لتكون رائد أعمال تخلّص من الأوهام
أسّس علي الوفيق بالشراكة مع علي لكراكبه "أي موت"iMote، جهازاً متّصلاً يساعد على تحديد موقع الهاتف المحمول والمفاتيح. وفي خضمّ العمل على إطلاق حملة تمويل جماعية حاليّاً، قرّر رائد الأعمال هذا مشاركة ما تعلّمه خلال فترة تصميم هذا المنتج.
عندما بدأتُ العملَ مع علي رسميّاً على "آي موت"، سارعنا للاجتماع مع مرشدنا ياسين كاشاني مؤسِّس "هيدن فاوندرز" Hidden Founders. فكان صريحاً معنا وتوجّه إلينا بالسؤال التالي: "هل تُجرون ما لا يقلّ عن 10 مقابلاتٍ كلّ يوم؟" لقد كان الأمر غريباً بالنسبة لنا. 10 مقابلاتٍ يوميّاً ولمدّة أربعة أسابيع؟ تساءلنا ما حاجتنا إلى ذلك، خاصّةً أنّنا كنّا نعتقد أنّ هذا المنتَج سيكون فقط لخبراء الكمبيوتر ومطوّري البرامج. ولكن قرّرنا تجربة الأمر.
لم يمضِ وقتٌ طويل حتّى اكتشفنا أنّ الفتيات بأذواقهنّ الإبداعية كنّ مهتمّاتٍ حقّاً بهذا المنتج، فهنّ أكثر المستفيدين منه. تلك اللحظة كانت لحظة إدراك بالنسبة لنا.
وتوصّلنا إلى معرفة كلّ تفصيلٍ يمكن تقديمه إلى العملاء المحتمَلين، من الأسعار والرسالة والألوان وصولاً إلى قنوات التوزيع.
أمّا الحكمة فتجلّت في جميع لقاءاتنا مع العملاء، فكانت إحدى أوّل الدروس التي تعلّمناها هي أنّ هذه العملية لا تتمحور حول كونك لا تزال تعتمد على سواك أو يجري التحقّق من مشروعك، بل في التخلّص من أكبر عددٍ ممكنٍ من الأوهام.
لقد واجهتنا العديد من الأوهام خلال رحلتنا، ولكنّنا قمنا بتجميعها في مكانٍ واحد لنتمكّن من القضاء عليها.
الحركة مقابل التقدّم: اصنع الفرق
لقد أدركتُ أنّني أضيّع الكثير من الوقت على تفاصيل المنتَج الخاصّ بي وعلى تفاصيل الحملة التسويقية، قبل التحقّق من صحّة الجوهر. عندما تفعل ذلك فهذا لا يجعلك باحثاً عن الكمال، إنّما تكون تماطل بشكلٍ مسبق. وحتّى عندما تشارك في فعالياتٍ مهمّةً، لا يكون التواصل هو الغرض أو الهدف من ذلك، لأنّك تكون عندها في حركةٍ ولكن ليس في تقدّم.
وإذا لم تتمكّن من قياس عملك ومهامك بنتائج ملموسة، فالأمر يكون مجرّد مضيعة للوقت. يجب أن تتعلّم كيف تتخلّى عن الأشياء التي لا يكون لها نتائج مباشرة.
الفعل مقابل رد الفعل: التعليقات هي الأكثر أهمية
تعتبر ردّة فعل العملاء وتعليقاتهم تجاوباً حماسياً ينبغي التعامل معه بحذر، إنّها أمرٌ رائعٌ يعمل على تشجيعك، ولكنّ الأهمية تكمن في الحصول على فعلٍ من الأشخاص الذين تتحدّث إليهم. ولذلك، عندما أردنا فهم ومعرفة المستخدم الحقيقيّ لـ"آي موت"، طرحنا أسئلةً حول متى وبأيّ سعرٍ يرغبون بشرائه.
في وقتٍ تقوم بالتحقّق من صحّة تجاوب العملاء أو البحث عن شريكٍ وتطرق أبواب المستثمرين، فلا تتوقّف عند مستوى ردود الفعل، بل قم بالفعل المناسب إن كان تعهّداً ما أو حتّى توقيعاً مهمّاً.
الصفقات الكبيرة مقابل الصفقات الصغر
الصفقة الكبيرة والبطيئة يمكن أن تؤثّر سلباً على شركتك الناشئة، أمّا الصفقة الأصغر والأسرع فيمكن أن تنطلق بشركتك بشكلٍ مذهل.
إذا امتلكتَ 75% من لا شيء، فهذا لا شيء. خذ الأسهم كاستثمارٍ بحدّ ذاته. "أريد أن أستغني عن 10% من الأسهم مقابل 50 ألف دولارٍ أميركيّ، في سبيل تحسين تصنيف شركتي 10 أضعافٍ في نهاية الأشهر الستّة القادمة."
عندما تقوم بالتوظيف، لا تضيع وقتك في محاولة تحقيق التوازن.
الصفقات الكبيرة الصفقات الصغيرة
مفاوضات طويلة المدّة مفاوضاتٌ أسرع
عدد كبير من متّخذي قرار قراراتٌ فردية
دفعات متعدّدة مؤجّلة الدفع كاملاً ومقدّماً
الحاجة إلى فريق كبير المطلوب فريق أصغير
الاخطاء تجعلك تبدأ من جديد الأخطاء مفيدةٌ لتتعلّم منها
المال بكميات كبيرة مقابل المال بكميات أصغر
عندما أطلقتُ "بلو سكاي إنفورمايشن سكيوريتي" Blue Sky Information Security قبل أربع سنوات، كانت سوق الأوراق المالية لا تزال مزدهرةً. حاولتُ في ذلك الوقت البحث عن العملاء الكبار ذوي الأرصدة الكبيرة والسمعة الواسعة، لإضافتهم إلى محفظتي الاستثمارية. وبالرغم من أنّنا وصلنا فعلاً إلى بعض العملاء الكبار مثل "سايلزفورس" Salesforce، إلا أنّنا بالتأكيد خسرنا الكثير من الوقت في القيام بذلك.
كذلك، إذا كنتَ تبحثُ عن استثماراتٍ فلا تبحث عن استثماراتٍ ضخمة، بل عن استثماراتٍ صغيرةٍ تؤمّن التطوّر وتتناسب مع معالم محددة في مسيرتك نحو النموّ.
الخلاصة
الخيال المبدع هو السِمة الرئيسية لأيَ مؤسِّس. فالمؤسِّسون حالِمون بطبيعتهم، وإذا لم يكن لديهم أفكارهم المجنونة فلن يتركوا الراحة والأمان. ومع ذلك، يمكن لهذه الأحلام أن تصنّف ضمن فئتين: الأفكار العبقرية والأوهام.
أولى وظائفك كمؤسِّس هي أن لا تكون متوهّماً. فالأمر في غاية البساطة، تقبّل الحقائق فقط، شكِّك في جميع القرارات، كن متواضِعاً وابدأ بالإصغاء.