بريسينك التركية تضع الشرق الأوسط نصب أعينها
أدى نمو التجارة الإلكترونية إلى طفرة في خيارات المنتجات والموردين، أصبحت متاحة في متناول يد العملاء. من السهل جداً على المتسوق الالكتروني البحث عن الصفقات الأرخص، سواء كان ذلك لشراء "آي باد" iPad أو لحجز عطلة. إلا أنه وبالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية، إن تتبع أسعار المنافسين في مختلف المنتجات يمكن أن تكون عملية تستهلك الكثير من الوقت.
وقد لاحظ هذه المسألة بورك تانير Burc Tanir، الرئيس التنفيذي لشركة "بريسينك" Prisync، مقرها اسطنبول، وذلك خلال نقاش مع مجموعة من الأصدقاء الذين يعملون في قطاع التسوق الالكتروني. وقال السيد تانير: "كان لي أصدقاء أذكياء يقومون بتحليلات واختبارات يدوية للسوق تتضمن تتبع أسعار المنافسين، ورأيت الناس يفعلون ذلك باعتباره وظيفة بدوام كامل وهو في اعتقادي مضيعة للموارد والقدرات البشرية خصوصا وأنه يوجد حلا في السوق مناسبا لهذه المشكلة."
التزم السيد تانير وفريقه بتأسيس "بريسنك"، كموقع لتعقب أسعارالتجزئة على الانترنت، منذ شباط / فبراير 2013 وأطلق النموذج الأولي في أوائل ايلول / سبتمبر 2013. حصل هذا النموذج "الأساسي جدا" على اهتمام كثير من العملاء فبدأت الشركة بتسويقه للشركات التركية المحلية ثم بالتوسع ليشمل عملائها في أوروبا والشرق الأوسط.
تلقت الشركة في شهر ايار / مايو من العام 2014 مبلغ 200 ألف دولار أمريكي من خلال شبكتين من المستثمرين التاسيسيين في تركيا وهما "كوسغيب" KOSGEB و"توبيتاك" TUBITAK. وقد قامت حتى الان بتوسيع قاعدة عملائها لتشمل أكثر من 25 شركة في جميع أنحاء العالم. انجزت "بريسنك" صفقات مع شركات مثل "مجموعة بوسطن للاستشارات" Boston Consulting Group، متاجر الالكترونيات "ميديا ماركت" Media Market، المتجر الالكتروني المصري "يشري" Yashry بالإضافة إلى مجموعة "شيكو" Chicco لرعاية الرضع ومقرها إيطاليا.
في الوقت الحاضر، يعمل نصف عملاء "بريسنك" في تركيا، ولكن تانير يرى في الشرق الأوسط فرصة أساسية للتوسع، ولذلك فقد باشر بإجراء تجارب مع بعض الشركات في الأسواق الرئيسية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر. وتشمل الشركات التي بدأت بتنفيذ اختبارات على "بريسنك" في الشرق الأوسط، "إكسترا" Extra متجر الإلكترونيات في المملكة العربية السعودية وموقعي "ال شوب" Alshop و"لتس تانغو" Letstango للتجارة الالكترونية ومقرها الإمارات العربية المتحدة.
يقل عدد شركات التجارة الإلكترونية الصغيرة في الشرق الأوسط عن المناطق الأخرى، مما يترك الحصة الأكبر من السوق للشركات الكبيرة والتي ترى فيها "بريسنك" عملائها المحتملين. يقول تانير "لا يوجد الكثير من مواقع التجارة الإلكترونية الصغيرة في الشرق الأوسط لما يتطلبه إطلاقها من استثمارات ضخمة وذلك بسبب المشاكل اللوجستية". وأضاف: "وبما أن السوق تعج بالعملاء الكبار ذوو الاستثمارات والجيوب الضخمة دون وجود منافسة تذكر، فهذه هس السوق التي نحب. عادة الشركات الصغيرة جداً تحاول سرقة الحصص من الشركات الكبيرة التي تعاني بدورها من نقص في الميزانية المخصصة للأدوات الالكترونية المشابهة لنا".
إن عدم تواجد موقع التجارة الإلكترونية العملاق "أمازون" Amazon في المنطقة يساعد بعض مواقع التسوق الالكتروني الكبيرة على إثبات نفسها في الأسواق.
إن الطموح الأكبر لتانير هو تعطيل عمل شركة "نيلسن" Nielsen عملاق معلومات المستهلك ومقرها نيويورك، والتي يعتقد بأنها تتحرك ببطء شديد في مواكبة التطور المطرد لاتجاه التسوق الالكترونية.
"نجاح اعتماد نهج "نيلسون" على الأسواق التقليدية يعود لما تتمتع به من خبرات متميزة في تجارة التجزئة وتحديد احتياجات السوق"، وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة "بريسنك" "نحن نتخيل التأثير عينه على الانترنت من خلال بناء هذا البرنامج."
بدأت "بريسنك" نشاطها بالطلب من عميلها المحتمل تزويدها، مثلا، بـ 100 منتج و10 شركات منافسة ليتم البحث بها. ثم يقوم الفريق بمطابقة المنتجات يدويا على مواقع جميع المنافسين ووضع رمز للمواقع لتتبع الأسعار.
"قمنا حاليا بتطوير النظام بحيث لم يعد يهم أي موقع يحتاج للتعقب، فخوارزمية النموذج تتخلص بشكل تلقائي من التغييرات المتعاقبة في الأسعار أو غيرها من البيانات من أي موقع للتسوق الالكتروني،" يقول تانير. بالإضافة إلى البيانات الأساسية، يشمل "بريسنك" أيضا خدمة تحليل مختلف أنواع البيانات وإخراجها على شكل تقارير "إكسل" EXCEL و"بي دي اف" PDF .
إن التحدي التكنولوجي الأبرز خلال العام المقبل يتمثل في صقل عملية مطابقة مواصفات المنتج لزيادة كمية ودقة البيانات التي يمكن جمعها. كما تهدف "بريسنك" أيضا إلى توسيع نشاطها في أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفقا لتانير، ستحتاج الشركة إلى تمويل إضافي في مثل هذه الفترة من العام 2015 لتحقيق ذلك.