القاهرة تشهد تنظيم المنتدى الأول لرواد الأعمال العرب والأفكار المبتكرة
في أول فعالية رسمية لدعم رواد الأعمال على مستوى جامعة الدول العربية، نُظّمت فعاليات المنتدى الأول لرواد الأعمال العرب والأفكار المبتكرة في القاهرة على مدار ثلاثة أيام من 18-20 فبراير/شباط الماضي. يهدف المنتدى الى تلاقي جهات التمويل وهيئات الاستثمار العربية ورواد الأعمال العرب وتنفيذ استثمارات تتواكب مع متغيرات العصر وتدعم الاقتصاد العربي.
ونظّم مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة المنتدى الذي حمل عنوان "نحو آفاق للتكامل الاقتصادي لرواد الأعمال والمبتكرين العرب". ومن المقرر أن ينعقد المنتدى بشكل سنوي، وسيعقد العام القادم بالسعودية.
وخلص المنتدى إلى تبني مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية في السعودية إنشاء صندوق تمويل أهلي لمشاريع الشباب، ومرصد الشباب العربي للأفكار، والهيئة العربية لإدارة إستثمارات الشباب كهيئة غير ربحية، بالإضافة لتنفيذ سبعة إختراعات وإبتكارات في مجالات الزراعة والمقاولات والميكانيك والنانوتكنولوجي والتقنية والصناعات الغذائية.
ويستند المنتدى على أهمية تحسين مناخ الإستثمار في البلدان العربية وتيسير مشاركة الشباب، وإنشاء بنك معلومات للأفكار والمبادرات الشبابية على مستوى الوطن العربي، وإقامة معارض تجمع أفكار وإبتكارات الشباب العربي بشكل سنوي. كما وركز على أهمية انفتاح لجنة الشباب المخترعين والمبتكرين التابعة لمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة على العقول العربية المهاجرة، مع التركيز على التدريب وبناء قدرات الشباب العربي المبتكر والمخترع، وإستثمار وسائل الإعلام في التسويق والتعريف بالأفكار المبتكرة للشباب العربي.
وغلب على الأيام الثلاثة الطابع الرسمي للنقاش والأحاديث الرسمية بالنظر للمتحدثين اذ أغلبهم مسؤولين حكوميين، مع الافتقار لإشراك القاعدة الواسعة من رواد الأعمال العرب الموجودين على الأرض بالفعل والذين حققوا بعض النجاحات الملموسة مما يجعلهم أكثر قدرة على إحداث تغيير في مجتمعاتهم، وأولى بالمشاركة في هكذا فعالية لتقديم النصح للمشاريع الناشئة.
وعرض 24 مبادرا عربيا أفكار مشاريعهم على الحضور في اليوم الثاني أغلبهم من مصر ثم الأردن والسعودية والجزائر واليمن والمغرب والسودان.
وشملت الأفكار المعروضة آلة غسيل قطع غيار السيارات، ومشروع المدن الذكية لبناء مدن مليونية ذكية، ومنظومة تكنولوجية متكاملة في المواصلات (وسائل تعمل بالمجال المغناطيسي) والإسكان (شقق بمساحات صغيرة تتعدد فيها استخدام وحدات الأثاث)، والتعليم بأجهزة مبتكرة للاستغناء عن الوسائل التقليدية، ونموذج متطور عرضه المهندس خالد ثابت من شركة "المورد" من الوحدات الذكية التي تصنع مستشفيات متنقلة يمكن فكها وتركيبها بسهولة وبتكلفة أقل. وعرض أيضا أحمد الخولي موقعا لرواد الأعمال المصريين متخصصاً في ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة هو "برينور مصر" وتحتضنه "أكاديمية بداية" التابعة لوزارة الاستثمار المصرية.
واعتبر كارم سيد، مؤسس "شغل نفسك"، وهي مبادرة تساعد على استخدام الانترنت للاستفادة بدلاً من الترفيه فقط، أن المنتدى فرصة ممتازة لعرض الأفكار في وجود مستثمرين يمكنهم تبنيها وفرصة للتعارف والتشبيك، فيما اختلف معه محمد الأنور، عالم فيومي اكتشف سمادا لزيادة ناتج المحصول بدون تكاليف إضافية، الذي لم يلمس الربط بين رواد الأعمال والمستثمرين، قائلا "المبتكرين سمعوا بعض، لكن من يساعد على التنفيذ؟". وتمنى أن يكون القطاع الخاص متواجدا بشكل أكبر في المنتدى وأن يضم تخصصات أكثر من تلك المعروضة.
وقال الخولي إن المنتدى كان بإمكانه استغلال تواجد المسؤولين العرب والقطاع الخاص لمناقشة المعوقات التي تواجه رائد الأعمال تتبعها مناقشة للحلول الممكنة بإشراك القطاع الخاص وبعيدا عن الحكومات لكن الفعالية جرت بنظام الاتصال من جانب واحد.
لم يكن واضحا كيفية التسويق لهكذا فعالية يفترض أنها ملهمة لباقي رواد الأعمال، فحتى استمارة التقديم للمشاركة التي ملأها رواد الأعمال لم يتم نشرها على نطاق واسع وفي أوساط مجتمعات رواد الأعمال في الدول العربية بالشكل الكافي لذلك اقتصرت المشاركة إلى حد كبير على الرواد الذين عرفوا بالمنتدى من شبكات معارفهم.
هل تخرج الجهة المنظمة بدروس مستفادة من المنتدى الأول لرواد الأعمال العرب لتحسين الفرص وتعديل المسار في الأعوام القادمة؟
حنان سليمان هي صحفية حرة ومؤسسة
بوابة "المندرة" المحلية الإخبارية في صعيد مصر. درست الصحافة
الريادية في جامعة سيتي في نيويورك. يمكن التواصل معها
على hanan@mandaraonline.com أو على
تويتر @hananzaz.
