'وايد بوت': حين تدردش الروبوتات داخل 'فايسبوك' بالعربية
يبدو أنّ الدردشة الإلكترونية أصبحت الوسيلة الوحيدة التي يريد الناس استعمالها للحصول على مبتغاهم، فأكثر من 11 مليون مستخدم يتفاعلون مع متحدث آلي أو روبوت دردشة عبر "فايسبوك ماسنجر" Facebook Messenger، وأبرزها روبوت "أوبر" Uber لطلب السيارات بالدردشة عبر "فايسبوك".
ومع وجود أكثر من 100 ألف روبوت دردشة ناشط على منصّة "فايسبوك ماسنجر"، من المتوقع أن تفكّر 50% من الشركات في دمج روبوتات الدردشة ضمن خدماتها بحلول العام 2020.
يعتمد المتحدث الآلي غالباً على تقنية الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية Natural language processing، لذلك فإنّ دمج هذه الخدمة قد يكون صعباً على المستوى التقني ومكلفاً للمستخدمين العاديين لا سيّما مع ازدياد الطلبات على هذا النوع من الروبوتات باللغة العربية.
هنا يأتي دور "وايد بوت" Widebot ، منصّة تطوير روبوتات الدردشة التي انطلقت رسمّياً في الأول من كانون الثاني/يناير هذا العام في القاهرة، واحتضنها "مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال" TIEC قبل أن تصل إلى نهائيات تحدي الشركات الناشئة ـ القاهرة المسابقة التي تنظمها "عرب نت" Arabnet. أسس هذه الشركة الناشئة محمد نبيل الذي يشغل الآن منصب رئيسها التنفيذي، وأحمد نبيل، مديرها التقني، وهي تدمج روبوتات الدردشة بصفحات العملاء غير الملميّن بالتكنولوجيا.
متحدثات آلية بالعربية
تركّز "وايد بوت" بشكل خاص على اللغة العربيّة، ويقوم فريقها المؤلّف من 9 أعضاء بتدريب العملاء على النظام وذلك باستخدام تقنية تعلّم الآلات.
ولأنّ أكبر مشاكل المتحدث الآلي تكمن في تدريب نظامه على التعامل مع لغة وطلبات معيّنة، يطبّق الفريق تقنية تراكمية لمعالجة اللغة بحيث يبني كلّ متحدث آلي جديد على معايير اللغة في الروبوت السابق وذلك لتسهيل انطلاقه وتفاعله في مجال تشغيله.
طلب المأكولات عبر "ماسنجر"
طوّرت "وايد بوت" برمجيّة كخدمة هي عبارة عن متحدث آلي خاص بالمطاعم، باسم "منيو مايكر" Menu Maker. ويشرح الشريك المؤسس، محمد نبيل خيار الشركة بتقديم خدمات للمطاعم بأنّ المستخدمين يفضّلون "رؤية قوائم الطعام وطلب الأطباق مع روبوتات الدردشة خطيّاً لأنّ ذلك أسهل بالنسبة إليهم؛ كما أنّ استخدام هذه الروبوتات يوفّر على المطاعم تكاليف موظّفي خدمة العملاء واستخدام الهاتف".
قرر المؤسسان خلال هذه التجربة بناء متحدث آلي مثالي يتحدّث اللغة العربيّة ويفهم قوائم الطعام. وعزز قرارهما إعلان شركة "فايسبوك" خلال مؤتمرها للمطوّرين F8 في العام 2017 بأن المطورين لروبوتات الدردشة عبر منصّتها "ماسنجر" يمكنهم إخفاء المربّعات النصيّة وتقديم محادثات تشمل قوائم الطعام فقط.
وعن هذه البرمجيّة، يقول سعيد الحكيم، مؤسس "يلا بوت" Yalla Bot، وهو متحدث آلي مصري على "فايسبوك" يقدّم اقتراحات للمستخدمين عن مطاعم ونشاطات، إنّ منصّة "وايد بوت" تقدّم لأصحاب المطاعم بروزاً أكبر ومستخدمين أكثر وتسهّل اتخاذهم لقرار الشراء. "عندما ننصح مستخدمينا بمطعم عبر الروبوت، غالباً ما يكون السؤال الثاني عن قائمة الطعام. في الوقت الحالي، لا يمكننا إلا إرسال صورة عن قوائم الطعام، غير أنّه بات يمكن الآن مع ’وايد بوت‘ دمج كلّ روبوت دردشة لكل مطعم كي يتمكّن المستخدم من رؤية قائمة الطعام وطلب عبر ’ماسينجر‘".
دخول قطاعات مختلفة
فيما تتوجّه البرمجيّة كخدمة من "وايد بوت" للشركات الصغيرة والمتوسّطة والشركات الناشئة، تقدّم الشركة أيضاً متحدثاً آلياً كبير الحجم يشرح محمّد نبيل أنّه يستهدف شركات كبرى كالمصارف ووكالات السفر وشركات الاتصالات التي تريد أن توفّر على نفسها متاعب إدارة مراكز خدمة عملاء واسعة النطاق ومكلفة.
الآن وقد بات منتجها "منيو مايكر" متوفّراً، تستهدف "وايد بوت" قطاعاً جديداً هو قطاع التجارة الإلكترونية.
ويشرح نبيل أنّ "المتحدّث الآلي يسمح بتقديم روابط محددة للمستخدمين عن المنتجات التي يريدونها بدلاً من تضييع الوقت في تصفّح مواقع التجارة الإلكترونية في البحث عن منتج ما". كما يعتبر أنّه من خلال تقديم برمجيّة كخدمة مقابل تكلفة تتراوح بين 50 و200 دولار في الشهر، ستتقلّص تكاليف التشغيل وخدمة العملاء لدى الشركات التي تعتمد هذه الروبوتات.
تشمل خطط "وايد بوت" للمستقبل خدمة قاعدة عملاء أوسع بأقلّ تكلفة ومشقّة ممكنة. فـ"المتحدّثالآلي هي المستقبل والمتحدّثون باللغة العربيّة جاهزون لهذه الخدمات أكثر من أيّ وقت مضى"، حسبما يقول نبيل.