شركة مصرية ناشئة تطلق إصداراً جديداً من تطبيق يدعم قطاع السياحة حول العالم
عادت شركة "آسك ناتيف"Asknative مجدداً منذ أيام بإصدار جديد من تطبيقها الذي يحمل نفس الاسم، من متجر "آي تونز"iTunes، والذي يستهدف دعم قطاع السياحة داخل مصر وخارجها، عن طريق تقديم معلومات وافية للمغتربين والسياح حول وجهاتهم المقصودة. فيطرح المستخدمون أسئلتهم عن مطاعم أو ملاهي ليلية أو مؤسسات تعليمية أو فنادق أو مزارات سياحية، لتأتي الإجابات من "أصحاب البيت" أو السكان المحليين، وهو السبب وراء تسمية التطبيق باسم AskNative أو: "إسأل شخصاً محلياً".
ويحمل إصدار 2.0.0 من تطبيق "آسك ناتيف" – بتصميمه الجديد كلياً - مجموعة من المزايا الجديدة، التي تضفي على تجربة السفر متعة فريدة ومفيدة، وتعمل في الوقت ذاته على تقريب المسافات بين المسافرين. فالآن قد أصبح التطبيق متوفر لنظام التشغيل iOS7، كما أصبح بإمكان المستخدم الإستفادة من ميزة الرسائل الخاصة (تشات). وتم إضافة مزايا التواصل الإجتماعي كميزة (هاشتاج أو #)، وذكر اسم مستخدم معين في توجيه إجابة أو طرح سؤال، وميزة إعادة النشر والتي تهدف إلى توسيع قاعدة المعارف وبناء الصداقات من خلال التطبيق، ولاسيما بعد إضافة واجهة ملف شخصي جديدة للمستخدم تشمل صورته الشخصية ونشاطاته الأخيرة وحالته وإذا كان متواجداً على الإنترنت أم لا.
لم تتوقف التحديثات عند هذا الحد، حيث تم إضافة خاصية "اكتشف" Discover، التي تتيح إستكشاف مزيد من المدن والأماكن الأكثر زيارة في كل بلد، والمستخدمين الأكثر سفراً، وأكثر المناطق الموصى بزيارتها في كل بلد. كما أصبح متاحاً للمستخدم أن يحصل على نشرة شخصية Feed مرتبطة مباشرة بالأشخاص والبلاد التي يتابعها على التطبيق، فضلاً عن مخزن بيانات Drawer يتغير تلقائياً بمجرد تغيير بلد إقامة المستخدم، الذي أصبح بإمكانه إستقبال الإجابات على منصة التطبيق بدلاً من تسملها عبر بريده الإلكتروني.
وفي محاولة لإستقطاب أعلى شريحة ناشطة من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي المهتمين بالسفر، أصبح بإمكان المستخدم أن يدعو أصدقاءه من "فيسبوك" و"تويتر" أو من خلال البريد الإلكتروني للإنضمام إلى مجتمع المسافرين الغرباء "آسك ناتيف". هذا وبالإضافة إلى واجهة إستخدام برمجية جديدة API يُمكن مشاركتها بشكل خاص، وهي ميزة مخصصة للمعلنين على التطبيق، لتمكنهم من مشاركة معلومات خاصة بشركتهم مع أفراد من الشركة كالمحاسبين والمطورين.
وأهم ما يميز التطبيق – في حُلته الجديد – هو القدرة على التواصل مع أجانب عن طريق خاصية الترجمة، حيث يمكنك أن تطرح سؤالاً بالعربية فيُترجم تلقائياً بلغة الشخص الذي تتحدث إليه، أياً كانت لغته الأم، غير أنك ستحتاج لدفع نحو دولارين لترجمة الإجابات ( لمرة واحدة فقط)، حسبما أوضح عبد المنعم رجب مؤسس الشركة.
ويملك رجب وفريقه المكون من أربعة أفراد مجموعة متنوعة من الأفكار، التي من شأنها أن تجلب الأرباح لشركتهم "بالإضافة إلى مسألة الترجمة، نحن نعاني من تخمة في الخطط الربحية، إذ أننا نعتزم فتح باب الإعلانات للشركات العاملة بالقطاع في مصر، في محاولة منٌا للمساهمة في تنشيط قطاع السياحة الخامل نسبياً في أعقاب أحداث الثورة"، يقول رجب.
