السعوديّة واليابان يؤسسان صندوق تمويل بقيمة 100 مليار دولار
وقعّت السعودية اتفاقية مع مجموعة "سوفت بنك" Softbank لتأسيس صندوق تمويل تكنولوجي بقيمة 100 مليار دولار، الأمر الذي يجعل منه أحد أكبر صناديق الاستثمار مقابل أسهم في العالم.
وفي حين ستستثمر مجموعة "سوفت بنك" ما لا يقلّ عن 25 مليار دولار، سيستثمر "صندوق الاستثمارات العامة" Public Investment Fund ما يصل إلى 45 مليار دولار. ولتعويض الفارق المتبقّي، تشير مجموعة "سوفت بنك" إلى أنّها تجري محادثاتٍ مع الكثير من المستثمرين الكبار من أجل الحصول على تمويلٍ إضافي.
هذا الصندوق الاستثماري الجديد الذي سُمّي مؤقّتاً “صندوق رؤية سوفت بنك" Softbank Vision Fund، ستديره مجموعة "سوفت بنك" فيما سيستثمر في شركاتِ تكنولوجيا عالميّة بحيث يكون "صندوق الاستثمارات العامة" هو المستثمر الأساسي في أيّ صفقة.
لم يحدّد البيان الذي صدر عن "سوفت بنك" عمر الشركات التي يريد الاستثمار فيها، لكنّه أشار إلى إمكانية استهداف صفقاتٍ من حجم تلك المتوفّرة حاليّاً في قطاع الاستثمار مقابل أسهمٍ.
وذكرت صحيفة "ذا فاينانشال تايمز" The Financial Times أنّ هذا الصندوق يساوي من حيث الحجم مجموع كافة صناديق الاستثمار المخاطر في الولايات المتحدة في السنتين ونصف السنة الماضيتين.
أمّا الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة "سوفت بنك"، ماسايوشي سون، فقال في البيان إنّه "مع تأسيس الصندوق الجديد، سيكون بمقدورنا تعزيز الاستثمارات العالمية في قطاع التكنولوجيا. وسيعمل الصندوق خلال العقد القادم ليتحوّل إلى أكبر مستثمر على مستوى العالم في هذا القطاع الحيوي."
وشركة "سوفت بنك" للتكنولوجيا والاتصالات التي تبلغ قيمتها 68 مليار دولار، تُعدّ من أكبر المستثمرين في آسيا، وتضمّ محفظتها الاستثمارية الناجحة شركاتٍ هائلة مثل "علي بابا" Alibaba و"كويدي داش" Kuaidi Dache التي تعاونت مع "ديدي داش" Didi Dache لمنافسة على "أوبر" Uber في الصين.
بعدما قرّر سون العودة عن مخططه للتقاعد، راحت "سوفت بنك" تعيد التفكير في استراتيجيتها العالمية وتسعى إلى تنويع استثماراتها. وعلى سبيل المثال، أنفقت في أيلول/سبتمبر 24 مليار جنيه إسترليني (29 مليار دولار) لشراء شركة "إيه.آر.إم القابضة" Arm Holdings البريطانية لتصنيع أشباه الموصلات كونها تراهن على نجاح قطاع إنترنت الأشياء.
أمّا هذه الصفقة مع السعودية، فهي تأتي في إطار رؤية المملكة للتحول نحو اقتصاد لا يعتمد على النفط، بقيادة ولي ولي العهد النائب محمد بن سلمان الذي يريد تحويل "صندوق الاستثمارات العامة" الذي يترأس مجلس إدارته إلى أكبر صندوقٍ سياديّ بقيمة تريليونَي دولار.
وفيما تجلّت الخطوة الأولى للصندوق في استثمار 3.5 مليار دولار في "أوبر" Uber في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، تعرّض "صندوق الاستثمارات العامة" لانتقاداتٍ كثيرة من المستثمرين وروّاد الأعمال في المنطقة لأنّه استثمر في شركة تكنولوجيّة من خارج المنطقة في حين تتوفر مشاريع ناجحة كثيرة من المنطقة تبحث عن التمويل.
ومن المرجّح أن يتعرّض أيّ استثمار يجريه الصندوق خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الانتقادات نفسها.
ولكن مدير الاستثمارات في صندوق "أرزان"، ليث زريقات، أشار إلى أنّ هذه الصفقة تحمل دلالاتٍ كثيرة حول استراتيجيات "أوبر"، كما ستحمل تأثيرات كبيرة على المنطقة.
[الصورة الرئيسية من "ومضة كابيتال"]