جهاد العمار من موبايلي فنشرز: أفضل المستثمرين هم من يضيفون قيمة إلى الشركة
حسناً لنعيد طرح الأسئلة: هل فكرتم بمشكلة تواجه مجتمعكم؟ هل حاولتم تطوير خدمة موجودة لكن بأسلوب مختلف؟ هل فكرتم بستهيل خدمة موجودة؟
كلّ هذه الأسئلة هي مفاتيح لمشاريع لم يطرق بابها بعد وهذه إحدى الوسائل الممتازة لخلق المشاريع. بعد أن سأل جهاد العمار نفسه عام 2008 أسئلة حول كيفية ربط المستخدمين بالمطورين وتبادل الخبرات، فكّر بإنشاء مكان يجتمع فيه عدد من المستخدمين ليتحدثوا عن تجاربهم بخصوص منتج ويتبادلون خبراتهم بحيث يكون هذا المكان هو المنصة التي تجمع بين المستهلكين وبين المنتج. ومن هذا العصف الذهني خرج بفكرة منصة "قَيم" وهي منصة لتقييم المطاعم السعودية بناء على تصويت الزوار الذين قاموا بتجربة تلك المطاعم. تعدّ المنصة أحد المواقع العربية النادرة التي لديها واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة API والتي تمكّن أيّ مبرمج من الاستفادة من البيانات الموجودة في قيم واستخدامها في تطبيقات خاصة به.
في تلك الفترة لم تكن بيئة العمل في الوطن العربي والسعودية تحديداً ناضجة بعد لدعم المشاريع والمبادرات على الإنترنت، بحيث يصبح من الصعوبة تأسيس شركة لها حضور على الإنترنت وإنجاحها، كما يحدث من نجاح للشركات في وادي السيليكون مثلاً الذي له طريق ومسار يختلف عن أي مكان في العالم.
في حديث لنا مع جهاد العمار، وهو أيضًا عضو في صندوق "موبايلي فنشرز"، أخبرنا الشاب السعودي عن مشروعه "قيم" وتحدثّ عن الساحة الاستثمارية في السعودية وما العوائق التي تمنع رواد الأعمال من تلقي تمويل.
- ما الدروس التي تعلّمتها من تجربتك كريادي؟
لا شكّ أنّ الدروس كثيرة، لكن قد يكون أهمّها هو أن الطريق إلى النجاح في تأسيس شركة رقمية في الوطن العربي مختلفة عن الطريق في غيره من أماكن العالم، وخصوصاً في وادي السيليكون. لأن بيئة الأوطان العربية ليست ناضجة بما فيه الكفاية لدعم تأسيس وتوسع شركات الانترنت، فإن هذا يفرض نماذج عمل معينة للشركات الناشئة هنا.
فمثلاً، عندما يقرأ أحد رواد الأعمال العرب عن قصة نجاح شركة مثل انستاجرام، ويحاول أن يسلك نفس طريقها، قد يفاجئ أنه تم استثمار 57 مليون دولار في انستاجرام في السنوات الثلاثة التي سبقت استحواذ شركة فيسبوك عليها. بينما لدينا في المنطقة لا توجد للأسف سيولة بهذا الحجم متوفرة لدعم شركات الانترنت الناشئة. لذلك لا ينفع.
- ما الأخطاء التي غالبًا ما يرتكبها رواد الأعمال عند عرض أفكارهم؟
هناك معلومات أساسية يبحث عنها المستثمر عند دراسته الإستثمار في مشروع. هي معلومات مثل فكرة المنتج، قدرات الفريق المؤسس وخبراته، حجم السوق المستهدف، المنافسين وأوجه الاختلاف بينهم، أداء المشروع إلى الآن في حال انطلق. بعض رواد الأعمال لا يوفر هذه المعلومات كاملة، أو يركّز على جانب واحد ويتجاهل الجوانب الأخرى.
- هل تعتقد أنه هناك نقص في المعرفة في الشؤون المالية لدى رواد الأعمال؟
بطبيعة الحال يختلف الأمر بين رائد أعمال وآخر. بعضهم فعلاً قد تنقصهم أفكار أساسية مثل طريقة هيكلة الاستثمار، بينما رواد اعمال آخرين يدهشونك بخبرتهم العميقة. بلا شك كلّما بذل رائد الأعمال جهداً أكبر في القراءة والاطلاع على تفاصيل جلب الاستثمارات (أشياء مثل تقييم الشركة، تفاصيل نموذج العمل، تجارب الشركات الأخرى المحلية والعالمية التي تعمل في نفس مجاله)، كلما حاز على ثقة أكبر من المستثمر.
- هل تعتقد أنه يجب على المستثمر تقديم خدمات تتعدى الخدمات المالية؟
لا شك أن المستثمر يقع على عاتقه أكثر من الاستثمار المادي لوحده. فأفضل المستثمرين هم من يحاولون إضافة قيمة إلى الشركة الناشئة بطرق مثل تعريفها على مستثمرين وعملاء محتملين، إضافة الخبرة والمشورة والإرشاد، وغير ذلك.
- ما الأهم بالنسبة للمستثمر: فريق الشركة التي يستثمر بها أم منتجها؟
الفريق هو الأهم، يلي ذاك حجم السوق، ثم المنتج. في مجال الشركات الناشئة، من المتوقع أن يتطور المنتج ويتغير إلى أن يتم العثور على المعادلة الصحيحة له. إذا كان هناك فريق جيد خلف الشركة، فستكون هناك ثقة بأنهم سيستطيعون تحوير المنتج وتطويره بناءً على حاجات زبائن الشركة.
- كيف تقيم تجربة صناديق رأس المال المغامر عربياً؟
التجربة لا تزال خجولة ومترددة للأسف. هناك مبادرات جيدة هنا وهناك، ولكن السوق يحتاج إلى أكثر بكثير من الصناديق الموجودة حالياً، ويحتاج منها أن تكون أكثر إقدام وجرأة.
- حدثنا عن تجربة "موبايلي فنشرز" وإلى ماذا تطمحون من خلالها - وهل بالأمكان الأفصاح عن أرقام الصفقات؟
"موبايلي فنشرز" هي الذراع الاستثمارية في الشركات الناشئة لـ "موبايلي". يهدف الصندوق إلى الاستثمار في الشركات الناشئة في المنطقة العربية في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات. نبحث عن الشركات التي لديها منتجات رائعة في مجالات يمكن لنا دعمها بقدرات وخبرات موبايلي، بالإضافة إلى الاستثمار المادي فيها مقابل حصة من الشركة. تستهدف "موبايلي فنشرز" الشركات في مراحل النمو - بعد أن تكون قد أطلقت منتجها واتضح نموذجها التجاري وبدأت في تحصيل بعض الدخل من زبائنها. تستثمر "موبايلي فنشرز" مبالغ تتراوح بين مليون ريال وعشرة ملايين ريال في الشركات التي يتم الاتفاق على الاستثمار فيها.