نظرة إلى الشركات الناشئة: لا لشبكات العلاقات، طاقة شمسية في لبنان، و"أوبر" توصل الطعام
إليكم ملخّصٌ عن أبرز ما لفت انتباهنا من مواضيع خلال هذا الأسبوع التي تتراوح بين كيفية التعامل مع الشبكات في أنجع وسيلة ممكنة، وكيف يمكن لأن يكون عملك الهندسيّ مستداماً من دون التضحية بمتعة إنجازه، بالإضافة إلى ماجستير مجانية من جامعة "ستانفورد" Stanford.
"أوبر" توسّع إطار المنافسة وقد تأكل منافسيها. يبدو أنّ هذه الشركة الأميركية العالمية باتت مصدر إزعاجٍ للكثير من الشركات في أيّ مجالٍ تعمل فيه، فهي بعد المضاربة على سائقي التاكسي التقليديين تتوجّه الآن نحو قطاع توصيل الطعام منذ شهر حزيران/يونيو. وقد أطلقَت خدمتها "أوبر إيتس" Ubereats في دبي في الآونة الأخيرة، ولكن هل تتمكّن من مضايقة اللاعبين في سوق الشرق الأوسط، التي يكثر فيها المتنافسون مثل "طلبات" Talabat و"ديليفيري هيرو" Delivery Hero و"ديليفيروو" Deliveroo و"24 ساعة" 24h.ae و"يميك سيبيتي" Yemekseperi و"زوماتو" Zomato، على سبيل المثال لا الحصر؟ في لندن، تعد "أوبر" مستخدِميها بتوصيل الطعام لهم في أقلّ من 30 دقيقة، من دون تقييدهم بحدٍّ أدنى للطلب أو فرض أيّ رسومٍ إضافية عليهم. ولكن يبقى السؤال الأكبر هنا، هل سينجح نموذج العمل هذا؟ من جهةٍ ثانية، يجدر بالذكر أنّ إحدى "غزوات" شركة "أوبر" المقبلة لن تكون بعيدةً عن قطاع النقل بالشاحنات.
الطاقة للجميع. أين أنت يا لبنان من الكهرباء؟ يشهد هذا البلد انقطاع الكهرباء يومياً لثلاث ساعات كحدٍّ أدنى (ولساعاتٍ قد تصل إلى يومٍ كامل في بعض المناطق). ولكن قبل أيّام، أعلن "المركز اللبناني لحفظ الطاقة"Lebanese Center for Energy Conservation، التابع لوزارة الطاقة والمياه، عن أنّه سيطلب من القطاع الخاص تقديم مشاريع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسيّة في مختلف المحافظات اللبنانية بقدرة 120 ميغاواط وفق إعلان نيّات لبيع الكهرباء، على أن يتم توقيع عقود شراء بين مؤسسات القطاع الخاص و"مؤسسة كهرباء لبنان" وفق تعرفة جديدة.
الاستدامة لا تحتاج إلى الكثير من التضحية. المهندس المعماري الدنماركي، بيارك إنجلز، بات يشغل العالم الآن بعد الفيديو الذي صوّرته معه "وايرد" Wired، والذي يشرح فيه الطرق المحتفلة التي يمكن فيها للمهندسين والشركات والمصمّمين الحضريين أن يبنوا المدن بطريقةٍ مستدامة وجذابة. لدى حديثه عن كيفية استفادة الهندسة المعمارية من لعبة "ماين كرافت" Minecraft، يقول إنجلز إنّ "العلم والفنّ يتمحوران حول إنشاء العالم الذي نريد العيش فيه [...] ومسؤوليتنا جميعاً هي أن نجعله يتلاءم مع طرق عيشنا التي نريدها". قد يبدو هذا واضحاً، ولكن من الجيّد تذكّره دوماً.
