'المنتدى الاقتصادي العالمي' يُشرك المنطقة في تشكيل الثورة الصناعية الرابعة
أصبحت الريادة العربية تحت مجهر "المُنتدى الاقتصادي العالمي" World Economic Forum الذي ينوي اختيار أفضل مئة شركة ناشئة عربية من المنطقة في إطار مُبادرة "ستارتب فور آي آر" Startup4IR (شركات ناشئة من أجل ثورة صناعية رابعة) بالتعاون مع "مؤسسة التمويل الدولية" The International Finance Corporation.
تهدف المُبادرة إلى تعزيز دور الريادة في تشكيل الثورة الصناعية الرابعة التي كانت محور ملتقى دافوس السنوي لعام 2016.
الريادة في سياق دولي
ستتاح الفرصة لأصحاب الشركات المئة التي سيتم اختيارها، حضور المنتدى السنوي الخاص بالمنطقة العربية الذي سيُعقد في البحر الميت في أيار/مايو المُقبل إلى جانب قرابة ألف شخص من صنّاع القرار والاقتصاديين. وسيتيح لهم الصعود إلى منصّة المنتدى فرصة الدخول في مشاريع مُشتركة مع مشاركين آخرين من شأنها أن تعود بالفائدة على المنطقة.
يعتبر ميراك دوسيك، مدير المنتدى لمنطقة الشرق الأوسط، أنّ أهمية التقاء الرياديين بصنّاع القرار والسياسيين تكمن في تحفيزه الشباب على التفكير أبعد من شركاتهم الخاصة وأخذ المصلحة العامة بعين الاعتبار. فعلى سبيل المثال بدلاً من التفكير فقط في أرباح الشركة، يصبح تحسين الناتج المحلي ضمن أهدافهم أيضاً.
ومن جهة أخرى من المهم أن يتعرّف السياسيون على أفكار الرياديين التي قد تتضمّن حلولاً مُستقبلية لمشاكل وطنية، وفقاً لدوسيك.
أمّا القطاعات التي ستركّز عليها "المبادرة" عند اختيار الشركات المئة، فمرتبطة بالمحاور الأساسية للثورة الرابعة كالذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء.
تُقام هذه المُبادرة للمرة الأولى، ويأمل دوسيك أن تكون هذه بداية التوسع إلى أماكن أخرى. أمّا سبب اختيار المنطقة كنقطة الانطلاق فيوضح دوسيك في مُقابلة مع ومضة أنّه "يوجد في المنطقة العربية العديد من الشركات الناشئة الناجحة التي تُحدث تغييرات غير مسبوقة ونريد أن نكون جزءاً من هذا التغيير".
ولكنها ليست المرة الأولى التي يعمل فيها المُنتدى على مشاريع تتعلّق بالريادة، فسبق أن شارك في تأسيس "مؤسسة شواب للريادة المُجتمعية" Schwab Foundation والمعنيّة برصد الروّاد العاملين لصالح المُجتمع حول العالم، وأسّس مُبادرة "روّاد التقنية" التي تُرشّح قرابة 30 شركة تقنية كل عام للفوز بلقب أفضل رائد في مجال التقنية.
ثورة على الأبواب
يقول رئيس المنتدى كلاوس شواب، في كتابه "الثورة الصناعية الرابعة" إنّ التغيّرات التكنولوجية التي نشهدها في عصرنا هذا تدعو إلى دمج المساحات الحسيّة والرقمية والبيولوجية مع بعضها البعض لتنتج عالماً يختلف كليّاً عن الذي عهدناه.
ويأتي الجيل الرابع من الثورة الصناعية بعد الثورة الثالثة التي بدأت في ستينيات القرن الماضي لتُقدّم الإنترنت والتقنية الرقمية التي أصبحت حياتنا اليوم معتمدة عليها بشكل كلّي ويصعب تصوّر الحاضر من دونها.
وكسابقاتها، ستغيّر الثورة الرابعة جميع جوانب حياتنا بدء من الفرد إلى المجتمعات ومن ثم الحكومات. وبالرغم من إضافتها إلى التطوّرالحضري والنمو البشري، إلّا أن التغيرات التي ستطرأ قد ينتج عنها ردة فعل عكسية. فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يتأثر قطاع التوظيف كثيراً بحيث ستنقرض قرابة خمسة ملايين وظيفة بحلول العام 2020 بسبب التقنيات التي ستحل مكان البشر.
وإن أردنا أن ندير دفّة الثورة الآتية لا محالة، لكي نُقلّل من مخاطرها المُحتملة وأن ننتفع منها، يجب علينا أن نستعدّ لها وأن نحسب لها حساباً في مشاريعنا المُستقبلية، وفق ما يقول دوسيك.
ويضيف أنّه "تاريخيّاً نجحت الحضارات في احتواء التغيّرات التكنولوجيّة لاستحداث فرص وأسواق جديدة، ونأمل أن ينجح المُستقبل بفعل ذلك. ولكن هذا يعتمد على قدرة مبتكري التكنولوجيا على التعامل مع التغييرات بطريقة بنّاءة تُفيد المُجتمعات".
يُمكن للشركات أن تتقدّم للترشّح عبر رابط سينشره المنتدى قريباً، أما الإعلان عن النتائج فسيتم في منتصف نيسان/أبريل.
الصورة الرئيسية من "المنتدى الاقتصادي العالمي".