رائدة أعمال مصرية تتحدى التقاليد وتؤسس لعلامة تجارية عالمية في النجارة
"إنا أحب ملمس الخشب، والتشعبات العشوائية داخل جزوعه"، هكذا تقول مها شكري، وهي رائدة أعمال نصف مصرية، نصف إيطالية، تخطت القواعد التقليدية لتصبح أول إمرأة مصرية مشهورة في مجال أعمال النجارة.
تمتلك شكري مصنعها الخاص لصناعة قطع الأثاث عند الطلب، في مدينة السادس من أكتوبر، إحدى ضواحي القاهرة. منذ عامين، أطلقت شكري علامتها التجارية الخاصة تحت إسم "باي بابوزا" ByPapouza، إعتمادا على كنية أشتهرت هي بها في الماضي، لتصبح علامة تجارية معروفة لقطع الأثاث التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
عملت شكري لفترة من الزمن على تصميم قطع الأثاث للمعارف والأصدقاء، كما عملت لدى بعض الشركات التجارية الكبرى، قبل أن تُطلق شركتها الخاصة. وهي تقول "نحن لسنا شركة تصميم داخلي، ولكننا نُمضي كثير من الوقت في فهم كل عميل وما يرغب في القيام به لاستغلال المساحات المختلفة في منزله".
تشتهر مصر بوجود العديد من مصانع الأثاث الكلاسيكية التي تُنتج مجموعة متنوعة من التصميمات التقليدية، ولكن شكري نجحت، بالإعتماد على المزج بين القديم والحديث، في الحصول على قائمة كبيرة من العملاء تشمل عائلات تمتلك مساكن للعطلات، الأجانب المقيمين في القاهرة، المتزوجين حديثا، والعائلات وصغار السن ممن يرغبون في تحديث منازلهم.
ومما يدعو للسخرية، فقد ساهمت الظروف السياسية الغير مستقلة في مصر في إزدهار العمل لدى "باي بابوزا"، وتقول شكري "بعد الثورة المصرية، وجدت أن الناس يقضون مزيد من الوقت في تزيين بيوتهم، حيث أصبحوا يستقبلون الضيوف في منازلهم بدلا من قضاء الوقت في الخارج".
رحلتها نحو الريادة
من الواضح أن شكري ليست رائدة أعمال مصرية تقليدية، فقد عمل والدها في الأمم المتحدة ما أتاح لها حياة حافلة بالسفر والتنقل، فقد نشأت في باكستان، جنيف وروما، ثم تزوجت من أمريكي لتعيش في سنغافورة والفلبين قبل أن تستقر في مارابيلا في أسبانيا. وتضيف شكري، "لقد ساهمت أسفاري في تهذيب الحس الفني لدي".
في أسبانيا، درست شكري العديد من المجالات الفنية، وخاصة في مجال النجارة وتشكيل الأخشاب. "لقد كان إهتمامي وحرصي ظاهرين، مما دفع معلمي الى دعوتي الى العمل في ورشته، حيث كان يصنع العديد من القطع الخشبية لعديد من المنازل في مارابيلا. وقد أصبح هذا هو الشيء الذي أريد أن أفعله لبقية حياتي".
عندما عادت شكري الى مصر عام ١٩٩٩، بدأت العمل في ورشتها الخاصة على تصميم قطع أثاث خاصة لمنزلها، وبدأت أعمالها في تحقيق الشهرة والإنتشار عن طريق، مما دفعها الى التوسع في أعمالها حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم. وتوظف شكري في "باي بابوزا" الآن ٧ أشخاص، من بينهم إبنتها كنزي والتي تدير العمل معها وتصمم قطع الأثاث هي الأخرى.
لم يكن طريق شكري مفروشا بالورود، فقد واجهت بعض المتاعب والتي إرتبط بعضها بكونها إمرأة، "لقد كنت أذهب الى أسواق الأخشاب بنفسي، وبسبب كوني إمرأة فقد كانت الأسعار مرتفعة للغاية". يقوم مدير المصنع لديها الآن بهذه المهمة، ولكن شكري عانت كثيرا في إختيار عاملين ذوي ثقة تشعر بالإرتياح في التعامل معهم.
لم تشاركنا شكري بمعلومات مفصلة حول الأرباح التي يحققها "باي بابوزا"، ولكنها تصف الشركة بأنها "إستثمار ناشئ يتقدم الى الأمام بثبات"، وتتطلع الى البدء في تصدير منتجاتها الى الشرق الأوسط ثم الى العالم في وقت ما قريبا. وتضيف شكري متحدثة عن طموحاتها، "أتطلع الى الحصول على مزيد من الدعاية، وربما التعاون مع آخرين، فعقلين دائما أفضل من واحد".
تُعتبر شكري بالفعل من الرواد، وإذا ما نجحت في تنفيذ رؤيتها، فإنها ستمهد الطريق لرواد أعمال محليين آخرين، وخاصة من النساء، في سبيل بناء علامات تجارية تعكس ماضي مصر و مستقبلها.