شركة مغربية تجوب العالم لجمع تطبيقات تحسّن الإنتاجية
المؤسّسان الشريكان لـ "مكتوب" (الصور من موقع "مكتوب")
يعتبر كثيرون أنّ تأسيس منصّةٍ جديدةٍ يعني استعمال تقنيات امتثال محرّكات البحث SEO وإعلانات "فيسبوك"، أمّا بالنسبة إلى "مكتوب" Maqtoob فالأمر مختلف. لقد قرّر المؤسِّسان الشريكان لـ"مستشار التطبيقات التجارية" هذا - كما يسمّيانه- حَزْمَ أمتعتهما والسفر إلى 12 بلداً خلال 12 شهراً.
"نريد أن نُظهر أنّ التكنولوجيا لا تنتمي إلى شركات التكنولوجيا الناشئة فحسب، وأنّ التطبيقات التجارية تستطيع زيادة إنتاجية أيّ فردٍ وتوفّر عليه المال والوقت،" حسبما تقول المديرة التنفيذية للشركة، كريستينا زابليتالوفا. غير أنّ هذه الرحلة ليست مجرّد عملٍ خيريّ، ففريق "مكتوب" سيسعى لجمع ردود فعل أفراد من مختلف أقطار العالم وسيتواصل مع آخرين بعيدين عن البيئة الحاضنة للشركات الناشئة.
فبعدما أمضى المؤسِّسان الشريكان، زبليتالوفا وعادل غريب، شهر نيسان/أبريل في بيروت، ها هما الآن في المغرب يخطّطان لمحطّاتهما القادمة في كلٍّ من إيران ونيجيريا وجنوب أفريقيا والأرجنتين والبرازيل والبيرو والفلبين وإندونيسيا وفيتنام والهند.
سوقٌ ذات رسالة
تضمّ شركة "مكتوب" أكثر من 1300 موقعٍ وتطبيقٍ للهواتف المحمولة تمّ اختيارها بعناية، مع الإشارة إلى أنّ هذه الشركة التي تهجّأ بحرف q بالإنجليزية (Maqtoob) تختلف عن "مكتوب" العائدة إلى "ياهو" Yahoo التي تُهجأ بحرف k (Maktoob). ويمكن للمستخدِمين أن يجدوا فيها تطبيقاتٍ تساعدهم في التسويق والمبيعات والإنتاجية ورسائل البريد الالكتروني، وسواها، كما يمكنهم التوسّع أكثر في معلوماتهم حول التطبيقات وقراءة تعليقات المستخدِمين. وبالإضافة إلى ذلك، يستطيعون إنشاء قائمةٍ خاصّةٍ بهم ومتابعة أفراد آخرين.
أمّا التطبيقات التي يتمّ التقدّم بها، بحسب زبليتالوفا، فتتمّ الموافقة على اثنين إلى خمسةٍ بالمئة فقط منها، أي لا تتمّ الموافقة سوى على التطبيقات التي سبق أن أُطلِقَت وباتَت جاهزةً للعمل وعمليةً وغير مجهولة الهوية.
هذا وتعتمد الشركة على التمويل الذاتي، باستثناء مبلغ 18 ألف جنيه استرليني (نحو 27 ألف دولار أميركيّ) حصلت عليه كتمويلٍ تأسيسيٍّ من مسرّعة نموّ الأعمال "أوكسيجن"Oxygen المتمركزة في لندن. ويأمل الفريق من خلال مزيجٍ من الإعلانات ونموذج المشاركة التسويقي affiliate marketing، أن يصل إلى نقطة التوازن ويبدأ بجني الأرباح في غضون عام من الآن.
منتَجٌ وُلد على الطريق
بالرغم من أنّ زبليتالوفا تنحدر من تشيكيا، إلّا أنّها أطلقَت على منتَجِها اسماً عربياً يعني "المكتوب" أو "المصير" في العربية، وذلك بالطبع ليس صدفةً.
ففي عام 2011، وبعد أن عملَت لسنواتٍ لصالح الاتّحاد الأوروبي في بروكسل، غادرَت إلى بيروت لتعلّم اللغة العربية، وهناك أطلقَت مدوّنتها واكتشف الأدوات كافة التي كان بإمكانها استعمالها. ثمّ التقَت في بالي في إندونيسيا بغريب، وهو مهندسٌ معماريٌّ بلجيكي-مغربي تخلّى عن كلّ شيءٍ ليعمل لصالح شركة "تريب أدفايزرز" TripAdvisors. ومن ثمّ بمساعدة المدير التنفيذي للتكنولوجيا، توماس كودلكا، الذي يستقرّ في تشيكيا، أطلقا "مكتوب".
