سبعة أمور يحتاجها الرواد للنجاح من منتدى ريادة الأعمال العالمي
عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لـ"دبي أس أم إي" Dubai SME
في منتدى ريادة الأعمال العالمي الذي انعقد الأسبوع الماضي في دبي، احتشدت شخصيات رائدة لمناقشة مستقبل ريادة الأعمال في الإمارات.
خلال الفعالية التي دامت يومين في مركز التجارة العالمي، بنى صانعو السياسات ومستثمرون ورواد أعمال، على نقاشات موجودة حول ما يحتاج إليه رواد الأعمال للنجاح وتوصلوا إلى خلاصات حول ما يجب أن يتغيّر.
استهلّ عبد الباسط الجناحي المؤتمر بنداء لإطلاق مقاربات جديدة. وقال في حفل الافتتاح "يشرّفنا في مؤسسة محمد بن رشد لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن ننظم هذا المنتدى لمناقشة تطور ريادة الأعمال في المنطقة وكيفية نقل هذا القطاع الحيوي إلى مستوى أعلى من خلال استضافة عدد كبير من المفكرين في المنطقة وقادة أعمال وعقول خلاقة لتشجيع الابتكار والتفكير المبدع".
في جلسات النقاش، التي أدارها رواد الأعمال، بنى رواد الأعمال على هذه اللهجة، وصحيح أنهم يقعون أحياناً في الابتذال إلاّ أنهم غالباً ما يتجاوزون الحدود.
في اليوم الأول، قدمت نقاشات في الجلسات الثلاثة حول النساء والاستثمار التأسيسي ووسائل الاستثمار، صورة عن كيف يمكن لأصحاب المصالح في الإمارات أن يدفعوا ريادة الأعمال إلى الأمام في العقد المقبل.
ما الذي تحتاجه رائدات الأعمال؟
1 ـ قدوات
أعادت الجلسة حول "تمكين تطوير ريادة الأعمال لدى النساء" طرح نقطة هامة وهي أن النساء غالباً ما يقللن من قيمة أدائهن بينما الرجال يبالغون في تقدير أدائهم.
وسألت مديرة الجلسة نور سويد "لماذا تنسحب النساء وكيف يمكن أن نشجعهن على الاستمرار في مسيرتهن؟". من جهتها، وصفت هلا حازم، مؤسِّسة منظمة "الطريق إلى التغيير" (Journey through Change) التي ترشد الإماراتيات لتجاوز التحديات الشخصية والمهنية، عاملاً من المرجّح أن يترك صدى عند أي امرأة كما تركت صدى في الجيلين السابقين: الفرص المتاحة للنساء مختلفة بشكل كبير، اعتماداً على سياقها. وشرحت قائلة إنّ "جدتي في الإمارات كانت أمّية بينما جدتي في مصر كانت تتابع شهادتها الجامعية". وأضافت أن السياق يملي التوقعات فـ"نحن كنساء ننسحب لأننا لا نعتقد أننا نستحقّ الأفضل ولا نعتقد أن بإمكاننا أن ننجح".
2 ـ شبكة دعم
وتطرقت حازم إلى حل توافقت عليه الكثير من النساء في جلسات "ومضة للنساء": النساء يمكن أن يؤثرن في عملية تغيير ثقافي ببساطة بالطريقة التي يربّين بها أطفالهن. ولكن تمكينهنّ في سوق العمل ووضع معايير جديدة يحتاج إلى دعم.
وخلصت فاطمة أبو عقاب، نائب المدير العام للقروض الصغيرة للنساء Microfund for Women ومقرها عمّان إلى "أننا نحتاج إلى نظام دعم شامل للمجتمع".
ما الذي تحتاجه البيئة الحاضنة لتشجيع الاستثمار التأسيسي؟
3 ـ قصص نجاح
أعادت الجلسة حول المستثمرين التأسيسيين طرح حجة نموذجية استعملها الكثير من المستثمرين ورواد الأعمال: نعم، نحتاج إلى المزيد من المستثمرين التأسيسيين. ولكن من أجل جذب المزيد منهم، نحتاج إلى قصص نجاح. ففي النهاية، الاستثمار ليس عملاً خيرياً، كما أشار رائد الأعمال المتسلسل والمستثمر بي كاي غولاتي. وقال "ما من مستثمر يستثمر ليخسر المال. الجميع يستثمرون ليحصلون على المال. وسننجح حين نرى الناس يجنون المال. تذكروا حين كان الناس يصطفون للاستثمار في هذه الشركة العقارية أو تلك؟ الناس سيفعلون الأمر ذاته حين يرون عائدات".
