مستقبل الاستثمار يبدو مشرقاً رغم الأزمات السياسية
أظهر التقرير السنوي الثامن لجمعية الأسهم الخاصة والرأسمال المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن الاستثمارات في المنطقة متماسكة رغم أنها أقل من السنوات السابقة.
وأشارت أبرز نقاط التقرير الذي أعدته الجمعية بالتعاون مع كيه بي إم جي (KPMG) وزاوية طومسون رويترز، إلى أن الاستثمار كان "مسطّحاً" طوال العام 2013، بعد أن كان عند أدنى مستوى في العام 2008.
أما عدد الاستثمارات التي جرت في العام 2013، فقد تراجع عددها من 101 في العام 2012 إلى 66، وبلغ الحجم الوسطي للاستثمار 15 مليون دولار أي في تراجع بنسبة 35% عن العام السابق. وبحسب التقرير، يبدو التركيز على ثلاثة أمور: الرأسمال المخاطر ونمو رأس المال والشركات الصغيرة والمتوسطة.
كذلك تراجع حجم التمويل بشكل كبير جداً، من 863 مليون دولار في العام 2012 إلى 744 مليون دولار في العام التالي.
ويقول التقرير إنه إذا أخذنا "عدم استقرار المنطقة" في السنوات الثلاثة الأخيرة، فليس مفاجئاً أن تتراجع الاستثمارات. ولكن الفوضى السياسية قد لا تكون السبب الوحيد، بحسب معدّي التقرير. ورغم أنهم لم يكونوا قادرين على التحديد بالضبط سبب تراجع الاستثمارات، إلاّ أن عماد غندور أحد أعضاء لجنة التوجيه في جمعية الأسهم الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توقع أن يكون أحد الأسباب الممكنة أن "العديد من شركات الاستثمار بلغت نهاية فترة الاستثمار وكانت ببساطة في طور جمع تمويل جديد".
وأضاف "نحن نعتقد أن القطاع يخضع لعملية دمج، لذلك يتراجع عدد اللاعبين". فالعام 2013 كان العام الذي شهد أدنى مستوى منذ بدأ البحث، في ما يختص بالاستثمارات.
ولكن التقرير يشير إلى جانب إيجابي أكثر في المنطقة وهو أن الإمارات لا تزال الوجهة المفضلة لدى صناديق التمويل. فـ"الحجم والطبيعة الديناميكية للاقتصاد" تجتذب 20% من مجمل الاستثمار في المنطقة إلى جانب مصر التي تجتذب 20%. أما لبنان فيأتي تالياً بـ18% والسعودية بـ12%.
ووجد التقرير أن الناس يهتمون بالاستثمار في ثلاثة قطاعات هي تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والاتصالات. ويقول غندور إن "الرعاية الصحية هي وجهة كبرى للاستثمار بالأسهم الخاصة منذ بضع سنوات. فليس مفاجئاً أن تكون في موقع متقددم". أما بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات التي استحوذت على 30% من الاستثمارات فـ"الاهتمام المتزايد في فضاء الرسأمال المخاطر في هذا القطاع، هو موضوع أساسي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة".
رغم التراجع العام في الاستثمار، يبقى التقرير متفائلاً بمستقبل القطاع. ويقول غندور إن "واقع أن القطاع يمكنه الازدهار واستثمار مئات الملايين من الدولارات كل عام، هو شاهد على مثابرته في بيئة معاكسة".
ولكن المستقبل مشرق. فالتقرير يجد أن الناس في أوساط جمع التمويل في المنطقة لا يزالون متفائلين بأن تبلغ الاستثمارات الممنوحة في العام 2014 ، 2.6 مليون دولار. ويقول فيكاس بابريوال، الشريك في "كيه بي إم جي" ومدير فرعها في الإمارات للأسهم الخاصة وصناديق الثروات السيادية، في التقرير إن "صورة الأسهم الخاصة والرأسمال المخاطر في المنطقة إيجابية". وأضاف أنه "في ظل التباطؤ المستمر للأسواق الأكثر نضجاً في الغرب، من المرجح أن يبقى الشرق الأوسط وشمال افريقيا منطقة الفرص ومركزا للأسهم الخاصة نظراً إلى استمرار macro-fundamentals القوية في تحريك الانتعاش الاقتصادي في المنطقة".