كيف حصلت هذه الشركة الناشئة على مليون دولار في ستّة أسابيع؟
عندما حدّد مؤسِّس شركة "هوم سوايب" Homeswipe، مايكل ليسوفتسكي، لقاءً مع تيم درايبر، أحد كبار مستثمري وادي السيليكون، كان يعلم أنّه بحاجةٍ ماسّةٍ إلى فكرةٍ مبدعة.
بعد انهيار شركته القديمة، اجتمع ليسوفتسكي بشريكه المستقبلي، سمسار العقارات دين سوكيراس، واتّفق الاثنان على تصميم تجربةٍ جديدةٍ تسهّل عملية البحث عن الشقق، وهي مشكلة كان قد واجهها ليسوفتسكي شخصياً في نيويورك. ويقول عن هذا الأمر، "لقد انهارَت الشركة الناشئة التي كنتُ أعمل معها بعد أن غادرها أحد مؤسِّسيها، وكناّ في اليوم الأخير من برنامج جامعة درايبر Draper University، وخطرَت لي فكرةٌ جديدةٌ في اليوم نفسه، فاقترحتُها."
يضيف ليسوفتسكي قائلاً، إنّ "هناك كثير من الغموض حول عملية البحث عن الشقق، إذ لا توجد أيّ ضمانةٍ أنّ الشقة المذكورة في الإعلان موجودةٌ في الحقيقة، والسمسار الذي تتواصل معه ليس مرخّصاً، ولهذا تجد نفسك غير واثقٍ بمن تتعامل."
وعلى الرغم من الارتجال الفوري لفكرة المشروع الجديد، إلّا أنّ الاجتماع مع درايبر كان ناجحاً. فقد وعد هذا الأخيرُ فريقَ ليسوفتسكي باستثمار مبلغٍ من ستّة أرقامٍ [بالملايين]، إذا تمكّن الفريق من إثبات "هوم سوايب" كمشروعٍ قابلٍ للتطبيق. وهكذا، كانت الأسابيع الستّة التي تلَت اللقاء عبارةً عن عمل مستمرّ ليلاً ونهاراً، تمكّن ليسوفتسكي خلالها من توظيف مطوّر تطبيقاتٍ يبلغ 17 عاماً، ومن تسويق خدمته لسماسرة العقارات ومستخدِمي التطبيق.
وبعد ستّة أسابيع، أصبح لخدمة "هوم سوايب" 400 مشترك، بالإضافة إلى مميّزاتٍ للموقع تتضمّن ذكر حجم الشقّة وعدد غرف النوم، وملاءمتها لظروف الحيوانات الأليفة. والتزاماً بكلمته، استثمر درايبر جزءاً كبيراً من نصف المليون دولار، وهو ما تمكّن الفريق من جمعه في نهاية المطاف.
واليوم، تعمل "هوم سوايب" مع أكثر من 1700 وكيل عقارات مشترك، ويتضمن 18 ألف شقة، ويحظى تطبيقها بما يقارب 3600 تنزيل.
خلال فعاليةٍ في "آلت سيتي" Altcity، التقى فريقُ "ومضة" مع ليسوفتسكي، حيث أدلى ببعض النصائح للجمهور فيما يتعلّق بنجاحه في الحصول على الاستثمار.
1) شبكة العلاقات في غاية الأهمية
يمكن أن تكون فكرة ليسوفتسكي جيدة، لكنه تمكّن من إنجاحها من خلال شبكة علاقات شريكه في التأسيس. "لقد اعتمدتُ في التسويق الشخصي على صداقات سوكيراس وعلاقاته، ولولا ذلك، لكنتُ واجهتُ صعوبةً أكبر في الحصول على مستخدِمين ومشترِكين."
2) النتائج أهم من الوعود
لقد أُعجب المستثمر بالسرعة والفاعلية التي طوّر فريق "هوم سوايب" التطبيق من خلالهما، وبحصوله على مستخدِمين في وقتٍ قياسي. "الوفاء بوعودك مهمٌّ جداً، فكثير من الرّياديّين لديهم أفكار عظيمة، لكنهم لا ينفذونها."
3) لا بأس أن تتباهى بإنجازاتك
بسب المنافسة الشديدة في وادي السيليكون، يسعى الكثير من الروّاد إلى نَيل إعجاب كبار المستثمرين، لأنّ الحصول على اسم مستثمرٍ مهمٍّ، مثل دايف ماكلور أو كيث رابويز، يضفي أهمّيةً كبيرةً على السيرة الذاتية لشركتك الناشئة. "الحصول على اهتمام شخصٍ مثل درايبر كان بمثابة الحصول على ماركة فخمة، الأمر الذي أضفى أهمّيةً على شركتنا في نظر المستثمِرين الآخرين، مع أنه ليس شرطاً لكي تسير الأشياء بهذه الطريقة." وفي الأشهر التالية، تمكّن فريق"هوم سوايب" من جمع مبلغ 500 ألف دولار من المستثمرين.
4) على الروّاد أن يتعلموا من أخطائهم بسرعة
لقد فشل ليسوفتسكي مرّتَين في إنشاء شركةٍ ناجحةٍ قبل تجربته مع "هوم سوايب"؛ فالشركة الأولى التي أنشأها كانت تركز على التسويق والصورة فقط، أمّا الثانية فكانت تفتقد إلى خطّة تسويقٍ مناسبة. "يجب أن يكون لديك القدرة على التعلّم من أخطائك بسرعة، فإيقاع العمل غالباً ما يكون سريعاً جدّاً في الشركات الرّيادية، والوقت المسموح فيه للتأقلم محدودٌ جداً."
5) الفريق هو الأهمّ
قال ليسوفتسكي خلال المقابلة إنّه "عندما يعلم الناس أنّ المدير التقنيّ لدينا يبلغ من العمر 17 عاماً، وأنّه ترك المدرسة الثانوية كي ينضمّ إلى شركتنا، وعندما يدركون مدى سرعة تطوّرنا، يصعب عليهم أن يصدّقوا القصة." وأضاف أنّ "دريابر شخصٌ متفائل يستثمر في قدرة الناس وإمكاناتهم، ويعدما رأى أنّنا تمكّنا من إثبات أنفسنا، قرّر أن يخاطر معنا بطريقةٍ حذرة."
وكان ليسوفتسكي قد التقى بجيسون مارمون، المدير التقنيّ الحاليّ للشركة، من خلال مجموعةٍ على "فايسبوك"، حيث بعد بضع جلساتٍ سارع مارمون للانضمام إلى الفريق بأسرع وقتٍ ممكن. "حقاً لا يمكننا إلّا أن نذكر مدى أهمية فريقنا."