قم بإدارة شركتك الناشئة كما تلعب الجزائر كرة القدم
صحيح أننا لم نربح كأس العالم ولم نصل حتى إلى الدور الربع النهائي ولكننا حققنا شيئا هائلاً: نجحنا في الوصول إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخنا وأصبحنا أيضا أول فريق من إفريقيا أو العالم العربي يسجّل أربعة أهداف في مباراة واحدة في كأس العالم. حتى أننا وضعنا ألمانيا في مأزق، فالفريق الذي يعتبر أحد الفرق المرجحة أن تفوز، كان عليه أن ينتظر 120 دقيقة ليسجّل هدفًا.
ولا يسعني سوى التفكير بأن هذا الفريق الوطني مشابه جدا للبيئة الريادية الحاضنة في الجزائر. ومثل فريقنا الوطني في بداية كأس العالم، لدى الرياديين العديد من المواهب ولكنهم غير قادرين على إيجاد طريقهم. وإليكم بعض الأمور التي اتبعها فريقنا بنجاح وعلى الرياديين التمثّل بها.
الاستفادة من المغتربين
يعيش عدد كبير من لاعبي الفريق الجزائري في الخارج حتى أن بعضهم ولد في الخارج ولكن هذا لم يجعلهم جزائريين أقل من أخوانهم الذين يعيشون في البلد الأمّ. لذلك يجب على الجزائر أن تجد وسيلة لتشرك مغتربيها الذين يعيشون في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وحتى آسيا، في الاقتصاد. والجزائريون في الخارج هم نخبة مثقفة يجب إشراكها لكي تطوّر النظام التعليمي وقطاع البحث العلمي فضلا عن الاقتصاد العام. ويمكن أن يكون هؤلاء المغتربين مرشدون لامعون للشباب المحلي ويمكنهم أن يساعدوا في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الجزائر. فهناك جزائريون في سان فرانسيسكو وباريس ومونتريال لديهم رغبة أكبر في المساعدة ولقد شهدت على ذلك بنفسي.
ولكن الطريق ليست سهلة فيجب على الرياديين المحليين أن يتواصلوا مع المغتربين ويشاركوهم مبادراتهم. يقدّم الجزارئيون في شركات "إنتل"، جوجل وحتى "سيسكو" على سبيل المثال نصائح جيدة للبيئة الحاضنة المحلية. يجب على الحكومة أيضًا أن ترسم خطة لجذب الشتات إلى البلاد، وذلك عبر تبسيط عملية التواصل بينهم وبين الشباب المحلي أو تشجيعهم على إطلاق فرع أو شركة محلية.
دعم الشباب
كان الفريق الوطني الجزائري قادرا على كسر رقم قياسي لأنه اعتمد على أناس كانوا بمعظمهم تحت سن الـ25. لذلك يجب على الحكومة والشركات الكبرى، كأصحاب مصلحة رئيسيين في الاقتصاد، أن يشجعوا المبادرات التي يقودها شباب جزائريون وأن يضمنوا أن يكون الشباب مؤهلين وواثقين بما يكفي ليسرّعوا عجلة الاقتصاد الجزائري.
آمن برؤياك وباستراتيجياتك ولكن ابق منفتحًا على الآراء وردود الفعل.
تعرّض الفريق الوطني لانتقادات لاذعة من الإعلام والجمهور بسبب تكتيكاته. ورغم ذلك، لم يعدّل شيئا في استراتيجيته وتشكيلته وتمسّك برؤياه. ولكن صلابته لم تمنعه من أن يأخذ في عين الاعتبار ردود الفعل بعد خسارته في المباراة الأولى.
ويجب على كل مؤسسة أو شركة أو قيادي أو وسط معيّن أن يقرر ما هي رؤياه واستراتيجيته وأن يلتزم بها ولكن لا يجب أن يتجاهلوا آراء الآخرين بل عليهم معرفة متى الوقت الأنسب لاستشارة الناس أو طلب الإرشاد.
افعلوا ما تجيدون فعله ولا تخافوا من الجديد
في المباراة الأولى ضد بلجيكا، اعتمد الفريق استراتيجية دفاعية. وهذا يمكن أن يكون فعالا لفرق أخرى ولكنه فشل للجزائر. وفي المباراة الثانية عاد الفريق إلى الاستراتيجية التي تريحه أكثر والتي تركز على الهجوم. ونجحت هذه الاستراتيجية رغم أنها قادت إلى بعض الأخطاء الدفاعية.
لذلك على كل لاعب في البيئة الحاضنة أن يبدأ بتطوير ما يجيد فعله. فعلينا أن نركّز على ما لدينا من حيث المهارات قبل أن ننتقل إلى الأمور الجديدة. لا يوجد وصفة سحرية ولكن هناك مكوّنات جيدة. وأثبت الفريق الوطني أن الأمر لا يتعلق بالفوز كل مرة، بل بمعرفة أي طريق يجب أن يسلك ليتميّز.
الصورة لـ"ستار أفريقيا" Star Africa