يشكّل غريب وزبليتالوفا جزءًا من حركة متنامية: ‘البدو الرقميّون‘ digital nomads، أي أولئك الذين يستعملون الأدوات الرقمية للعمل عن بعد. وفي مقابلةٍ لها مع "ومضة" في القرية المغربية تغازوت، قالت زبليتالوفا: "عندما سمعتُ بمصطلح ‘البدو الرقميون‘، أدركتُ أنّ هذا هو ما أفعله منذ أربع سنوات."
ورغم ذلك، شعر الشريكان أنّهما بحاجة إلى العودة إلى بيئةٍ ناشئةٍ أكثر شيوعاً لفترة ٍمن الوقت، حيث تشير زبليتالوفا إلى أنّ الانضمام إلى مسرّعةٍ للنموّ شكّل بالنسبة إليهما فرصةً لجمع الفريق في مكانٍ واحد ودفع عجلة تطوير المنتَج وبناء شبكات العلاقات.
وقالت إنّه "عندما يعمل الفرد بعيداً، لا يلتقي بشركاتٍ ناشئةٍ كثيرة. أمّا نحن، فقد التقينا هناك بعددٍ كبيرٍ منها."
والآن بعدما عادا ليكملا رحلتهما، راحا يواجهان التحدّيات المعتادة. ففي المغرب يمكنهما العمل من شقتهما التي استأجراها من موقع "إير بي إن بي" Airbnb، غير أنّ ذلك ليس ممكناً أحياناً.
"في لبنان عانينا من الإنترنت،" وفقاً لهذه الرائدة التي باتَت مع شريكها خبيرَين في المقاهي التي تقدّم خدمة "واي فاي" WiFi مجّانية في بيروت. كما تضيف أنّ "المقهى المفضّل بالنسبة إليّ هو ‘تاء مربوطة‘ T-Marbouta، لكنهّم لا يحبّذون أن تمكث عندهم طويلًا. أمّا في ‘ستاربكس‘ Starbucks، فيمكنك أن تجلس فيه طويلًا غير أنّ الاتّصال بالإنترنت سيّئ. وإن ذهبت إلى ‘زيتونه باي‘ Zaitunay Bay، تكون الشبكة أفضل حال لأنّه ما من أحدٍ يذهب إلى هناك."
من لبنان إلى المغرب
توضح زبليتالوفا أنّه في البداية "خططنا أن نجري أربع مناقشات أو ورَش عمل في كلّ بلدٍ لمواكبة العمل المعتاد على المنصّة، لكنّ الأمر انتهى بنا في لبنان إلى إجراء ثمانٍ منها بسبب الطلب الكبير من الجامعات."
قام الشريكان بتقديم ورشة عمل تحت عنوان "مقدّمة إلى التطبيقات التجارية" Introduction to business apps إلى الجامعات والشركات العائلية كما إلى الشركات الناشئة. وتقول زبليتالوفا عن هذا الأمر: "حتّى في قلب مدينة التكنولوجيا لندن، في حرم شركة ‘جوجل‘ Google، أدركنا أنّ الأفراد يجهلون الكثير من الأدوات. فهم يعلمون مع الأساسية منها مثل ‘بافر‘ Bufferأو ‘تريلو‘ Trello، وربما لم يكونوا يعملون في مجال التكنولوجيا منذ عام."
فريق "مكتوب" يلقي محاضرة في إحدى الجامعات اللبنانية.
تبدأ ورشة العمل بحقيقةٍ تلفت الانتباه. "نقول لهم إنّ ريادة الأعمال اليوم تختلف عمّا كانت عليه منذ عشرين عاماً. فالتكنولوجيات الحديثة تساعدنا لنكون أكثر مرونةً، إذ بات بقدرتنا العمل في المكتب أو في مقهى ‘ستاربكس‘،" بحسب زبليتالوفا التي تضيف قائلةً: "نرغب في تغيير طريقتهم تفكيرهم والإثبات أنّهم قادرون على إنشاء موقعٍ إلكترونيٍّ أو شركةٍ بمفردهم". وبعد ذلك، يبدأ الفريق بالتكلّم عن باقة من التطبيقات.
"لا مكسب لنا من الناحية المادية، فكلّ ما نقوم به مجاني لرفع مستوى الوعي،" وفقاً لهذا الثنائيّ.
يمكنك لقاءهما في الدار البيضاء في فعالية "ليفل آب" Level Up.