ما الذي تغيّر في طقس العرب منذ تسعة أشهر؟
منذ الأيام الأولى، عمد موقع JordanWeather.jo على التميّز عن غيره من المنافسين من خلال الاعتماد على البيانات. واليوم، تحوّل الموقع الى ما يعتبر أحد أكبر بوابات المحتوى في المنطقة؛ احتلّ المرتبة الثامنة بين أكثر المواقع شعبية في الأردن مع ما يقارب 1،2 مليون زائر شهرياً، 50% منهم من المملكة العربية السعودية. وفجأة، لم تعد أحوال الطقس موضوعًا مملاًّ لا بل سلعة قد تقود الموقع في عمان إلى النجاح الإقليمي.
في أيار/ مايو الماضي، عندما تحدث موقع ومضة مع المؤسس محمد الشاكر ، وكان هذا الشاب المهووس بالطقس قد بدأ مسيرته في المدرسة الثانوية عندما أطلق موقعاً يقدمّ تقارير عن أحوال الطقس ونجح في جذب نحو مليون زائر شهرياً. منذ ذلك الحين، ضاعف الموقع عدد زواره بمساعدة يوسف وادي الماهر، وهو رئيس المنتج التنفيذي.
وقد عمل وادي سابقاً كرئيس منتج تنفيذي لدى الناشر الالكتورني "حاوي" و"ياهو"، وهو يُسمى برجل الأرقام والبيانات. ووادي، الذي يتحدث بسرعة فائقة وهو يتفقّد الرسوم البيانية، كان مرتدياً قميصَ بولو وجينز وبدا مرتاحاً للغاية كما لو كان في منزله. يستخدم "كرايزي أجز"CrazyEgg ليكتشف كيف يستخدم القراء المنصة، ويتفقّد "الكسا"Alexa "باستمرار" ليتتبّع تفوّقه على شركات المحتوى التي عمل لديها سابقاً، ويدرّب فريقه لبناء الموقع عبر استخدام "نوتجس" notjs ، وهي نسخة مبسطة لـ"جافاسكريبت" Javascript وأكثر متانة وتوسعاً، بحسب ما أظهرت الأرقام.
وسعيًا لجعل أخبار أحوال الطقس أكثر جاذبية، يعمل فريق التحرير المؤلف من 6 أشخاص على كتابة 24 مقال على مدار الساعة. "تفقّدت الموقع وقلت لنفسي إذا واصلنا في نشر الأرقام والمزيد من الأرقام ولا شيء سوى الأرقام، فلن نجذب المزيد من القراء. وبعدها، فكّرنا مليّاً بمفهوم الطقس وتوصلنا الى أن الطقس هو، في الواقع، هو كل ما يحيط بنا."
من أجل الوصول الى أكبر عدد من الناس، انطلق موقع "طقس العرب" بحلة جديدة في آب/ أغسطس. وبدأ الفريق بنشر محتوى حول الملابس التي يجب ارتداؤها في مختلف الفصول وصور عن وجهات مثيرة للاهتمام ومقالات عن أحوال الطقس خلال فعاليات عالمية. وما زال الموقع ينشر مقالات تقنية حول تحليل الطقس "لأننا لا نريد أن نخسر جمهورنا المتخصص"، بحسب وادي. الا أنه يشدد على أنّه "إذا لم يفهم جدّي المحتوى، فنحن على السكة الخاطئة."
ومن الواضح أن شعبية "طقس العرب" المفاجأة في السعودية تعزى الى قدرة الموقع على نشر محتوى شعبيّ؛ فتبقى البيانات أساس الموقع.
خلال التنقّل بين المكاتب، تجلس إلى جانب فريق التحرير المؤلف بمعظمه من النساء، مجموعة من الشباب: محللو الطقس يمضون وقتاً طويلاً في كتابة الصيغ على جدران الشركة الزجاجية والألواح. خوارزميات توقعات الطقس لدى "طقس العرب" تعتمد على أكثر من 2450 معيار، وتجمع معلومات من 13 محطة طقس فريدة في الأردن، وتستأجر معالِج معلومات من أجهزة عملاقة متقدمة في سلوفينيا وهلسينكي. أما في المرحلة التالية، فيقرأ ويفسّر المحللون هذه التوقعات للتوصّل الى نتائج نهائية. وبفضل هذه المقاربة، ينجح موقع "طقس العرب" في أن يكون أسرع وأكثر دقة وأكثر محلياً من منافسيه، بحسب الشاكر الذي يشبه أستاذًا جامعيًّا بقبعته من الصوف وكنزته المرقطة.
تظهِر معظم وسائل الاعلام أن طقس المملكة العربية السعودية أشبه بـ "صحراء جافة" الا أن الواقع معاكس، بحسب الشاكر الذي يعتبره "ناشطاً على مدار العام". ويصف الطقس السعودي على أنه يتخلله الأمطار، موجات برد وظروف متربة لا تبلّغ عنها المواقع العامة العالمية. الا أن "طقس العرب" قادر على تقديم توقعات الطقس عن كل كيلمتر مربّع بفضل محطات الطقس الخاصة به في الأردن، والبيانات المرخصة من محطات في السعودية والخوارزميات الأصلية، ومن خلال نفاذه إلى بيانات الأقمار الصناعية الإقليمية.
حتى الآن، لا يُظهِر مؤسسا "طقس العرب" أي مؤشرات على التباطؤ. بعد استخدام الموقع لشرح قوة العلامة التجارية، يخططان الآن للتركيز على الصفقات لتقديم الخدمات للشركات وبيع بيانات الموقع وخرائط ثلاثية الأبعاد لشركات الطيران والقنوات التلفزيونية. وحتى الآن، أبرما صفقات مع عدد من المحطات التلفزيونية في العراق ومع قناة "رؤيا" في الأردن.
يشدد المؤسسان على نيتهما في التركيز على المنطقة العربية قبل أي سوق خارجية. إلا أنّ وادي يضيف أن تلبية حاجات المسافرين داخل المنطقة مهم جداً. ويشرح قائلاً "يريد الكثير من السعوديين السفر الى تركيا. ولذلك، يطرحون علينا الكثير من الأسئلة حول الأحوال الجوية في اسطنبول."