'كانتالوب' المصرية للتوظيف تتلقى استثمارًا تأسيسيًا بقيمة 100 ألف دولار
بعد عامين على إطلاقه، أعلن محرك بحث الوظائف المصري "كانتالوب" Cantalop عن تلقيه استثماراً تأسيسياً بقيمة 100 ألف دولار، من رجل أعمال مصري يعمل في قطاع الحديد والصلب، فضّل عدم الكشف عن هويته.
يركّز "كانتالوب" على شريحة الباحثين عن عمل من ذوي المستويات التعليمية المتميزة، على غرار خرّيجي الجامعات الدولية أو حملة الدرجات العلمية المتقدمة، وهي الفئة التي تواجه صعوبة أكبر في إيجاد فرص عمل تتناسب مع حجم مؤهلاتها وخبراتها.
في سبيل ذلك، تعتمد خوارزمية "كانتالوب" على حصد كافة الوظائف الشاغرة من على المواقع الرسمية للشركات الباحثة عن كوادر. يتمّ ذلك بالتوازي مع إتاحة فرصة للشركات التي لا تُعلِن عن وظائفها الشاغرة على مواقعها، لتقوم بإضافة إعلاناتها على المنصة.
ينتظر مبلغ الاستثمار عدة مسارات، وفقًا لمؤسّس "كانتالوب"، كريم الحلواني، في حوارٍ خاصّ مع "ومضة"، حيث يقول: "التسويق ثم التسويق ثم التسويق، إذ سنوجه الشريحة الأكبر من المبلغ المالي للتسويق الرقمي والتواجد بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصّة 'فايسبوك' و'تويتر' وإعلانات 'جوجل'."
بالإضافة إلى التسويق "أوفلاين" (من دون إنترنت)، سوف تولي الشركة اهتمامًا خاصًا لحضور الفعاليات الكبرى العربية والغربية، لتسويق المشروع عالميًا للمستثمرين.
كما ويعتزم الحلواني تعيين طاقم مبيعات لفتح أسواق لـ"كانتالوب" في الدول التي يُنتظر التوسّع إليها، مثل الإمارات والسعودية، علمًا أن المنصة تدير عملياتها من مصر "لانخفاض تكاليف التشغيل مقارنة بدول الخليج وارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه المصري،" بحسب الحلواني المقيم في قطر.
أما على صعيد التطوير التقني، سيخصّص الحلواني جزءًا من مبلغ الاستثمار لإطلاق نسخةٍ جديدةٍ من المنصة، أكثر سهولةً في الاستخدام "مع إضافة خواص جديدة بما تتيح للشركات الاستفادة القصوى من الموقع".
كما يستعد فريق عمل "كانتالوب" لتطوير تطبيق محمول لنظاميّ تشغيل "أندرويد" و"آي أو إس" iOS.
وعن اختياره لتوقيت السعي وراء الاستثمار، يقول الحلواني: "قررتُ من وقت الإطلاق ألّا أبدأ في التفاوض مع أيّ مستثمرٍ حتى أطمئن على نموذج العمل وفعالية الخدمة وكفاءة خوارزمية الموقع، فالاستثمار المبكر يضرّ الشركات الناشئة. ورغم وجود الكثير من التحديات التي تعوق الاستمرار في ظل التمويل الذاتي، إلا أن انتظار نضج المشروع أفضل من العكس".
بشكلٍ عام، يبدو أنّ ثمة مبالغ مالية أخرى تنتظر سوق منصّات التوظيف المصرية على سبيل الاستثمار. ومن الأمثلة على ذلك، تلقي منصتيّ "وظف" Wuzzuf و"شغلني" Shaghalni استثماراتٍ ضخمةً في عام 2016.
ففي سبتمبر/أيلول العام الماضي، أغلق "وظف" جولة التمويل الأولى، بقيمة1.7 مليون دولار، والتي يرجّح أن تكون الأكبر في البلاد حتى تاريخه.
أما منصّة "شغلني" المتخصّصة في عرض فرص عمل للحرفيين وعمال المصانع، بالإضافة إلى وظائف الطبقة المتوسطة كالصرافين والمحاسبين المبتدئين، فقد أعلنت عنتلقي استثمار من رجل الأعمال المصري الأشهر نجيب ساويرس، في صفقة غير مُعلنة التفاصيل.
من ناحيةٍ أخرى، لا عجب أن تستقطب منصّات التوظيف في مصر أكثر الزيارات والاستثمارات على حدٍّ سواء. فهذا البلد الذي يضمّ 95 مليون نسمة يشهد معدلات مرتفعة من البطالة بنسبة12.8%، من إجمالي قوى الأيدي العاملة في البلاد، وبواقع 3.6 ملايين شخص. وفي فئة الشباب (من 15 إلى 29 عامًا)، يعاني 35.8% منهم من البطالة؛ وبالتالي، قد تكون منصّات التوظيف ملاذًا لهؤلاء الملايين.