطاقات الإئتمان لا يزال محدوداً ويقُدّر عددها بـ1.5 مليون بطاقة فقط في العام 2014.
بعد استقرارهما ونجاحهما في الأردن، قرّر الشريكان التوسّع إلى الخليج حيث أنشآ تواجداً هناك في الصيف الماضي وأسّسا مستودعات في الرياض ودبي.
"نجاحنا في الصحراء يعني أننّا نستطيع أن ننجح في أي مكان"، يقول صبّاغ في مقابلة مع "ومضة"، مُشيراً إلى "أنّنا استطعنا أن ندخل السوق الأردني حيث غالبية السكان لا يتسوّقون إلكترونيّاً، ورغم أن الاقتصاد والبنى التحتية غير مناسبين للتجارة الإلكترونية".
من ضمن الشركات الأخرى التي تبيع منتجات مُشابهة عبر قنوات التواصل الاجتماعي "شغلات" و"معرضي".
البيع الاجتماعي: حيث الجماهير
عندما أسّس مأمون وشريكه أحمد الحاج "أشياءات" قرّرا أن يبيعا عبر المنصّات الاجتماعية قبل الاستثمار في موقع إلكتروني أو تطبيق. وفوجئا بنجاح "جوجل فورمز" في إحدى الفترات في استقطاب 50% من الطلبيات.
"لم نُرد أن نجبر زبائننا على استخدام قنوات غير مألوفة، بل أردنا أن نجدهم حيث هم على الشبكات الاجتماعية بدلأ من أن نجعلهم يبحثون عنّا في مواقع أخرى"، يقول مأمون لـ"ومضة".
يشير مسح أجرته مؤسسة "بي دبليو سي" "PWC" إلى أنّ للتواصل الاجتماعي أثر كبير على سلوك المستخدم في العالم العربي، بحيث يعتبر 52% من المُشترين الذين خضعوا للدراسة أنّ للتواصل الاجتماعي أثراً على اختيارات تسوّقهم. وتُعتبر هذه النسبة عالية مُقارنة بالنسبة العالمية التي بلغت 44%. كما صرّح 63% من المُستطلعين أنّ التواصل مع علامتهم التجارية المُفضلة عبر التواصل الاجتماعي يزيد من إعجابهم لها، والنسبة هنا أيضاً تزيد عن نظيرتها العالمية البالغة 43%.
تستقبل "أشياءات" 70 إلى 80% من طلبيّات الخليج عبر الموقع الإلكتروني الذي أنشأته هذا العام فقط، في حين يأتي 80% من مبيعات الأردن عبر تطبيقات التراسل الفوري لا سيما "واتساب". ويعترف مأمون أن التركيز على التواصل الاجتماعي كان سبباً رئيسياً لنجاح الشركة.
الدفع عبر المنصات الاجتماعية
في الولايات المُتحدة، تُعتبر المنصات الاجتماعية محرّكاً للارتفاع الأعلى في الشراء مقارنة ببقية القنوات الإلكترونية علماً أنّ استخدامها لإحالة الزبائن إلى الموقع أو قناة أخرى ازداد بنسبة 200% خلال عامي 2014-2015.
ولكن يبدو أنّ هذا ليس كافياً لشركات مثل "فايسبوك" و"واتساب" اللتين تريدان حصة أكبر من السوق عبر توسيع دورهما من مجرد قنوات تسويق وإحالة، إلى قنوات بيع أكثر عملية.
يزور 450 مليون شخص شهريّاً صفحات البيع والشراء على "فايسبوك"، وهذا ما حفّز الشركة على إضافة خاصيّات جديدة تستقطب هذه الفئة من المستخدمين.
على سبيل المقال، طورت الشركة الأردنية مُتحدثاً آلياً chatbot يُسهّل التواصل بين الباعة وزبائنهم، وأضافت خاصية السوق الإلكترونية التي تمكّن الباعة للبيع عبر الموقع، كما أضافت زر "الشراء" الذي يتيح الفرصة للمُشتري أن يدفع من دون الإحالة إلى موقع آخر. وبهذا الصدد كانت "واتساب" أعلنت العام الماضي استعدادها لتيسير عملية البيع والشراء عبر خدمة التراسل التي تُقدمها.
قد تكون التطبيقات والمواقع الإلكترونية أكثر تطورّاً من المنصّات الاجتماعية، إلّا أنّ للأخيرة أثراً كبيراً على المتسوقين لا يجب الاستهانة به في العالم العربي، حيث تعتبر هذه المنصات مألوفة لـ93 مليون شخص، خاصة وأنّ المتسوقين يُفضلون أن يستخدموا تطبيقات محدودة بدلاً من التنقل بين عشرات منها.