'مجنون' المصرية تفوز في 'يوم رائد الأعمال' في دبي
نجحت "مجنون" Noongam المصرية بالفوز بالجائزة الكبرى في مسابقة "يوم رائد الأعمال" The Entrepreneur Day، التي نظّمتها "سلطة واحة دبي للسيليكون" DSOA للعام الثاني على التوالي في الـ9 من الشهر الجاري، في "مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال" DTEC التابع لها والشريك في تنظيم الفعالية.
الفائزون في مسابقة "يوم رائد الأعمال" و"مجنون" في المركز الأول. (الصور لباميلا كسرواني)
عرّف المؤسِّس هاني غيث مجلّة "مجنون" على أنّها "منصة للرسوم المصوّرة تحاول بناء بيئة حاضنة للرسوم المصورة والابداع البصري من العرب وللعرب،" أمل أن تساعده الجائزة في الحصول على المزيد من الاهتمام وإبرام المزيد من الشراكات، لاسيما أنّ هذه الشركة الناشئة "دخلت مرحلة التركيز على العائدات وجني الأموال."
وكان تطبيق "مجنوون" قد حصد جائزة "الاقتصاد الاسلامي" سابقاً بفضل تعاونه مع "جامعة الأزهر" من أجل الترويج لـ"مجلة النور" التي تصدرها على شبكات التواصل الاجتماعي في خطوةٍ للتواصل مع الأطفال حول المبادئ الانسانية.
من ناحيةٍ أخرى، لا بّد من الإشارة إلى أنّ مسابقة "يوم رائد الأعمال" وزّعت جائزتين إضافيتين بعد أن قام 8 رواد أعمال بعرض أفكارهم أمام لجنة تحكيم. فحصلت شركة "جاست موب" Just mop لخدمات التنظيف على جائزة "المدينة الذكية"، و"360 ميا" 360 Mea لتوفير المعلومات البصرية والفيديو على جائزة "السفر".
شرح لـ"ومضة" هانس هنريك كريستتنسين، مدير "مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال"، أنّهم حصلوا على نحو 300 طلب للمشاركة في المسابقة من كلّ أنحاء العالم. ولكن بعد عملية دقيقة وصارمة، وقع الاختيار على 8 مشاركين (كانوا 9 في البداية إلّا أنّ شركةً أردنية لم تتمكّن من الحضور بسبب تأخر تأشيرة الدخول).
توزّع المشاركون، بحسب كريستنسين، على ثلاثة قطاعاتٍ كانت: الاقتصاد الإسلامي، والسفر، والمدينة الذكية. وبالتالي حصل الفائز بالجائزة الكبرى على مبلغ 10 آلاف دولار ومكتبٍ مرن flexidesks وتراخيص تجارية في "مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال"، في حين أنّ الفائزين الآخرين حصدا مبلغ ألفَي دولار لكلّ واحد منهما.
لعلّ المسابقة كانت ركيزة "يوم رائد الأعمال"، غير أنّ هذه الفعالية التي اعتبرها كريستنسين "فعالية البيئة الحاضنة" قال إنّها "الأكبر التي ننظّمها وهي فرصةٌ للشركات المتواجدة في مركزنا وروّاد الأعمال الذين نساندهم كي يعرضوا أعمالهم، ولشركائنا والرعاة أن يكونوا متواجدين." فعلى مساحةٍ واسعة، أطلّ معرضٌ ضمّ بعض الشركات الناشئة ضمن برنامج "حاضنة واحة السيلكون" Silicon Oasis Founders وشركات أخرى متواجدة في "مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال"، الى جانب شركات ناشئة من مختلف أنحاء العالم دفعَت رسماً للمشاركة بسبب اهتمامها في التوسّع إلى المنطقة أو البروز أكثر.
قطاعات أساسية
لا يمكن تنظيم "يوم رائد الأعمال" من دون نقاشات أو مشاركات للاعبين بارزين في البيئة الحاضنة.
إنترنت الأشياء سيكزن بمثابة قوة تغيير ثورية، قال أوشيا.
وفي هذا الشأن، شرح كريستنسين لـ"ومضة" أنّهم اعتمدوا على القطاعات الثلاثة التي تخلّلتها المسابقة، ولم يتمّ التطرّق إلى الاقتصاد الاسلامي الذي كان محور فعاليات سابقة أخرى بل تمّ التركيز على القطاعَين الآخرين verticals.
تحدّث رود أوشيا، مدير منطقة أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا لإنترنت الأشياء في شركة "إنتل"، عن إنترنت الأشياء الذي يُعتبر ركيزة المدن الذكية. وبعدما أشار إلى أنّ كثيرين يتناقلون دعابةً مفادها أنّ "المستفيدين الوحيدين من إنترنت الأشياء هم منظّمو الفعاليات،" شدّد على أنّ إنترنت الأشياء هو "الذكاء في كلّ مكان."
