هل تخسر 'وادي' بإعادة الأموال للعملاء غير الراضين؟
الفشل الذريع للعبةٍ كانت قد بنت زخماً كبيراً حيالها، تستخدمه منصّة التجار الإلكترونية، "وادي" Wadi، كطريقةٍ لتقوية ولاء العملاء في أسواقهم في الإمارات والسعوديّة.
في الأسابيع الماضية، بدأ مجتمع ألعاب الفيديو العالمي بالتذمّر والتعبير عن استيائه وخيبة أمله من لعبة "نو مانز سكاي" No Man’s Sky التي لم تصل إلى مستوى الجودة المطلوب الذي تمّ الترويج له لمدّة ثلاث سنوات (فقد أشار البعض إلى أنّ اللعبة مملة). وفي سابقةٍ لا مثيل لها، بدأ بعض باعة الألعاب بإعادة أموال الشارين الذين لعبوا هذه اللعبة.
في آب/أغسطس 29، أعلنَت شركة "وادي" أنّها ستعيد الأموال المدفوعة مقابل هذه اللعبة أيضاً حتّى قبل أن يطالب العملاء بذلك، وأرسلت بريداً إلكترونيّاً وقسيمة شرائية بسعر اللعبة لكافة العملاء الذين اشتروها، ولم تطلب حتّى منهم إعادة اللعبة.
في حديثها مع "ومضة"، تقول مسؤولة العلاقات العامة في "وادي"، ديالا زياده، إنّنا "قد نكون قد خسرنا بعض الأموال في تقديم هذه الخدمة ولكنّ مجتمع لاعبي ألعاب الفيديو لدينا، عن تجربة، بات يعلم الآن أنّ ’وادي‘ لا تهدف فقط إلى بيع الأشياء بل تحمي عملاءها أيضاً."
منصّة مثالية للعلاقات العامة
بالطبع، يكمن الهدف الأكبر للقيام بذلك في زيادة ولاء العملاء. وتشرح زياده أنّها تريد اللاعبين أنّ يعلموا أن "وادي" تقدّر تقييمهم للمنتجات "ولو لم يكن موّجهاً لنا بشكلٍ مباشر"، مضيفةً أنّ الكثير من اللاعبين استخدموا القسيمة لشراء لعبةٍ جديدة من على "وادي" والتعليقات والتقييمات من العملاء كانت إيجابية للغاية.
بدوره، قرّر المسؤول عن قسم ألعاب الفيديو في "وادي"، كاران بهاتيا، إزالة "نو مانز سكاي" عن متجرهم بعد الأخذ برأي عملائهم حيال استمرار "وادي" ببيع هذه اللعبة.
ولكن هل قاموا بذلك لأنّهم يريدون حماية عملاء "وادي" من تبذير أموالهم، أو أنّها خطة استراتيجية ذكيّة في العلاقات العامة؟
قد تبدو هذه الخطوة غريبة من شركةٍ تفتخر ببيع كلّ ما يمكن أن يطلبه لاعبو الفيديو وتعتمد شعاراً يعني باللغة العربية "نوصّل كلّ شيء" Everything Delivered.
يمثّل قطاع الألعاب ثالث أكبر فئة على "وادي" بعد الإلكترونيات والموضة والجمال، لكّنهم يريدون المزيد. لذلك، يعيدون التفكير بكامل تجربة المستخدم واستراتيجيتهم للتواصل مع المجتمع عندما يتعلّق الأمر باللاعبين لكي يقدّموا لهم ما يحتاجونهم ويريدونه.
في حيدثه مع "ومضة"، يقول بهاتيا إنّه "فيما يتعلّق بهذه الألعاب [التي يرافقها زخم كبير وتخيّب الآمال]، أعتقد أنّنا نريد متابعة استراتيجية إعادة الأموال". أمّا زيادة، فتؤكّد أنّ هذا القرار بُني على أبحاثٍ وإحصاءات وأنّ "القرار الذي اتُّخذ كان لعملائنا فقط لأنّهم أهمّ ما لدينا."
إعادة التفكير بالألعاب
لأنّ مجتمع اللاعبين مميّز ومحدّد، ولأنّ شراء الألعاب ومكوّنات الألعاب مختلف تماماً عن شراء الملبوسات، سوف تطلق "وادي" في بداية تشرين الأوّل/أكتوبر قسماً جديداً لألعاب الفيديو. وفضلاً عن التصميم الجديد بالكامل، سوف يغيّرون أيضاً طريقة بحث المستهلكين عن الأغراض ويقدّمون أدواتٍ لجعل أجهزة التحكّم والكمبيوترات خاصّة أكثر من الشكل الخارجي إلى المحتويات في الداخل.
تسعى "وادي" أيضاً إلى جذب لاعبين أكثر. فقطاع ألعاب الفيديو كبيرٌ جدّاً في الشرق الأوسط، وبحسب "أند ستراتيجي" Strategy&، بلغت قيمة سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1.6 مليار دولار في عام 2014 ومن المتوقّع أن تصل إلى 4.4 مليار في عام 2022.
وفي الوقت الحالي، تحضر فرَق "وادي" فعالياتٍ للألعاب كي تفهم بالفعل حاجات مجتمع الألعاب ونوع الاستراتيجيات التي يجب أنّ يتّبعوها في الفعاليات غير الرقمية.
وتمثّل أوّل القرارات في التوجّه نحو النوادي الثقافية في المدراس الثانوية والجامعات وتنظيم المنافسات وعرض ألعابٍ لم تُطلَق بعد، وذلك لأنّ أغلب لاعبي الفيديو هم نت طلّاب المدارس الثانوية والجامعات.
الكثير من شركات التجارة تسعى إلى الاستفادة أوّلاً من سوق الألعاب النامية، لكنّ استراتيجيات العلاقات العامة الذكيّة وحضور الفعاليات قد تنفع "وادي" في هذا الإطار.