شركة مصرية تبرمج نظاماً متطوراً لإدارة الموارد البشرية
التركيز على تطوير منتَجٍ متخصّص، أوصل برمجيات الشركة المصرية "هيتس سوليوشنز" HITS Solutions إلى أكثر من 40 بلداً وحوالي 300 شركة ومؤسّسة حول العالم.
تطوّر شركة "هيتس سوليوشنز" برمجياتٍ مرنة لإدارة الموارد البشرية وإدارة الأفراد وجداول الرواتب، باستخدام تقنياتٍ حديثة مثل الحوسبة السحابية، بحيث يمكن تعديلها بما يتلاءم مع السياسات والإجراءات المتبّعة في كلّ شركة أو دولة مثل الضرائب والتأمين وجداول الرواتب.
تأسّست "هيتس" في القاهرة في العام 1999 على أيدي المهندسَين جمال شنودة وسامح فاخوري، وبعد عام واحد فقط أبرمت شراكةً مع "مايكروسوفت" Microsoft لاستخدام تقنياتها في تطوير البرمجيات.
وفي العام 2012، اعتمدت على خدمات "مايكروسوفت" لتطوير تكنولوجيا "دي إن إيه" DNA (أي Dynamic Nervous Application بالإنجليزية، و"النظام التوافقي العصبي" بالعربية). ويتميّز نظام "دي إن إيه" لإدارة الموارد البشرية والأفراد بأنّه سهل وأكثر مرونة وقابل للتعديل والتكيّف، إذ أنّ تعديل المعادلات من ضرائب ورواتب وإجازات بحسب البلد أو الشركة لا يحتاج إلى مبرمجين مختصّين، بل يكفي موظّف مخوّل للقيام بذلك.
نظام متشعّب في تخصّصه
انطلق نظام "دي إن إيه" في العام 2012 ليحلّ محلّ تكنولوجيا سابقة من شركة "هيتس" حملت اسم "ناس.نت" Nas.NET.
يستخدم "دي إن إيه" تكنولوجيا الحوسبة السحابية "أزور" Azure من "مايكروسوفت"، ويقدّم خدمات لإدارة الأفراد والوقت والموارد البشرية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والترابط بين مختلف الأجهزة والبرمجيات في الشركة. ويمكن للعملاء شراء كلّ وحدة على حدة، وذلك مقابل اشتراكٍ يساوي 1.5 دولار عن كلّ موظّف شهرياً.
وأطلقت "هيتس" على البرنامج اسم "التوافقي العصبي" لأنّه يربط مختلف الأجهزة والجداول التي يعمل عليها مع بعضها البعض، ليؤتمت عملية إدارة الموارد البشرية ويسرّع إصدار التقارير.
على سبيل المثال، يجعل النظام لكلّ موظّف ملفاً خاصّاً به، يتضمّن المعاملات اليومية من أداء وحضور وإجازات، وعلاوات، وتعويضات، ومستحقات وصولاً إلى التقاعد. ويمكن للموظّف طلب إجازة أو الحصول على موافقة بواسطة تطبيق على هاتفه، فتُضاف إلى ملّفه في نظام الشركة.
وتقول مديرة التسويق في الشركة، روز كامل إنّ "دي إن إيه" يستخدم الذكاء الاصطناعي ليخبر الشركة المستخدِمة له بعدد الوظائف الشاغرة، ويساعدها في اختيار الموظّف الأنسب بناءً على السيرة الذاتية والمؤهلات التي تلائم متطلّبات العمل، ومن ثمّ مراقبة أدائه، واقتراح ترقيته أو دفع علاوة له، أو نقله من مكانه.
صعوبات قيد الحلحلة
واجهت شركة "هيتس" صعوباتٍ مختلفة، سواء من حيث السوق أو الأوضاع المضطربة في المنطقة.
تقول كامل، إنّ "هناك شركات ومؤسّسات لا تعير أهمّية لإدارة الموارد البشرية، وتريد شراء النظام، وفي بعض الأحيان لا يكون لديها هيكل تنظيمي واضح حتّى".
وتشرح أنّ "البعض لا يعرفون أنه قبل شراء البرمجية والنظام يجب أن يكون لديهم قاعدة قوية تمكّنهم من الحصول على أفضل المخرجات. ومن بين أسس هذه القاعدة، هيكل تنظيمي للشركة، وقسم لإدارة الموارد البشرية".
من جهة ثانية، وكما معظم شركات التكنولوجيا التي تدمج منتجاتها بالحوسبة السحابية، كان على الشركة المصرية أن تعمل على "طمأنة" عملائها حيال الحوسبة السحابية وأمن البيانات. بالإضافة إلى ذلك، اضطرّت الشركة إلى التعامل مع الأوضاع الاقتصادية المتقلّبة في مصر والتوسّع إلى دول أخرى مثل السعودية والإمارات وقطر ودول عدة في أفريقيا وأخرى في آسيا وأوروبا .
نحو إدارة ذكية للموارد البشرية
تبيّن دراسات أنّ الشركات التي لديها أصحاب كفاءات تحقّق زيادة في الإنتاجية بنسبة 29%، ولاختيار هؤلاء لا بدّ من وجود إدارة فعّالة للموارد البشرية.
في غضون ذلك، يبدو أنّ هناك توجّه عالميّ لاستخدام تكنولوجيا البيانات الكبرى في إدارة الموارد البشرية، والبلدان النامية ليست استثناءً. فقد ورد في تقرير حديث من "ديلويت" Deloitte عن آخر التوجّهات في إدارة رأسال المال البشري، أنّ 78% من المستَطلَعين في الشرق الأوسط و75% في أفريقيا رأوا أنّ تحليل بيانات الأفراد مهمّ في إدارة الموارد البشرية.
تؤكّد كامل على هذا الأمر، مضيفةً أنّ الشركات أيضاً باتت أكثر تقبّلاً لتكنولوجيا الحوسبة السحابية: "لدينا عملاء بنوك مثل ’البنك الأهلي الكويتي‘ في الكويت ومصر، وحكومات مثل الغابون وزامبيا".
أمّا العملاء حديثو العهد في مجال إدارة الموارد البشرية، فتعمل شركة "هيتس" على تثقيفهم من خلال تقديم خدمات استشارية، حيث تدرس وضع العميل الحالي وتقدّم له نصائح بشأن إدارته للموارد البشرية، وذلك "للحصول على أفضل العوائد على نظام ’دي إن إيه‘ في حال أراد استخدامه"، على حدّ تعبير كامل.