مملكة التكنولوجيا: خريطة الاستثمارات السعودية في الشركات التقنية الناشئة
سبق نَشرُ هذا المقال في "سي بي إنسايتس CB Insights"، وهذه نسخة محرَّرة ومعرّبة منه.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي الضخم ينشط في تمويل الشركات التقنية الناشئة.
أعلنت المملكة العربية السعودية العام الماضي عن سلسلة من المبادرات في إطار التنويع الاقتصادي تهدف إلى التخفيف من اعتماد اقتصاد المملكة على النفط. وتعتزم الحكومة السعودية طرح أسهم عملاقة النفط "أرامكو السعودية" Saudi Aramco للاكتتاب العام، وتحويلها "من شركة لإنتاج النفط إلى شركة صناعية متعددة الأنشطة تعمل في أنحاء العالم" وفق الخطة الاقتصادية للمملكة: رؤية 2030.
كما تسعى الحكومة إلى تحويل صندوق الاستثمارات العامة الذي يشكّل حاليّاً أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، إلى صندوق استثماري ضخم في قطاع التكنولوجيا. وكانت الحكومة أعلنت في هذا السياق عن عقد شراكة مع "مجموعة سوفت بنك" SoftBank Group اليابانية بهدف تأسيس صندوق استثماري في قطاع التكنولوجيا بقيمة 100 مليار دولار، علماً أن هذه المجموعة تخطط للاستثمار 50 مليار دولار في شركات في الولايات المتحدة الأميركية بموجب اتفاق شفهي بين الرئيس التنفيذي للمجموعة ماسايوشي سون والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وفي ظل سطوع نجم المستثمرين في المملكة، استخدمنا نموذج المخطّط البياني الاجتماعي الخاص بـ"سي بي إنسايتس" الذي يوضح العلاقات بين المستثمرين والشركات المموَّلة، من أجل وضع خريطة لشبكة مؤلفة من 25 هيئة استثمارية سعودية واستثماراتها في سوق الشركات الخاصة بين عامي 2012 و2016. وأدرجنا شركات تستثمر في القطاعين العام والخاص تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرّاً لها.
واستثنينا شركات الاستثمار التي كانت مقرّاتها الرئيسية خارج المملكة (رغم وجود صلة مباشرة بينها وبين المملكة)، أو شركات تملكها هيئات من دول أخرى بالإضافة إلى مالكين مقيمين في المملكة. وعلى الرغم من وجود هيئات استثمارية أخرى داخل السعودية أو ذات صلة معينة بها مثل "مجموعة الطوق" AlTouq Group، و"الراجحي للاستثمار" Rajhi Invest، و"كاي بي دبليو للاستثمار" KBW Investments، إلا أننا لم نضمّن هذه الشركات أيضاً في تحليلنا بسبب عدم توافر معلومات علنية كافية عنها.
تشير الخطوط الخضراء في الرسم البياني (أدناه) إلى عمليات الاستثمار والخطوط البرتقالية إلى عمليات الاستحواذ.
ملاحظة: تظهر شركة "هلوفود" Hellofood في المخطّط أدناه كشركة مموَّلة (حين ترد بالاسم) وكهيئة استثمارية (حين ترد من خلال شعارها "لوغو"). كما تظهر شركة "رائد فانتشرز" Raed Ventures ولكن تم استثناء صفقة الاستثمار الأخيرة التي عقدتها مع "سوق ملتو" Melltoo Marketplace وهي منصة للبيع والشراء عبر الانترنت، لأن الاتفاق عقد في كانون الثاني/يناير 2017 .
النتائج الأساسية للتحليل التي يبيّنها المخطّط البياني أعلاه:
-
"أرامكو السعودية" تستثمر في قطاعات غير نفطية: تظهر شركة "سعودي أرامكو أنرجي فانتشرز" Saudi Aramco Energy Ventures (SAEV) وهي الذراع الاستثمارية لشركة "أرامكو السعودية"، كالأنشط بين المستثمرين السعوديين حيث بلغ مجموع استثماراتها 20 استثماراً بين عامي 2012 و2016. وقد عقدت الشركة صفقات في مجالات بعيدة عن قطاع النفط مثل استثماراتها في كل من شركات "سيلوريا تكنولوجيز" Siluria Technologies التي تنتج تقنيات مرتبطة بالغاز الطبيعي والطاقة النظيفة، و"معنى" MAANA التي تُعنى بمجال تحليل البيانات الضخمة، و"ويريبيل إنتليجنس" Wearable Intelligence المتخصصة بالتكنولوجيا القابلة للارتداء.
