'قمة الويب' تجذب مزيداً من الشركات الناشئة من المنطقة
بادي كوسجريف مؤسّس "قمّة الويب" يلقي الكلمة الافتتاحية. (الصورة من "قمّة الويب")
كانت قمّة الويب Web Summit هذا العام بمثابة خير دليلٍ على تزايد الاهتمام العالميّ بإمكانات الشركات الناشئة، كما وعلى اهتمام الشركات الناشئة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالانتشار والتوسّع خارج المنطقة.
حضر من المنطقة في العام الماضي 11 شركة ناشئة فقط، ولكن هذا العام، في القمّة التي استمرّت على مدى ثلاثة أيّامٍ بين 3 و5 تشرين الثاني/نوفمبر، كان يوجد أربعة أضعاف هذا العدد.
ضُحى طهطاوي، مؤسِّسة الشركة الناشئة المصرية "إيزي بان" Easy Pan التي تسعى لدخول المنافسة في قطاع توصيل الطعام ولكن مع مجموعةٍ من الوصفات، قالت إنّها تستعرِض في هذا المؤتمر للحصول على بعض الشهرة العالمية قبل إطلاق شركتها في 14 تشرين الثاني/نوفمبر.
في فعالياتٍ مثل "قمّة الويب"، تساعد الآفاقُ العالمية روّادَ الأعمال في قياس مساعيهم على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار، ردّدَت طهطاوي تصريحات المؤسِّسين الآخرين الذين قالوا إنّهم يشاركون في هذه الفعالية للاطّلاع على ما يقوم به المنافسون، والوصول إلى العدد الكبير للمستثمِرين الذين يجتمعون في القمّة، والتحقّق من صحّة الفكرة بشكلٍ أساسيّ.
كما أشارَت إلى أنّها وجدَت أنّ المستثمرين الأوروبيين على وجه الخصوص كانوا مهتمّين جدّاً بالإمكانات الموجودة في البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في مصر.
بدوره، لفت ديريك فاونتن، مؤسِّس الشركة الناشئة التي تستقرّ في قطر، "حولك" Howlak، إلى أنّه يريد شريكاً تقنياً. وقال لـ"ومضة": "آمل أن أعثر على التكنولوجيا التي أحتاجها لتحسين ميزات تطبيق ‘حولك‘ الذي يُستخدَم لتقييم المطاعم ومشاركة الآراء اعتماداً على التقييمات البصرية واستطلاعات الرأي القصيرة، للمساعدة في اكتشاف أمورٍ جيدةٍ من حولك ومشاركتها."
من جهةٍ ثانية، قال المنسّق الإعلامي لـ"قمّة الويب"، جايمس ماكان، إنّ الهدف الأوّل من القمّة كان تعزيز التفاعل بين روّاد الأعمال الذين ينحدرون من بيئاتٍ حاضنة مختلفة، والذي من المحتمَل أن يتحوّل لاحقاً إلى مشاريع عابرة للحدود.
هؤلاء ليسوا كلّ المشاركين وهذه ليست الفعالية كلّها، اضربوا العدد بثمانية أضعاف للحصول على العدد الحقيقي.
حان دور استعراض الشركات الناشئة من المنطقة
اعتبر ماكان أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيئةٌ حاضنةٌ ذات أهمّية كبيرة، تريد القمّة أن تضمّها إلى سلسلة فعالياتها العالمية.
معظم الشركات الناشئة الشرق أوسطية التي شاركَت في القمّة كانت في مراحلها الأولى، وقد جاءَ أكثرها من الإمارات ومصر والأردن، وعددٌ قليلٌ من لبنان وفلسطين وقطر.
فمن مصر، شاركت "فيدمي" Vidmy لبناء المواقع الإلكترونية والتي تسمح للناس بتحقيق المال من خلال فيديوهاتهم وقاعدتهم الجماهيرية؛ و"ويب فيل" Webville، البرنامج المساعد الذي يضيف عنصراً بشرياً إلى محرّك البحث للكشف عن المحتوى الجيد الذي قد يُدفن في صفحاتٍ لا يمرّ عليها البحث.
