خالد حليوي: هذا ما أعرفه عن بناء فريق قوي
ترك خالد حليوي منصبه كرئيس تنفيذي لشركة "بيج بوينت" Bigpoint الألمانية المتخصصة في ألعاب الفيديو في أيار/مايو الماضي.
انضم خالد إلى الشركة وهو في التاسعة والعشرين من عمره، ككبير مطوري الألعاب فيها، حيث تولى إدارة قسم تطوير ألعاب الفيديو الذي ضم 400 موظفاً. وبعد ذلك، تولّى إدارة الشركة وبدأ في إجراء بعض التغييرات. وكان من أوائل المستثمرين الأفراد في شركتي "أوبر" Uber و"ديليفيرو" Deliveroo.
أدرك خالد، من خلال دراسته لحجم الأرباح، أن الألعاب تحقق مكاسب على المدى القريب بما يُعِد الشركة لدخول البورصة، وليست أساساً لرؤية بعيدة المدى بشأن مستقبل نمو الشركة. وبعدما حققت الشركة نمواً قصير المدى، توقفت أرباحها وبدأت تتعرّض للخسائر. وعلى ضوء ذلك، تولّى حليوي منصبه كرئيس تنفيذي للشركة في كانون الثاني/يناير 2013 حين كانت الشركة في أدنى مستوى لها وبدأ إجراء التغييرات.
بعد 4 أعوام قضاها في الشركة التي بيعت في أيار/مايو 2016 بعد التعافي من الخسائر وبدء تحقيق إيرادات ثابتة تحت قيادته، تحدث حليوي إلى "ومضة" حول ما تعلمه خلال عمله كرئيس تنفيذي وكذلك كريادي شاب تعامل مع كل جزء من نظام الشركة بدءا من الموارد البشرية وانتهاءً بمهارات الإدارة.
توقف وفكّر بالخطوة التالية. ألقِ نظرة على نشاطات الشركة وحدد أياً من القنوات يمكنك أن تخفض الإنتاج فيها. فإنْ كان أحد فريق العمل غير متحمس تجاه منتج معين، امنعه من إنتاجه ودعه يركز جهوده على أمور تُشعره بالحماسة والشغف.
غيّر الفرق إن كان أداؤها سيئاً. لا تتردد في تعيين فريق إدارة من الصفر إنْ وجدت حاجة لذلك، بخاصة إذا كان الفريق شُكّل من الأساس من دون خبرة أو كفاءة حقيقية ولم يجدِ معه التطوير وأصبحت قرارته اعتباطية.
راجع إنفاقك على التسويق. لا تنفق مبالغ أكثر من اللازم على التسويق إن لم تكن واثقاً أن المنتج سوف يحقق أرباحاً كبيرة خلال فترة لا تتجاوز 12 شهراً. ستنخفض المبيعات الكلية، لكن أرباح الشركة سترتفع.
راجع القوة العاملة والاستثمارات. إذا كان لديك عدد كبير من الموظفين ولكنّ عدداً محدوداً منهم فقط في الأقسام أو الفرق التي قد تؤثر على نمو أو ربحية الشركة، فأنت أمام مشكلة حقيقية. أعد النظر في شكل فرق العمل وتخلص من الموظفين غير الأكفاء. اترك مهمة تسريح الموظفين غير المؤهلين لرؤساء الأقسام.
قد يكون الموظف أكثر مرونة مما تتخيل. لا تضلل فريقك حتى لو كان ذلك عن حسن نية. ومثال على ذلك إخفاء وجود ظروف صعبة أمام الشركة. لا تتردد في إحاطة موظفيك علماً بالمشكلات التي تواجهها الشركة. فعندما يدرك هؤلاء وجود مشكلة معينة، قد يشعرون بالمسؤولية ويحاولون تغيير الوضع بأنفسهم. حتى إن كان صعباً عليك أن تشرح لهم بأن الوضع السابق لشركتك لم يعد ناجحاً، اشرح لهم لماذا كيف ستغيرّ الوضع ولماذا. قد لا يتقبّل الجميع الوضع الجديد، ومع ذلك لا بدّ من توضيحه. قد يترك بعض الموظفين الشركة، ولكن مَنْ سيبقى سيعمل بكل طاقته لأنه يؤمن بها.
ضع رؤية جديدة. أمامك خياران: إما أن تغيّر رؤية المجموعة أو ترسم واحدة بنفسك إن لم تكن هناك رؤية من قبل. فمن أهم أساليب إعادة تنظيم الشركة هي أن تجعل الأفراد يؤمنون أن جهودهم في الشركة لا تهدف فقط إلى الحفاظ على وظائفهم ومصدر رزقهم، بل لأنهم يشعرون بالمسؤولية تجاهها أيضاً. لذلك، يجب أن يتوقف كل منهم ليفكر: لماذا أنا هنا؟ هل يمكنني التضحية بعلاوة - مثلاً - أثناء عملية إعادة هيكلة الشركة؟ هل أؤمن بالشركة؟
الأفعال أقوى من الأقوال. إذا تولّيت قيادة فريق عمل يعاني من مشكلات سلوكية وداخلية، ركز على اتخاذ الإجراءات الملائمة بدلاً من الشكليّات مثل بعث رسائل إلكترونية تشير إلى الأخطاء من أجل تغيير أداء الفريق وتفاعلاته.
لا ضير في أن تقول "لا". إذا كنت تختلف مع أحد المستثمرين حول أمر ما، لا تتردد في التعبير عن رفضك، فإن ذلك سوف يعكس مصداقيتك وقوة شركتك أمام موظفيك وعملائك.
الصورة الرئيسية من خالد حليوي.