تيد أكس قرطاج تحتفل بقدرات النساء التونسيات وحاضرهنّ
بعد النجاح الحديث لدورة أيلول/ سبتمبر الماضي، نظّمت "تيد أكس قرطاج" دورتها الأخيرة الخاصة بالنساء في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر ٢٠١٣ في قصر المؤتمرات الشهير في تونس. ولم يسلّط المؤتمر الضوء على إنجازات ونضال وإمكانات التونسيات فحسب، لا بل وسّع آفاق محادثاته الى مواضيع الابتكار والمخاطرة وما يمكن إنجازه في تونس.
أحضر رائد الأعمال والمتخصص بإدارة المشاريع، حسام عوده، فعالية "تيد أكس" الى تونس عام ٢٠١٠ عندما حوّل فكرة ولِدت خلال عشاء مع أصدقائه الى فعالية وطنية رئيسية في غضون ثلاث سنوات. وتمّ بيع التذاكر الـ ١٥٠٠ لدورة "تيد أكس قراطاج" في غضون عشر دقائق، في شهر أيلول/ سبتمبر، تحت عنوان "الثقة كعملة جديدة". الا أن عملية بيع تذاكر "تيد أكس قرطاج للنساء" أثارت المزيد من الاعجاب. فتم بيع ١٠٠٠ تذكرة خلال الدقائق الأربعة الأولى (ملاحظة: شاركتُ في تنظيم هذه الفعالية).
الشرارة
خلال دورة الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لجأت "تيد أكس قرطاج "الى موضوع "تيد أكس النساء" وبعثت برسالة حول مساءلة المواطن والابداع والحلول الشعبية والابتكار. وتمّ تطوير موضوع "الشرارة" استناداً الى محادثة حول الدور الذي اضطلعت به النساء في تاريخ تونس، من الملكة إليسا التي أسست قرطاج الى توحيدة بن الشيخ، أول طبيبة في المنطقة العربية.
أمينة سرارفي، عازفة كمان وأول امرأة مايسترو في المنطقة العربية
بعد مرور ثلاث سنوات من المرحلة السياسية الانتقالية في البلاد، يشعر الكثير من المبتكرين والناشطين ورواد الأعمال باللامبالاة. يخشى كثيرون المخاطرة في بيئة اقتصادية وسياسية هشّة وقد فقدوا العزيمة بسبب الاصلاحات البطيئة ولا يعرفون كيفية المضي قدماً. وبفضل تسليط الضوء على الدور الناشط الذي أدّته النساء في تونس، يسعى المنظّمون الى استغلال قصص النساء هذه كوسيلة لتحفيز الجمهور وإشعال روح التفاؤل.
وحملت كل من المتحدثات قصة فريدة من نوعها. على سبيل المثال، وصفت كريستين جوليس انتقالها من سويسرا كمنتجة الى أفغانستان للعمل مع الصليب الأحمر. في حين ناقشت ريا بن جيزا خطتها لخلق موقع إلكتروني ينقل الأخبار الجيدة من تونس وتحدثت ليلى شرفي عن الابتكار في كل أنحاء القارة الإفريقية. أظهرت هذه النساء قيمة المخاطرة والاعتراف بشغفك والحماس والأهم من كل شيء عدم الخوف من المجهول. ونظراً الى أن معظم المواطنين يبحثون عن فرص لابتكار الحلول وتطوير أفكارهم، جاءت رسائل المؤتمر في حينها وكان لها وقع كبير على الجمهور.
خالد يونس يلتقي المتطوّعين قبل الفعالية
ما بعد مؤتمر المنتدى
أعطت "تيد أكس قرطاج" الأولوية لبعض أجزاء البلاد كالفئة التي قد تشعر بالتهميش في الأجواء السياسية الحالية. وأولى منظّمو المؤتمر أهمية خاصة للمناطق الداخلية ذات الكثافة السكانية المنخفضة بالاضافة الى شباب البلاد. كما ركّز على بناء مهارات جيل القادة التونسيين الجديد.
وشارك الحاضرون في "تيد أكس قرطاح" بمجموعة من ورش العمل التي يرأسها أفراد "تيد أكس" من كل أنحاء العالم الى جانب مدرّبين تونسيين بغية تطوير المهارات اللازمة ليستضيفوا فعالية "تيد أكس" الخاصة بهم. وبفضل مواضيع تتراوح بين التخطيط المالي والتدريب التقني وإدارة فريق الاعلام الاجتماعي، خرج المشاركون، في نهاية هذه المجموعة، مهيئين للقيام بمبادراتهم الخاصة في المستقبل.
الصور من Bonobo Ben Bonobo