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر أنّه لا بد من الاستفادة منه لتطوير 4 أفكار أو قطاعات هي: الاهتمام بالسكان الذين يتقدّمون بالسن، وتوفير الطعام للبشر، وإدارة الازدهار الحضري، والبيئة.
أمّا السفر، وتحديداً التكنولوجيا المبتكرة في هذا القطاع، فكان محطّ نقاش حلقةٍ ضمّت سنجاي شارما، رئيس قسم الابتكارات في "طيران الإمارات"؛ وأفتاب سيد، مدير التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية في "مجموعة ماريوت الدولية" Marriott International في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا؛ وفينيت بادكي، مؤسِّس مجموعة "غييدو وارلد" Guidoo World ورئيسها التنفيذي.
شدّد المتحدثون على ضرورة الابتكار لتغيير طريقة سفرنا وحجز التذاكر أو مشاركة تجاربنا، واعتبر بادكي أنّ الأهمّ هو تخصيص الخدمات customization لأنّ المستخدمين يريدون منتَجات وتجربة فردية. ورأى أيضاً أنّ التكنولوجيا التي تعتمد على التحليل التنبؤي predictive analysis هي الحلّ، لأنّها تساعد في تحليل البيانات والحصول على نتائج. وشرح ذلك في حديثٍ مع "ومضة" قائلاً: "إذا كنت سافرت إلى ايطاليا وقمت بالعديد من الجولات الثقافية، فإنّه عندما تسافر إلى سنغافورة - ومن خلال التحليل التنبؤي- نستطيع أن نقدّم لك باقة من الخدمات المخصّصة للقيام بجولات ثقافية في هذا البلد أيضاً."
بدوره، أكّد شارما على هذا الأمر أيضاً، واعتبر أنّ "المهمّ ليس تقسيم الزبائن إلى فئات محدّدة، بل استخدام البيانات المتوفرة من أجل أن نفهم شخصياتهم وما يريدونه." وإذ شدّد على أنّ الأساس في قطاع السفر يبقى الأمن والسلامة، لفت إلى أنّ هذا قد يحدّ أحياناً من اعتماد أو اختبار التكنولوجيا الجديدة لدى الشركات الكبرى، مشيراً الى ضرورة سدّ هذه الثغرة وتغيير ثقافة الشركات لاعتناق التغيير والابتكار من دون إغفال سلامة الزبائن.
قصص نجاح ونصائح
إضافة إلى كلّ هذه المواضيع، قدّمَت فعالية "يوم رائد الأعمال" نقاشاً كشف فيه روّاد أعمال عن قصص نجاحهم عَلّ روّاد الأعمال الحاضرون يتعلّمون من تجاربهم.
روّاد الأعمال يتبادلون قصص نجاحهم أما الحاضرين ليستفيد الجميع.
شارك في حلقة النقاش هذه ماغنوس أولوسن، المؤسِّس الشريك لـ"كريم" Careem؛ وعمر قاسم Omar Kassim، مؤسس لموقع التجارة الإلكترونية "جادوبادو" Jadopado ورئيسه التنفيذي؛ وسارا جونز، مؤسِّسة سوق "ميني اكسشانج"Mini Exchange لكلّ مستلزمات الأم والطفل؛ وكارل نعيم، المؤسِّس الشريك والمدير الاداري لموقع "شيف اكسشانج" ChefXchange لحجز طبّاخٍ للحفلات؛
واتّفق المتحدثون على أنّ مفتاح النجاح يكمن في الشغف والمثابرة والعمل من دون توقّف والأهمّ في فريق عمل كفوء ومترابط.
الألفي متحدّثاً عن المنظّمات التي يعمل معها، وكيف يستفيد روّاد الأعمال منها.
نصائح أخرى منحها أيضاً أحمد الألفي، المؤسّس والشريك في صندوق "سواري فنتشرز" Sawari Venture Partners ومسرّعة النمو "فلات6لابز" Flat6Labs، حيث شدّد على أنّك "تستطيع تعليم كلّ شيء لرائد الأعمال باستثناء الرغبة والشغف."
كما نصح روّاد الأعمال بأن يعرفوا جيداً المستهلكين الذين يستهدفونهم قبل المنتَج، ومن ثمّ بألّا يتردّدوا في إطلاق منتَجٍ يتمتّع بالحد الأدنى من مقوّمات النجاح Minimum viable product، والأهمّ من ذلك ألّا يترددوا في عرض أفكارهم مراراً وتكراراً لأنّها الطريقة الأفضل لفهم شركتهم الناشئة.