أمّا الشركات الناشئة التي جاءت من الإمارات فقد كانت بمعظمها تختصّ بنمط الحياة، مثل "فيرتوال كونسيرج" Virtual Concierge؛ و"إكسكلوزيف تايبلز"Exclusive Tables التي نشأت بسبب عدم تمكّن المغتربين من الحصول على طاولاتٍ في الأمكاكن الفاخرة؛ و"تشارتر سكانر" Charterscanner التي تشبه "أوبر" Uber ولكن من أجل استئجار الطائرات الخاصّة؛ بالإضافة إلى "لاست سيت" Lastseat التي نشأت بفضل جهدٍ مشترك لثلاثة شبّانٍ محترفين بين دبي ونيويورك، وهي منصّةٌ تسمح للمسافرين بالمزايدة على أسعار تذاكر الطيران؛ و"سويفكس" Swiffix التي تسمح بطلب عمّال الصيانة، مثل الكهربائيّ أو السمكريّ، في دقائق معدودة.
ومن شركات المنطقة التي حضرَت في هذه القمّة أيضاً، موقع التمويل الجماعي "إكتتابي" Ektitaby، وموقع حجوزات السفر "ترافزل" Travzzleو"شغف" Shaghafلتكنولوجيا التعليم.
جاذبية كبرى
"قمّة الويب" التي نمَت من 400 مشاركٍ عام 2010 إلى أكثر من 42 ألف شخصٍ يتجمّعون في دبلن قادمين من 134 بلداً مختلفاً، شهدَت هذا العام حضور أكثر من 2141 شركةً ناشئة، بالإضافة إلى ألف مستثمِرٍ على الأقلّ من صناديق التمويل العالمية الذين يبحثون عن الأمر الكبير المقبل.
باتت هذه الفعالية التي تشكّل نقطة التقاءٍ بين الثقافات، تاريخاً مهمّاً بالنسبة للكثير من الشركات الناشئة والمستثمرين والبلد المضيف أيرلندا. وبالتالي، كان قرار المنظّمين بنقلها إلى لشبونة في العام المقبل بمثابة كارثةٍ على الأيرلنديين.
وقال بادي كوسجريف، مؤسّس "قمّة الويب"، إنّ هذه القمّة تخطّت كونها فعالية لتصبح شركةً ناشئةً تختصّ بالبيانات، مضيفاً أنّهم استفادوا من بيانات الفعالية لإخبار القصص ولـ"هندسة التطوّر".
ازدهار التكنولوجيا الجديدة
كان إنترنت الأشياء من أكثر التوجّهات شعبيةً في الفعالية، بحسب ماكان، حتّى أنّهم اضطرّوا إلى توسيع المكان المخصّص للآلات.
قمّة الآلات كانت أساسيةً.
ومن بين الشركات التي استعرضت في هذا المجال، "نافيريز" Naviriz و"إبتكار" Ibtikar و"سبايم سنس لابز" SpimeSenseLabsو"تامي" tummy و"موزايكس" Mosaikx.
وعن "قمّة الويب" لهذا العام، قال تياجو كالدييرا، مدير مشروع "إبتكار" المموّل من الحكومة ويهدف إلى جلب التكنولوجيا وإنترنت الأشياء إلى في الإمارات، إنّ "القمّة كانت مفيدةً جدّاً خصوصاً من ناحية اللقاء بشركاء محتمَلين، فقد أجرينا للتوّ محادثاتٍ مثمرةٍ مع ‘ماكروسوفت‘ وبعض المستثمرين المحتملين الآخرين؛ القدرة على الوصول إلى مثل هؤلاء اللاعبين الكبار في مجال التقنية أمرٌ هامٌّ جدّاً بالنسبة إلينا."
بالإضافة إلى ذلك، كان لإدارة الموارد البشرية حصّةً مكبيرةً في هذه الفعالية، مع شركاتٍ ناشئةٍ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل "إي أم إي" EMEو"جوب لاند" Joblandو"إمبريس مي" Impressme.
وشرح أميت رامدات الشريك المؤسّس لـ"إمبريس مي" خرّيجة "أسترولابز" AstroLabs، فوائد السيرة الذاتية القائمة على الفيديو، مشيراً إلى ضرورة استخدامها من قبل أرباب العمل والمرشّحين للوظائف من أجل تسهيل عملية البحث عن الوظيفة أو الموهبة المطلوبة.
ولكن من الواضح أنّه من خلال المشاركة في هذه القمّة، أراد رامدات مثله مثل باقي القادمين من "أسترولابز" التوسّع إلى أوروبا وأميركا الشمالية.