كاثلين بيري: هذا ما أعرفه عن الإرشاد
على الرغم من انتشار خرّيجيها في 14 دولةً حول العالم، فإنّ مؤسّسة "ماوجلي" Mowgli في المملكة المتحدة لا تزال بحاجةٍ إلى بذل مزيدٍ من الجهد لحمل الناس على فهم أهمّية التوجيه.
تقريرهم الأخير تحت عنوان " أثر التوجيه على النمو الاقتصادي" Nurturing Human Capital: the missing piece of MENA’s entrepreneurship puzzle سلّط الضوء على اختلال التوازن في البيئة الريادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بصفتها الرئيسة التنفيذيّة لشبكة الإرشاد هذه، تعمل كاثلين بيري في المنطقة العربية وتشجّع العلاقات بين روّاد الأعمال الناشئين والخبراء المخضرمين.
"إذا لم يكن لديك مكان للتنفّس والحصول على دعم، سوف تشعر بالوحدة في مسيرتك."
الحقيقة الصعبة. ترتبط حياة رائد الأعمال بأكملها تقريباً بشركته. وإذا لم تدعم وتحتضن وتقوّي هذا الشخص، سوف تطرأ المشاكل. يقوم تعريفي للإرشاد والتوجيه على ما "أنت بحاجة لسماعه وليس بالضرورة ما تريد سماعه"، فالحقيقة الصعبة تساعد في تمكين رائد الأعمال وتنمية قدراته وبناء قدرات قياديّة داخليّة.
يجب تدريب المرشدين. أن تكون رجل أعمال مخضرم لا يؤهّلك لتكون مرشد مثالي، إذ أنّ الغرور يرتبط غالباً بتقديم النصائح وهذا أمر غير مفيد. فالمرشد يجب أن يكون مستمعاً.
الاستماع فنّ. في المنطقة العربية، فنّ الاستماع ليس رائجاً، بخاصةٍ وأنّ التواصل يأتي من الأعلى إلى الأسفل - الوالد يطلب منك القيام بذلك، وربّ العمل يطلب منك القيام بذلك - وهذا لا يساهم في تمكين أحد. من الصعب جدّاً أن تصبح مرشداً وقائداً جيدّاً إذا لم تتمتع بمهارات الاستماع.
الأمر دائماً شخصيّ. وجدت أن أفضل النتائج تتحقق عندما تكون العلاقة مبنية على المستوى الشخصي، أي عندما يشارك الطرفان مخاوفهما. في هذا الجزء من العالم، غالباً ما لا يريد المرشد إظهار شعوره بالضعف، فلربّما لديهم سمعة يريدون "المحافظة عليها" ولذلك، يخفون مشاعرهم الحقيقيّة.
يشبه الأمر للمواعدة السريعة. تقريباً، لا تنظر فقط إلى حسابات الأوراق للتوفيق بين المرشد ومتلقّي الإرشاد. عليك أن تعرّف المرشد ورائد الأعمال إلى بعضهما بعضاً قبل جمعهما سويّاً. استجوب المرشّحين من الطرفين وساعدهما في بناء ثقتهم ومن ثمّ في لقاء ما، راقب من يتواصل مع من.
شبكة المرشدين. عادةً، يبحث روّاد الأعمال عن الشبكة المناسبة ونصائح ماليّة وعمليّة عالميّة. في المقابل، لقد وجدنا أنّهم عندما يطّلعون على نظرتنا إلى الإرشاد، تهدأ هذه المطالب.
بالرغم من أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ناجحة جدّاً بالتشبيك الاجتماعي، إلاّ أنّها لا تحقق النجاح عينه بالتشبيك للأعمال. فالمنطقة معتادة على اللجوء إلى الواسطة والعائلة والمرشدين لمساعدتهم في هذا الإطار. في حين يفضّل أن يتمكّنوا من تحقيق النجاح بأنفسهم عوضاً عن الاعتماد على عائلاتهم. شبكة العلاقات والمعارف هي الأساس ولكن يجب أن يثق المرشد برائد الأعمال لكي يقدّمه إلى شبكته ويشاركها معه.
يجب أن يكون المرشد ملتزماً. إذا كان المرشد يمرّ بفترة شخصيّة صعبة، لن يتمكّن من تقديم وقته وفكره، وعليه أن يكون مستعدّاً لهذه التجربة. تشترط "ماوجلي" تنظيم لقاء مدّته ساعتين في الشهر على الأقلّ، لكنني أعرف بعضاً يلتقون كلّ أسبوع لمدّة ساعتين أو ثلاثة على الأقلّ. عرفت رائد أعمال في الجزائر مرضت أمّه وقد ساهم المرشد في تمكينه من اتخاذ القرار الصائب بالتركيز على أمّه ووضع الشركة في مرحلة يمكنه بسهول العودة إلى العمل فيها لاحقاً.
لا مجال للغرور. إذا كان لديك غرور كبير، لا يمكنك أن تكون مرشداً. فإذا قدّمت النصائح بغرور ولم يأخذ رائد الأعمال بنصيحتك، سوف تشعر بالإهانة. على خطّ موازٍ، أرى الكثير من روّاد الأعمال الذين يتمتّعون بهذا الغرور، وهذا أمر علينا تغييره.
المصالح المشتركة ضرورة. في بادئ الأمر، لم نتوقّع أن يستفيد المرشدون ومن ثمّ بدأنا نحصل على ردود فعل منهم حيال المهارات التي يكتسبونها من هذه العلاقات. ورأينا أنّه في أغلب الأحيان، يطرح المرشد على نفسه الأسئلة نفسها التي كان يطرحها على ملتقي الإرشاد.
مسيرة المنطقة طويلة في هذا المجال. يذكر الإرشاد في المنطقة بالقدر نفسه الذي يذكر فيه رائد الأعمال، ولكن لا أحد يقدّره بما فيه الكفاية للاستثمار فيه. لا يقدّر الإرشاد الذي يحتاج إليه رائد الأعمال بما فيه الكفاية. لقد بدأنا بالعمل في المنطقة منذ 8 سنوات ووجدنا شركتين أو ثلاثة في المنطقة تؤمّن التمويل في حين أنّ الباقين كانوا من الحكومات العالميّة.