خمسة مبادئ أساسية تشرح الاقتصاد للروّاد
تتعدّد الأسباب التي تجعل من إطلاق شركتك أو مؤسستك الخاصة أمراً صعباً. ولكن ليس عليك أن تقوم بذلك بمفردك. وإحدى أفضل الطرق لتقليص الخطر هي جمع المعلومات عن حجم السوق وملاءمتها وإمكانية تقبّل الزبون لما ستقدمه الشركة والبيئة التنظيمية التي ستعمل فيها. ولكنك تحتاج أيضاً للتعرّف الى القواعد الاقتصادية الأساسية.
ورغم أن البعض قد يدّعي أنه متمرّس في الاقتصاد إلاّ أن المرء يحتاج فقط إلى فهم جيّد للأسس. ولتقديم المساعدة في هذا المجال، جمعنا المفاهيم الخمسة الأساسية التالية (ليست شاملة بأي حال من الأحوال) لتكون بمثابة مقدمة في الاقتصاد للرياديين.
إليكم المفاهيم الخمسة الأساسية في الاقتصاد:
1 ـ تحليل الكلفة والفائدة
تحليل نسبة الكلفة إلى الفائدة هو طريقة لتطوير مقاربة يمكن الاعتماد عليها لاتخاذ قرارات. وبإمكان مقاربة تقوم على هذا التحليل، أن تساعد الرياديين في فهم الكلفة الواضحة المرتبطة بمجموعة من الخيارات. ويصبح السؤال الأساسي "إذا اعتمد مسار التحرك هذا فكم سيكلفني مقابل الفائدة التي سأحصل عليها؟".
على سبيل المثال، حين يجد مدير مطعم مشهور نفسه أمام إمكانية تحسين الديكور الداخلي للمطعم، يسأل نفسه "هل يستحق العناء؟". وتساهم الكثير من الأمور في القرار مثل ما إذا كان معظم الزبائن يجلسون للأكل أم يطلبون الأكل للخارج. لذلك فإن تحليلاً منهجياً للكلفة والفائدة يمكنه مساعدة المدير في اعتماد خيار واضح.
2 ـ كلفة الفرصة
كلفة الفرصة مرتبطة بتحليل الكلفة ولكنهما ليسا الأمر نفسه. وفي الأساس، هناك تكاليف اقتصادية مرتبطة بالخيارات التي نعتمدها، وأفضل ما يمكن وصف بعضها هو أنها الكلفة المرتبطة بعدم الذهاب إلى خيار آخر. فكل خيار تعتمده يعني أنك تعتمد خياراً مرتبطاً بأمر آخر أيضاً. فإذا اخترت الأحمر فهذا يعني أنك لا تختار الأزرق. وعدم اختيار الأزرق هو جزء من الكلفة التي يجب أن يفكر فيها المرء حين يختار الأحمر.
على سبيل المثال، قد يتلقّى مطعم طلبية لعشرة بيتزا ولكن الزبون الذي طلبها يعيش في مكان يبعد نصف ساعة عن المطعم. وفي الوقت ذاته يعلم المدير أن ثلاثة زبائن آخرين سيطلبون في النصف ساعة التالية وهم يعيشون على بعد دقائق من المطعم. فهل يقبل المطعم الطلبية الأولى، إذ ان كلفة فرصة إيصال عشرة طلبيات بيتزا في نصف ساعة تساوي خسارة الفائدة المرتبطة بتوصيل بيتزا إلى ثلاثة زبائن آخرين. فقد يبرر هذا أو قد لا يبرر الخيار الأول ولكن يجب التفكير فيه.
3 ـ التكنولوجيا
هذه النقطة كبيرة جداً. فالتغيير التكنولوجي في الاقتصاد هو أحد محركات النمو الاقتصادي. ولكن التكنولوجيا البسيطة والأفضل تحسّن الإنتاجية وهو ما يزيد المردود. والمزيد من التكنولوجيا يساعد في المزيد من النمو في الاقتصاد.
والواضح أن الكومبيوتر كان إنجازاً تقنياً كبيراً للعديد من القطاعات. وقد ساعد في تحسين المردود لدى الكثير من الناس. وساعد أيضاً في خلق قطاعات جديدة.
4 ـ الناتج المحلي الإجمالي
الاقتصاد أو الناتج المحلي الإجمالي لأي بلد هو القيمة السوقية الإجمالية لجميع البضائع والخدمات المنتجة فيه في عام واحد. وعادة، يتم التعبير عن الرقم بالدولار، ولكن أيضاً على أساس حصة الفرد أي الرقم مقسوم على عدد السكان. وما تحصل عليه هو القيمة بالدولار لما ينتجه بلد ما بالنسبة للشخص الواحد.
وبشكل خاص، حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هي مقياس مفيد عند اتخاذ القرار بشأن دخول السوق أو كيفية تسعير منتج أو خدمة في سوق جديدة. فإن كنت تبيع ألعاباً على الإنترنت، أفضل طريقة لتسعير لعبة تباع في مصر أو الإمارات، تتطلّب فهم كم يمكن للشخص العادي في البلدين أن ينفق على ألعاب الفيديو. وحصة الفرد من الناتج المحلي تعطي فكرة عن ذلك.
5 ـ الطلب الكلّي
يسمع المرء كثيراً عن التزويد والطلب. ولسبب ما، يعتبران من أهم المفاهيم الاقتصادية الأساسية. ولكن الطلب الكلّي يستخدم عادة بطريقة مختلفة قليلاً.
والطلب الكلّي هو الطلب الإجمالي على البضائع والخدمات في اقتصاد ما، بسعر ووقت معيّنين. وهو ما سيستهلكه الناس في اقتصاد ما على كل المستويات التسعيرية. وهو أيضاً الطلب على الناتج المحلي الإجمالي. ويصبح الطلب الإجمالي مفيداً إذا أقرن بخصائص أو مؤشرات اقتصادية أخرى. وهو أيضاً مكوّن اضافي في الصورة الاجمالية لمدى قوة وصحة الاقتصاد.
بعد أن قدمنا لكم خمسة مفاهيم أساسية في الاقتصاد، سنجري جولة في المرة المقبلة على المزيد وسوف نشرح أيضاً الفرق بين الاقتصاد الكلي والجزئي. ولكن الآن قد ترغبون في البحث على جوجل عن بعض هذه المفاهيم للحصول على فهم أكثر شمولاً لكيفية تطبيقها في الشركة.