هل نشهد هذا العام على أول صفقة بـ100 مليون دولار في مصر؟
تزداد ثقة المستثمرين في مصر إذ بدأ أصحاب الرأسمال المخاطر والمستثمرين التأسيسيين بالاستفادة من سنوات الخبرة الثلاثة الأخيرة التي اكتسبوها في السوق المحلية.
ويرتفع عدد وحجم الصفقات بالتزامن مع عدد المستثمرين. "كايرو أينجلز" Cairo Angels مثلاًعلى وشك إتمام أكبر صفقة في تاريخها والوصول الى 100 مستثمر عضو، بينما بلغت استثمارات شركة Ideaveloppers "آيديافالوبرز" 16 مليون دولار في ثلاث شركات في العام ونصف العام الماضي.
ويقول الشريك الإداري في Ideaveloppers طارق أسعد (في الصورة أدناه) إن كمية الصفقات الآتية من شركات ناشئة في مراحل مبكرة جداً تبحث عن تمويل أساسي، أو شركات تبحث عن رأسمال مخاطر وحتى عن تمويل مقابل أسهم، ترتفع وتتحسّن بسرعة من حيث الكمية والنوعية. وهذه الفورة، كما يقول أسعد، عظيمة لصندوق الرأسمال المخاطر الذي يديره هو، وكذلك الصناديق القليلة الأخرى التي تنشط في مصر الآن مثل "صواري فنتشرز" Sawari Ventures و"تمكين كابيتل" Tamkeen Capital.
وقال أسعد لـ"ومضة": "هناك تقدّم، ليس بوتيرة وادي السيليكون ولكن يمكنك أن ترى إنجازات واضحة". ولكن لم تشهد مصر بعد عملية بيع بمليار دولار وليس من المرجح أن تشهد واحدة قريباً نظراً لقيمة العملة المصرية ووضع قطاع الريادة في مصر الذي ما زال في سنواته الأولى. إلاّ أن صفقة بمائة مليون دولار ليست أمراً غير متوقعاً ويمكن أن تجذب العديد من المستثمرين المراقبين.
تطوّرت البيئة الحاضنة للريادة في مصر منذ 2011، من بيئة صغيرة مهملة إلى بيئة تدعمها مسرّعات نمو الأعمال والمنظمات غير الحكومية، وأيام العروض المنظمة والفعاليات مثل "رايز أب" Rise Up (ينظم في 13 و14 تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام). وخلال تلك الفترة، استفاد قطاع الاستثمار أيضاً من برامج تدريب المستثمرين ومن تأسيس أول مجموعة مستثمرين تأسيسيين في مصر (والأكبر الآن) هي "كايرو أينجلز".
لدى "كايرو أينجلز" حوالي 70 عضواً الآن، كانوا 50 في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتقدّم منتدى يمكن أن يشارك فيه المستثمرون المحتملون معلومات ويجدون فرص استثمار. واستثمرت المجموعة في شركات ناشئة مثل "إنستاباج" Instabug، وهي أداة تطوير تطبيقات للمحمول حصل فريقها على فترة تسريع نمو في البداية مع "فلات6لابس" في القاهرة قبل أن يشارك في برنامج "بلاك بوكس كونكت" لتطوير الخبرات، على مدى دام أسبوعين عام 2013 فضلاً عن "إيفانتوس" Eventtus للفعاليات على الإنترنت وتطبيق "اقرأ لي" للصوتيات.
وقال مؤسس "كايرو أينجلز" حسام علام إن المستثمرين الأوائل أخذوا وقتاً ليعتادوا على مخاطر الاستثمار في مراحل مبكرة لأنهم احتاجوا الى رؤية بعض الصفقات لمعرفة ما المتوفر في مصر. ومرّت سنة قبل أول عملية استثمار. ولم يكن غياب الفرص الذي أخّرهم، بل غياب الفهم للاستثمار التأسيسي وغياب الإطار للقيام به. ومقاييس نجاح "كايرو أينجلز" في تطوير شبكة استثمار تأسيسي في مصر هي نمو نسبة عضويتها، رغم المعايير المتشددة لدخول المجموعة وحجم الصفقات وعددها.
ويقول المؤسس الشريك علي شلكاني إن المجموعة أدرجت للتو على سجّلها أكبر صفقة منذ تأسيسها، توقعها هذا الأسبوع. وكان ثاني أكبر استثماراتها في منصة لبنانية بـ100 ألف دولار.
وتتطلّع المجموعة إلى التوسّع إقليمياً، وربما فتح مكتب "في إحدى دول الخليج" هذا العام، فضلاً عن إضفاء طابع رسمي على المعلومات بالإضافة إلى نماذج تبادل صفقات مع مجموعات مستثمرين تأسيسيين موجودين في الخارج.
وصحيح أن "كايرو أينجلز" تقود تطوير البيئة الحاضنة للاستثمار في مصر، إلاّ أن آخرين يتلقون إشارات منها كجزء من دورة "تحويل رياديين إلى مستثمرين"، التي تتطور ببطء في مصر. وعلى سبيل المثال، أسس خالد إسماعيل، الذي باع شركته لتطوير برامج الإنترنت اللاسلكي إلى "إنتل" عام 2011، منذ ذلك الوقت "كاي آي أينجلز" KI Angels كوسيلة للاستثمار في شركات ناشئة تقنية مثل موقع الوظائف "جوبزيلا" Jobzella.
وتقدم منظمات أخرى أيضاً خدمات تدريب لمستثمرين محتملين. وتشارك الجمعية المصرية للإستثمار المباشر EPEA في تعليم المستثمرين المحتملين من خلال برامج تدريب وتنظيم لقاءات بين رياديين وممولين مهتمين. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية على ربط أعضاء قطاعي الرأسمال المخاطر والأسهم الخاصة بالمستثمرين المحتملين للمساعدة في تطوير مجموعة الصفقات المتوفرة في أعلى هرم الاستثمار. وتقول مديرة الجمعية داليا تادروس إن المجموعة على علاقة وثيقة مع "كايرو أينجلز" وتعمل جاهدة لإتاحة فرص الاستثمار أمام أعضائها سواء كانت شركات ناشئة أو شركات أكثر تطوراً.
وبعد عام اعتُبر الأفضل بالنسبة للمستثمرين والرياديين، جاء بعد سنوات من العرقلة السياسية والاقتصادية، يرى المستثمرون أن العام 2015 سيسمح لهم بوضع أموال جدية في شركات مصر الناشئة.
وتقول تادروس إنه في هذا العام، سيرغب المزيد من الرياديين والمستثمرين في اللقاء والتفاوض، أكثر من السنوات الثلاث الماضية، ويضيف أسعد إن "الكثير من المال الإضافي" سيأتي إلى القطاع مع بدء إرساء الاستقرار السياسي في مصر.
من جانبه، يتوقع شلكاني أن يبدأ المزيد من صناديق الرأسمال المخاطر في الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية في السنة المقبلة.