كيف تنوي هذه المنصّة المصرية تغيير قطاع التوظيف في المنطقة؟
أنهت شبكة الممولين الأفراد "كايرو أينجلز" Cairo Angels معاملات الاستثمار الأخيرة في الشركة الناشئة المصرية "هاير هانت" Hire Hunt والتي بدأت في شهر أيلول/سبتمبر، في الأسبوع الماضي.
ويشرح رئيس مجلس إدارة الشبكة، علي الشلقاني، في حديثٍ مع "ومضة"، أنّهم عزموا على الاستثمار في منصّة التوظيف هذه بسبب إمكانياتها الثورية، "فقطاع التوظيف لا يزال في القرن العشرين ويجب إحداث ثورة فيه؛ المشكلة واضحة والحلول المتوفّرة قديمة."
فضلاً عن ذلك، تتمتّع "هاير هانت" بـ"نموذج عمل قابل للتوسع بسرعة وتسعيرة مغرية" وبإمكانيات كبيرة للنمو والتوسّع عالميّاً، ما ساهم في جعل الاستثمار "مرتفعاً بعض الشيء بالمقارنة مع الاستثمارات التي يقوم بها المستثمرون الأفراد عادةً،" لكنّ الشلقاني رفض الإفصاح عن المبلغ المستثمر بالتحديد.
ساهمت "كايرو إينجلز" بـ90% من مجموع الاستثمار، في حين شارك مستثمرون آخرون من خارج الشبكة في ما تبقّى منه وذلك لمساعدة الشركة على النموّ، وفقاً للشلقاني.
من جهته، يؤكّد مؤسّس الشركة، باسل فاتين، أنّ هذا الاستثمار لم يشكّل فقط دعماً ماديّاً، بل قدّم المستثمرون الداعمون أيضاً خبراتهم المتنوّعة في مجالات المبيعات والتسويق والتمويل والموارد البشريّة والتوسّع. ويضيف أنّ "هذا المبلغ سوف يُستخدَم لتنمية الفريق وتعزيز المبيعات وعمليات التنمية والتسويق، وأنّ الهدف النهائي يتمثّل في أن نصبح منافسين على الساحة العالمية."
يعتبر فاتين أنّ هذا الاستثمار "هائل" بالنسبة لـ"هاير هانت"، ويقول إنّ الوقت قد حان لتنمو الشركة من حيث الاستخدامات والمبيعات، "فالأمر كلّة يقتصر على الأرقام الآن." أمّا الشلقاني، فيتوّقع أن يكون الاستثمار الهائل التالي في هذه الشركة بعد سنتين أو سنتين ونصف السنة.
وعلى الرغم من أنّه اعترف بأنّ هذا الوقت أطول من ذلك التي تتطلبه شركات وادي السيليكون عادةً، إلا أنّه أشار إلى أنّ "هذا الأمر ليس بمشكلة، فالتوسّع يتطلّب وقتا ًأطول في هذه المنطقة.
مقاربة جديدة لشركة قديمة
"هاير هانت" هي منصّة توظيفات تسمح لطالبي العمل بتحديد وتقديم مهاراتهم من خلال صفحات تفاعليّة. ومؤسّسها الذي يحظى بأكثر من 10 سنوات من الخبرة في قطاع التكنولوجيا، سبق له أن عمل مع شركات ناشئة وشركات كبرى مثل "أوراسكوم للاتصالات" Orascom Telecom. وفي السنوات الستة الماضية، عمل مع "لينك ديفلوبمنت" Link Development، وهي شركة فرعية تابعة للشركة القابضة "إيه 15" A15، حيث اختبر مشاكل التوظيف عن قرب عندما أمضى عدّة أشهر وهو يحاول إيجاد الأشخاص المناسبين لبعض المناصب.
