انجز تنضم الى قافلة مشاريع محاربة أزمة السير في القاهرة
لم يكتفِ رواد الأعمال في مصر بمحاولة تقليص كم السيارات في الشارع المصري المختنق على مدار اليوم، بل حاولوا تأمين خدمات تقوم بمهام المواطنين عنهم. فقد ظهرت شركة "مشاوير" Mashaweer عام 2012، بتوفير خدمات توصيل واستلام مثل شراء حاجات المنزل، أو استخراج أوراق رسمية من هيئات حكومية، أو حتى اصطحاب الحيوانات الأليفة في نزهة للخارج.
بعد عام من اطلاق "مشاوير"، وتحديداً في مارس /آذار 2013، شهدنا اطلاق "انجز" Ingez، التي تقدم خدمة التوصيل والاستلام ولكن بمنظور مختلف.
"انجز" كلمة مصرية تعني السرعة في إنجاز المهام. من هنا يأتي الاختلاف، إذ تعتمد الشركة على تحقيق مفهوم السرعة، لكسب ثقة عملائها، الذين يمكنهم الحصول على الخدمة فور طلبها دون الحاجة إلى حجز مسبق، على عكس "مشاوير".
لا يرى وليد راشد مؤسس "انجز" المنافسة بين مشروعه و"مشاوير" أمرًا مُقلقًا، فيقول: "السوق المصرية كبيرة والمستهلك متعطش لخدمات تيسر عليه سبل الحياة اليومية. استفدت كثيرا من تجربة مشاوير، ودرست خطواتها جيداً قبل أن أدشن مشروعي، فنجاح شركة يُلهم أخرى ويحفزها على التميز والإختلاف".
حصلت "انجز" الشهر الماضي على استثمار (رفض راشد الكشف عن قيمته) من "شكرة" Shekra، المعنية بدعم الشركات الناشئة بتقديم حلول تمويلية وتعليمية وقانونية بالإضافة إلى التوجيه والمتابعة.
لعل دراسة راشد المسبقة لطبيعة السوق والمستهلك المصري، هي السر وراء تحقيقه انتشاراً ملموساً على الأرض. فقد ركزت "انجز" على بناء جسر من الثقة مع الزبائن بشأن مواعيد الاستلام والتسليم للمنتجات، وعملت تحت شعار "مسافة السكة"، وهو تعبير اصطلاحي مصري يُستخدم لإعطاء المتلقي انطباعًا، بأن المهمة ستبدأ فورًا وتنتهي في أقل وقت ممكن. "الوقت هو القيمة الأساسية في حياة الشعوب المتقدمة، وقررت أن أبعث رسالة من خلال مشروعي للمجتمع المصري ككل على أهمية احترام تلك القيمة"، يقول راشد.
يريد راشد لخدمته ان تعطي انطباعًا بأنها متاحة في أي وقت. "لا يحتاج عميلي إلى التنسيق مع خدمة العملاء قبل أن يسجل طلبًا، بل عليه الاتصال بـ 19783 أو التسجيل على موقع الشركة، ليبدأ بعدها بلحظات في متابعة خط سير طلبه على خدمة متابعة الطلبات بالموقع Online Tracking System، وهو أول نظام من نوعه في مصر، يتيح للعميل الكشف عن موقع مندوب انجز تحديداً عن طريق GPS"، يقول راشد.
يُرجع راشد الفضل في استقطاب 12 ألف عميل مسجل على الموقع حتى الآن، وما يزيد عن 22 ألف معجب على صفحة فيسبوك، وأكثر من 4188 متابع على تويتر، لطرحه خدمات "انجز" رهن طلب العميل في أي وقت على مدار اليوم من 9 صباحاً وحتى 8 مساءً، مع الاحتفاظ دائمابشعار الإلتزام بالمواعيد.
ومن الرواد إلى الرواد، تعمل "انجز" على خلق همزة وصل بين الشركات بمختلف شرائحها (صغيرة ومتناهية الصغر ومتوسطة وكبيرة). إذ تتيح الشركة خدمات التوصيل من الشركات إلى مستهلكيها، مع إمكانية انشاء حساب خاص لأي شركة على موقع "انجز" يديره فريق المبيعات بها، ويقوم بتسليم المال نقدًا أو إيداعه في حساب المستفيد المصرفي.
وفي هذا الصدد، يعمل "انجز" مع "كيدزانيا" Kidzania، منتزه التعليم الترفيهي، و"كايرو سيترز" CairoSitters، وكالة جليسات الأطفال، و"احجزلي" e7gezly، منصة حجز التذاكر رقمياً في مصر، وغيرها.
ويعمل مع راشد فريق مكون من 20 شخص بين مندوبي توصيل وإداريين. كما وتملك "انجز" 15 دراجة نارية، لتيسير العمليات اليومية. ولضمان تحقيق عنصر الالتزام، يكتفي راشد بـ100 طلب يومياً، بعدها يغلق باب الطلبات.
تتضمن الطلبات على "انجز" كافة المهام اليومية المزعجة، والتي تتعهد الشركة أن تتولاها عن عملائها، بما في ذلك شراء طلبات المنزل من خضروات وبقالة، وارسال هدايا، وشراء أدوية، وحجز طبيب، ودفع فواتير، واستخراج أوراق حكومية، وجلب شيء نسيته من المنزل أو المكتب وسط زخم التزاماتك اليومية.
فيما تتحدد رسوم الطلب على الموقع وفقاً للمسافة، وتتراوح بين 20 جنيهاً مصريًا بحد أدنى، و75 جنيهاً بحد أقصى.
ورغم أن خدمات "انجز" لم تزل داخل إطار القاهرة، إلا أن عملاء العاصمة يمكنهم الإرسال الى المحافظات. كما ويمكن للمسافرين خارج حدود البلاد الإعتماد على "انجز" في توصيل الهدايا إلى مصر.
ورغم أن المستقبل يبدو واعدًا أمام "انجز"، إلا أن ثمة مخاوف من مسألة اختيار الكوادر المناسبة تؤرق راشد، وصفها بأنها "كانت ولاتزال" قائمة، بسبب طبيعة العمل التي تستلزم وجود كوادر تجمع بين القدرة على العمل الشاق بدنيًاً وذهنيًا على حد سواء.
فهل ستنجح "انجز" من تنفيذ خططها التوسعية وتحقيق وثبات أخرى داخل وخارج مصر؟