بيتينا باستيان: هذا ما أعرفه عن الأخلاقيات في ريادة الأعمال
أظهرت الدكتورة الألمانية بيتينا باستيان اهتماماً بريادة الأعمال والابتكار منذ سنواتها الدراسية في الجامعة. وبعد أن أسست مشاريع مختلفة وباتت رائدة أعمال مخضرمة، انتقلت إلى مجال الأبحاث والسلك التعليمي.
شاركت باستيان في تأسيس شركتين ناشئتين هما "بلوتري فاينانس" Bluetree Finance و"ألتاسويس" Altaswiss في سويسرا في العام 2003، وذلك أثناء تحضيرها لشهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال الاستراتيجية.
شاركت أيضاً في تأسيس مجلّة تنشر أبحاثاً متقدمة عن ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الجديدة The Journal of Advanced Research on Entrepreneurship and New Venture Creation في العام 2013، وعملت كمحررة فيها.
تعلّم باستيان الآن إدارة الأعمال والريادة في الجامعة الأميركية في بيروت وتعطي حصصاً في أخلاقيات العمل. وشاركت في العام 2013، في تأسيس ملتقى في بيروت لمناقشة الأخلاقيات يحمل اسم Beirut Ethics Colloquium مع كيمبرلي سماحة، المديرة التنفيذية لصندوق استثماري في مشاريع بمجال الطاقة Synthesis Venture Fund Partners and Born Global LLC. جمع الملتقى مشاركين من خلفيات متنوّعة التقوا بشكل أسبوعي، لمناقشة الأخلاقيات من وجهات نظر مختلفة.
تحدثت "ومضة" مع باستيان عن موضوع الأخلاقيات في ريادة الأعمال والمشاريع الجديدة الذي حظي في الآونة الأخيرة باهتمام متزايد وهذا ما قالته.
المسؤوليات الأخلاقية للشركات هي نفسها ناشئة كانت أم كبرى. غالباً ما يربط الناس أخلاقيات العمل بالشركات الكبرى فقط، غير أنّ الشركات الناشئة، تماماً مثل هذه الأخيرة، مضطرة إلى اتخاذ القرارات الإدارية والمالية وحتّى في الأبحاث والتطوير.
تلعب الأخلاقيات دوراً في قراراتك اليومية كرائد أعمال. من حيث التعريف، أن تكون أخلاقياً يعني أن تتصرف وفقاً لقواعد السلوك السليم. وحتى لو واجهت، كرائد أعمال، ضغوطات مالية مثلاً، أو ضغوطات من نوع آخر، لا تتنازل عن أخلاقياتك. فمثلاً قد تحظى بعض الشركات بنفاذٍ تام إلى بيانات المستخدمين لذلك عليها التعامل مع هذه البيانات بشكل أخلاقي تفادياً لانتهاك الخصوصية. وقد يكون لدى شركة صناعية ما شكٌ في جودة أحد منتجاتها، هل تكشف الأمر لتكون صادقة أمام المستثمرين والمستخدمين أم تخفيه لتبيع منتجها؟ وحين تتعامل مع مستثمرين وتواجه مشاكل متكررة، هل تخبرهم بذلك وتكون صادقاً أم تخفي الأمر؟
ليكُن تأثير منتجاتك إيجابياً على حياة الناس. يقدّم روّاد الأعمال ابتكارات جديدة بالكامل حتى أنهم قد يحدثون ثورة في كيفية قيامنا ببعض الأمور ويغيرون نمط حياة الناس. لذلك، كرائد أعمال، لا تدع تركيزك على الأرباح يجعلك تتجاوز بعض الجوانب الأخلاقية المهمة. لذلك عليك إيجاد قيمة والتركيز على جودة ما تقدّمه.
حدد مبادئك والقضايا التي تهمّك، ولا تتنازل عن أيّ منها. حدد القضايا التي تهمّك والقيم التي تعنيك لأنها ستنتقل إلى الشركة التي تؤسسها. فإن لم تحدد قيمك، ستفرضها عليك البيئة المحيطة. وتنبّه إلى أنها قد تكون قيماً سلبية أو قيماً لا تتوافق مع هويتك إذا كانت البيئة المحيطة فاسدة. لذلك اجعل قيمك ترشدك في المواقف الصعبة التي قد تجرّك فيها البيئة المحيطة إلى التصرّف بشكل سلبي.
أكتب ميثاقاً أخلاقياً لشركتك. يهدف الميثاق لجعل قيمك واضحة لشركائك المؤسسين وفريق عملك. سيجعلك ذلك تتوقّع بعض المواقف التي قد تسبب معضلات أخلاقيّة وتحضّرك للتعامل معها. سيرشد الميثاق الأخلاقي شركاءك وموظّفيك في مواقف حرجة قد يجدون أنفسهم فيها أمام خيار غير أخلاقي. أمّا إذا علموا ما هي قيمك وأهدافك من تأسيس هذه الشركة، فسيتصرّفون تبعاً لذلك.
احترام الأخلاقيات لن يقف في طريقك. لا تظنّ أنّ التخلّي عن الأخلاقيات قد يكون إحدى الطرق لتحقيق النمو السريع. فإن أسأت التصرّف مرة، ستكرّ السّبحة، فهذه "طريق زلقة". أما إذا تحلّيت بالنزاهة، فسيثق بك الناس أكثر سواء كانوا من العملاء أو المستثمرين.
الصورة الرئيسية لـبيتينا باستيان (الصورة من بيتينا باستيان).