في حديثه مع "ومضة"، يلفت فاتين إلى أنّه "في حين يصعب على المتقدمين إيجاد العمل، يواجه صاحب العمل صعوبات أيضاً في التوظيف تعود بغالبيتها إلى الأساليب القديمة للقيام بذلك." ويشرح أنّه بعد مقابلات التوظيف، غالباً ما تجد الشركات نقصاً في مهارات المتقدم. لذلك، بدأ بتطوير عمليّة جديدة للتوظيف كجزء من عمله كمستشار للمنتجات في "لينك ديفلوبمنت".
أهمّ ما في هذه العملية هو أنّ المتقدّمين يبنون ملفّاتٍ إلكترونية تقدّم تقييماً تفاعليّاً عن مهاراتهم وقدراتهم من خلال الألعاب والأسئلة وآليات ردود الفعل. وفي المقابل، تقدّم هذه الملفّات معلوماتٍ معمّقة ومفيدة عن مهارات المتقدمين وتغنيهم عن السير المهنية والرسائل التقليدية.
تقدّم المنصّة اقتراحات عملٍ للمتقدّمين وتسمح للشركات بأن تتواصل مع المتقدّم المناسب مقابل بدل، كما يمكن للشركات أن تبحث عن مرشّحين وتقّيمهم عبر المنصّة وأن تدفع فقط للموظفين المختارين.
وفي الوقت الحالي، تستخدم 350 شركة خدمات "هاير هانت" التي يديرها 8 أشخاص فقط.
قطاع التوظيف الكبير في القاهرة
كثر عدد اللاعبين في قطاع التوظيفات في مصر، بسبب ارتفاع نسبة البطالة إلى 12.5% منذ تموز/يوليو وإلى أكثر من 30% للشباب، وبسبب النهضة التكنولوجيّة بعد ثورة عام 2011.
ومن أهمّهم شركة التوظيفات حالياً، "جوبزيلا" Jobzella التي تأسّست في عام 2013 وتستخدم خوارزمية في محركّات البحث الخاصة بها للمطابقة بين الشركات ومواقع التوظيف الكبيرة وطالبي العمل.
ومن الشركات الناشئة المصرية في هذا المجال أيضاً، نجد "كانتالوب" Cantalope التي تأسست في عام 2014 و"وظّف" Wuzzuf التي تأسست في عام 2012، وهمان تستخدمان أيضاً خوارزميات لإيجاد مناصب شاغرة وربط طالبي العمل بفرص العمل.
ومع ذلك، فإنّ ما يميّز "هاير هانت" عن مواقع التوظيف هذه هي الأداة التفاعلية التي تساعد على إيجاد المتقدّم المناسب عوضاً عن إيجاد أيّ متقدّم.
"كايرو اينجلز" توظّف بنفسها
يشير الشلقاني إلى أنّ "كايرو إينجلز" في صدد إغلاق صفقةٍ مع شركة ناشئة أردنية، ويتوقّع أن يتمّ الإعلان عن هذه الصفقة في تشرين الأول/أكتوبر. وبالإضافة إلى الصفقات، تريد "كايرو اينجلز" أن توسّع شبكة المستثمرين الخاصة بها. ولهذه الغاية، نظّمت في الأسبوع الماضي فعالية باسم "ذا اينجل تيكت: يور جايد تو ايرلي ستايج انفستينج" The Angel Ticket: Your guide to early-stage investing (وهو دليل للاستثمار بالشركات الناشئة في مراحل مبكرة) لتقديم الناس إلى الاستثمار الفردي في مصر.
وخلال الفعالية، أعلنت الشبكة عن آخر أرقامها قائلةً أنّها استثمرت "أكثر من 1.5 مليون دولار في 16 شركة ناشئة في مجالات مختلفة وأنّها بدأت بمتابعة بعض الفرص خارج مصر أيضاً."
ويجدر بالذكر أيضاً أنّ الشركة الناشئة للأجهزة الإلكترونية "إنتجريت" Integreight، وصفحة الوفيات الإلكترونية "وفيات" Wafeyat، هما من الشركات الناشئة التي تلقت استثماراً من هذه الشبكة.