وإستكمالاً لخدمات التطبيق المتاحة مقابل المال، قال رجب: "يمكن للمستخدم إخفاء هويته، ويمكنه أيضاً مراسلة أحد المستخدمين من خارج نطاق متابعيه، فقط إذا قبل الآخر إستقبال المراسلات، وكل تلك الخدمات تتراوح أسعارها ما بين دولار أو دولاريٌن على أقصى تقدير. كما أننا بصدد تدشين مجموعة من الخدمات الحصرية للسائحين أفضٌل ألا أفصح عنها الآن".
وبعد مرور أكثر من عام على تخرجه من "فلات 6 لابز"Flat6Labs، يسعى رجب لجذب إستثمار (من النوع الجريء)، ولكنه يطمح بأن تأتي شراكته مع أشخاص يجمعون بين الثقافة التكنولوجية والإلمام بخبايا قطاع السياحة، وذلك بهدف خلق حالة من التواصل بينه وبين المستثمر المرتقب، فهو لا يرغب في أن يحصد المال فحسب، ولكنه يسعى للإستفادة من تجارب وأفكار الآخر، وحبذا لو أن الآخر هو شريكه المستثمر.
ويضع رجب التوسع الإقليمي، بل والدولي من خلال فرق مبيعات حول العالم، على رأس أولوياته، "في حال عثورنا على المستثمر المناسب، آمل أن أتمكن من تأسيس مكاتب في دول الخليج وأمريكا، لأستقطب شركات سياحية مُعلنة من تلك الدول على منصة التطبيق للمستخدمين المعنيين بالسياحة فيها، وذلك بعد إشباع السوق المحلي بالتأكيد" حسب رجب.
ورغم أن رجب وفريقه غير راضين بعد عن قاعدة عملاء التطبيق، إلا أنهم يُرجعون ذلك إلى عدم تخصيص ميزانية لحملات التسويق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي أصبحت هيالقناة الشرعية للإنتشار الرقمي في الآونة الأخيرة، "كنا منشغلين بالعمل على المنتج الأساسي وتطويره وتحسينه، ولكننا لن نغفل ضرورة التوسع تسويقياً في المرحلة المقبلة، والتي ستشهد أيضاً إطلاقاً لنسخة خاصة بأجهزة أندرويد، ولكننا فضلنا أن نبدأ بالنسخة الحالية، بعد الإستناد إلى دراسات تؤكد أن شريحة مستخدمي نظام تشغيل iOS من المهتمين بقطاع السياحة تصل إلى 70% من مستخدمي الهواتف الذكية"، يقول رجب.
ويبدو أن عدم وجود منافسين على المستوى المحلي أو الدولي لـ"آسك ناتيف"، هو ما يفتح آفاق طموحات رجب، فقد قال: "نحن منفردون بتقديم تلك الخدمة حول العالم، ولذلك فأتوقع للشركات العاملة بقطاع السياحة سواءاً كانت صغيرة أو عملاقة على غرار "تريب ادفايزور"Trip Advisor، أن تتخذ من التطبيق قناة إعلانية متخصصة بشريحة عملاء مستهدفة من المهتمين بقطاع السياحة دون غيره، وهو ما تفتقده مواقع التواصل الإجتماعي الإعتيادية، أو حتى إعلانات التلفاز التي تُفقد الشركة المُعلنة القدرة على حصر مدى الإستفادة المباشرة من وراء تكلفتها الباهظة".
وبعد أن تمكن من تخطي بعض التحديات والعوائق التي تمثلت في نقص الموارد المالية، والتغير المستمر في العناصر البشرية بفريق العمل، مازال رجب يرى عقبة كبيرة في سوق السياحة بمصر، لما تشهده البلاد من إضطرابات أعقبت الثورة، وهو ما يأمل أن يجتازه في المرحلة القادمة، في إطار التوجه الإصلاحي الذي تقف البلاد على مشارفه.
وتشيرالإحصاءات إلى نمو ملحوظ في قاعدة مستخدمي الهواتف الذكية ممن ينهون حجوزاتهم السياحية عبر المحمول، لتصبح 58% من المهتمين بقطاع السياحة حول العالم. ويأمل رجب أن تجد تلك الثقافة الجديدة تربة خصبة للإزدهار في مجتماعتنا العربية لمواكبة التطور الصاروخي لعالم التكنولوجيا الرقمية، فهل تتحقق آماله في أن يجد المستثمر المناسب ويخرج بتطبيقه إلى العالمية بعد أن يحقق نجاحاً ملموساً على المستوى المحلي والإقليمي؟