من "ومضة": هكذا يصنعون المال من العتمة في باكستان. في المقالة الثانية من السلسلة التي تناولت فيها رايتشل وليامسون انتشار شركات الطاقة الشمسية في باكستان، ورد أنّ 70 مليون نسمة لا يحصلون على ما يكفي من الكهرباء. ولكن هناك شركات ناشئة تعمل على مكافحة هذه المشكلة، كل على طريقتها، بدءاً بنظامٍ بسيطٍ لتشغيل مروحة وإضاءة مصباح، وصولاً إلى مشاريع كبيرةٍ لتشغيل الأعمال الزراعية وغيرها؛ وكلّ ذلك وفق نماذج ربحية مختلفة، منها ما هو منسوخ ومنها ما هو مبتكر وفق حاجات السوق المحلّيّة. الفقر، والحاجة، والكهرباء، والابتكار، والربح... لا تفوّتوا قراءة هذه المقالة.
ماجستير مجانية من "ستانفورد"! دراسة الماجستير في جامعة "ستانفورد" في الولايات المتّحدة تكلّف الكثير من الأموال، بحيث قد يصل مجموع التكاليف إلى 160 ألف دولار أميركي، وفقاً لما تورده هذه المقالة. ولكنّ هذه الجامعة العريقة قد تمنحك فرصة دراسة هذه الشهادة مجّاناً إذا ما تعهّدتَ بالعيش والعمل في الغرب الأوسط الأميركي (إيلينوي، إنديانا، آيوا، كنساس، ميشيغان، مينيسوتا، ميسوري، نبراسكا، داكوتا الشمالية، أوهايو، داكوتا الجنوبية، أو ولاية ويسكونسن) لمدة سنتين بعد تخرّجك. لمَ هذا؟ تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المبذولة لإنعاش المناطق المحرومة في الولايات المتّحدة (لا تتفاجأ). إذا كنت قادراً على الوفاء بهذا الوعد والالتزام بهذه الشروط، سارع إلى تقديم طلبك وحجز مقعدٍ من بين المقاعد الثانية.
لا لفعاليات التشبيك. يرى ديريك كوبرن مؤلّف كتاب "التشبيك لا ينجح" Networking Is Not Working أنّ هناك مشكلةً في فعالية التشبيك التقليدية لأنّها لا تحقّق لك ما تريده منها بالضبط خصوصاً وأنّ نجاحك فيها مرتبطٌ بقدرتك على التفاعل مع الأشخاص الذين يمتلكون أهدافاً مشابهة لأهدافك. والمشكلة الرئيسية في مثل هذه الفعاليات هو أنّها تضمّ الكثير من الأشخاص الذين يأتي كلٌّ منهم لسببٍ خاصٍّ به، ويركّز كلّ واحدٍ منهم على جدول أعماله الخاصّ، سواء كان التوقيع مع عميلٍ جديد أو الحديث عن أعماله أو التواصل مع أحدٍ يمكن عقد شراكةٍ ذات منفعة متبادلة. في حين تنظّم "ومضة" عدّة فعالياتٍ ناجحة على مدار السنة وتشجّع على مثل هذا التصرّف الاجتماعيّ، فإنّ كوبرن الذي أسس مجتمع "كادر" Cadre اللاتشبيكي في واشنطن العاصمة، يقدّم بعض النصائح المفيدة كما يراها. وبالتالي، يقترح طريقةً جديدةً لمقاربة فعاليات التشبيك: تجنّب الفعاليات التقليدية بالكامل، تخصيص هذا الوقت للتركيز على العلاقات الحالية وإنعاش العلاقات القديمة، ومحاولة تنظيم فعالية تشبيك خاصّة.
الاستماع إلى الغير قد يحقّق لك الملايين. أيّ شخصٍ يهتمّ قليلاً بالأزياء لا شكّ يعرف "ريفاينري29" Refinery29، إحدى أسرع الشركات نموّاً في الولايات المتّحدة. هذه الأخيرة، وبعدما أسّسها في عام 2005 صديقان أرادا الإضاءة على الفنّانين والمصمّمين اللذين يتلقون بهم في نيويورك، قد حقّقَت نجاحاً منقطع النظير. ومهمّة الموقع التي تقوم على تغطية مواضيع "تلبّي بعض احتياجات المرأة وتتغاضى عنها وسائل الإعلام الأخرى"، ساعدت الشركة في تحقيق عوائد وصلت إلى 80 مليون دولار في عام 2015. كيف ذلك؟ لقد استمع الفرق إلى ما يريده القرّاء منهم.
[الصورة ارئيسية من "بلام فويسز" Plumvoices.com]