4 ـ دعم من الحكومة والقطاع الخاص مع رؤيا بعيدة الأمد. أشار سلام سعادة، مؤسس أول صندوق رأسمال مخاطر تقوده نساء في العالم العربي، إلى أنه من الضروري جداً دفع الحكومات إلى خلق حوافز ضريبية لرواد الأعمال وجعل القطاع الخاص والشركات الكبرى المشاركة تدعم أكثر إنشاء الشركات (بهدف تأدية دورها في المسؤولية الريادية للشركات).
ووافق سعادة وغولاتي على أن أحد أكبر التحديات التي تواجه ريادة الأعمال في العالم العربي توحّد المجتمعات المختلفة في المنطقة لمنع كل بيئة حاضنة من أن تكون محدودة بمنطقتها الجغرافية. فالأكيد أنه مع دعم كل حكومة لشعبها، تكون التجزئة هي سيدة الموقف إلى أن يصبح تأثير الشركات الجديدة كبيراً بما يكفي لتحفيز الحكومات.
وأشار سعادة إلى أن "الدول لا تشجع حرية المبادرة والانطلاق"، في حين اعتبر غولاتي أن وضع هيكليات تقدم للوافدين ملكية أكبر في شركاتهم، من شأنه أن يشجع على المزيد من أنشطة الشركات الناشئة والمزيد من قصص النجاح والمزيد من المستثمرين التأسيسيين. وأضاف "وإلاّ ما الذي يمنع شخصا من شراء شقة وبيعها" كوسيلة بديلة لجني الأرباح؟"، مشيرا مجدداً إلى إحدى وسائل دبي للاستثمار المربح.
5 ـ مزيد من الاحتفالات بالفشل. تطرق مدير الجلسة مايكل لهياني، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع "بروبرتي فايندر" Propertyfinder.ae، الخاص بالعقارات والذي يتخذ من دبي مقرا له (الذي سارع إلى التندّر بأنه لا يجب عدم تشجيع جميع عمليات شراء العقارات)، إلى نقطة سبق أن أثيرت كثيراً في المنطقة: القصص الناجحة لا تحظى بالثناء الكافي في الإعلام السائد. وكرر غولاتي موضوعاً ناقشناه كثيراً: الاحتفال بالفشل هو أحد أفضل الطرق إلى النجاح.
ما الذي تحتاجه الشركات الناشئة لضمان حملة استثمار جماعي ناجحة؟
6 ـ شبكة قائمة
تطرقت جلسة ثالثة إلى الاستثمار الجماعي وقد ضمّت لولو الخازن، المؤسسة الشريكة والمديرة التنفيذية لمركز تبادل الخبرات "نبّش" وكريس توماس، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لمنصة الاستثمار الجماعي "يوريكا" Eureeca.
مؤخرًا، بدأت تلتجئ الشركات الناشئة إلى "يوريكا" بحثاً عن التمويل بعد أن وجدت صعوبة في ضمان استثمار من مؤسسات استثمار أو مستثمرين تأسيسيين أو كما هي حالة "نبّش"، التي وجدت مؤسّستها صعوبة في الحصول على جولة استثمار ثانية. واستنادًا إلى توماس والخازن يجب التخطيط جيدًا لإطلاق حملة تمويل جماعي.
والعنصر الأكبر الذي يجب أن نبقيه في بالنا، كما قال مستثمرون جماعيون، هو أنه على الشركة الناشئة أن تعزز شبكاتها الخاصة. وبمجرد أن تحقق الشركة الناشئة على 30% من هدفها، من السهل جذب المستثمرين من الوسط الأوسع للمستثمرين في المنطقة.
7 ـ خطة هجوم
لمّح توماس إلى أهمية الحضور إلى الطاولة مع خطة وشبكة جاهزتين. وقال إن "أحد العناصر الأساسية التي تحدد نجاح حملة تمويل جماعي هي الإعلام الاجتماعي. إن لم يكن من تقنية تسمح لك بإقناع شبكتك بدعمك، فسيكون النجاح صعباً جداً. والأمر يتعلق أيضاً بالأصدقاء والعائلة. ونحن نطلب من هذه الشركات بوضع لائحة بجميع أصدقائك وأقاربك الذين سيتم التواصل معهم للحصول على تمويل".
قد ترغب الشركات الناشئة التي تتطلع إلى إطلاق حملة تمويل جماعي بـ50 ألف دولار إلى إبقاء هذه النصيحة في بالها.
في اليوم الثاني من منتدى ريادة الأعمال العالمي، عقدنا فعالية ومضة للتواصل والإرشاد التي كانت مفيدة للغاية (ترقّب المزيد عن ذلك قريباً). ولكن اليوم الأول حدد مقاربة تطلعية. وفي حين ستبقى الاحتفالات عامرة في دبي، كشفت الضجة الأخيرة عن نقاشات حادة مع استمرار رواد الأعمال في المطالبة بالدعم المطلوب لتحقيق النجاح.