-
الطاقة النظيفة: بلغ عدد الصفقات التي حصلت عليها شركات الطاقة النظيفة أو البديلة 13 صفقة من أصل 23 وهو مجموع عدد الصفقات ضمن الشركات العاملة في قطاعات الطاقة والنفط والتنقيب. وقد ساهمت "الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية" National Petrochemical Industrial Co، أيضا في تمويل شركة "سيلوريا تكنولوجيز" (المذكورة أعلاه). وساهمت "شركة وادي الرياض" Riyadh Valley Company في جولات تمويل ثلاث شركات تعمل في قطاع الطاقة النظيفة: فقدمت تمويلاً بقيمة 12.5 مليون دولار في جولة التمويل الثالثة والربع الثاني من العام 2016، إلى شركة "سول فولتايكس" Sol Voltaics التي تُعنى بالتقاط وتخزين فعالية الطاقة الشمسية؛ وتمويلاً بقيمة 14 مليون دولار في جولة التمويل الثانية والربع الثالث من العام 2015 إلى شركة تصنيع السيارات الكهربائية اليابانية "جي أل أم" GLM؛ وتمويلاً بقيمة 36.6 مليون دولار في الجولة الرابعة والربع الثاني من العام 2015 إلى شركة "بيم ريتش سولر" BeamReach Solar التي تختص بسلع وأنظمة الطاقة الشمسية. كما قام "صندوق دعم الابتكار التابع إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" KAUST Innovation Fund بتقديم 1.2 مليون دولار ضمن جولتي تمويل إلى شركة "نوماد حلول الطاقة الشمسية" NOMADD Desert Solar Solutions التي تطرح جهازاً آليّاً لتنظيف الألواح الشمسية.
-
النقل المشترك: حصدت شركات النقل 14 صفقة من أصل 35 وهو مجموع الصفقات التكنولوجية التي تمّت بين عامي 2012 و2016. وأبدى المستثمرون السعوديّون اهتماماً خاصّاً بشركات النقل المشترك. فقد ساهمت "شركة الاتصالات السعودية" Saudi Telecom Company و"مجموعة الطيار للسفر" Al-Tayyar Travel Group بتقديم 350 مليون دولار في جولة التمويل الرابعة والربع الأخير من العام 2016 إلى "كريم" Careem Networks وهي شركة النقل التي تخطت قيمتها مليار دولار وتنافس "أوبر" Uber في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقدّم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية 3.5 مليار دولار إلى "أوبر" Uber في جولة التمويل الخاص والربع الثاني من العام 2016، ويعدّ هذا التمويل أحد أكبر الاستثمارات على الإطلاق في شركة ناشئة خاصة. كما ساهمت "شركة المملكة القابضة" Kingdom Holding Company في جولة التمويل السادسة وغيرها من الصفقات التي وصل مجموعها إلى أكثر من 497 مليون دولار قُدّمت إلى شركة "ليفت" Lyft.
-
الطائرات الخاصة: شاركت العائلة المالكة السعودية Saudi Royal Family إلى جانب الفنان الأميركي "جاي زي" Jay-Z بجولات تمويل متعددة وصل مجموعها إلى 155 مليون دولار قُدّمت إلى شركة "جيت سمارتر" JetSmarter التي تخطّت قيمتها مليار دولار وهي سوق عالمية لحجز الطائرات الخاصة عبر تطبيق المحمول.
-
الشركات المحلية: بعيداً عن الاستثمارات في الشركات التقنية العالمية، ركّز بعض الممولين السعوديين معظم جهودهم على الاستثمارات التقنية المحلية ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فاستثمرت "موبايلي فينتشرز" Mobily Ventures وهي الذراع الاستثمارية لشركة "اتحاد اتصالات" Etihad Etisalat (موبايلي هو اسمها التجاري) في أربع شركات متمركزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2014 و2015، ومن بينها شركة خدمات التوصيل عبر تطبيق المحمول المتمركزة في دولة الإمارات العربية المتحدة "فتشر" Fetchr، ومنصة توصيل طلبات الطعام "هلوفود" Hellofood المتمركزة في المملكة العربية السعودية.
تجدون المزيد من البيانات حول تمويل شركات النقل وصفقات البيع عبر التسجيل المجاني في منصة استخبارات السوق التقني التابعة لـ"سي بي إنسايتس".