حديقة تكنولوجية تنطلق من قلب ميدان التحرير لدعم المبدعين والرواد
[شاركت ناينا كيرلي بكتابة الموضوع]
ينتظر ميدان التحرير بقلب القاهرة أن يشهد ثورة جديدة، ولكنها هذه المرة ستكون ثورة تكنولوجية يُنتظر أن تغير مصير الشركات الناشئة والمتوسطة المعنية بالتكنولوجيا وان تتيح للمستثمرين مجالاً أوسع للنمو بأعمالهم من خلال بيئة تكنولوجية بمقاييس عالمية توفر فرصاً لتبادل الأفكار والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
هذا ما أعلنته الجامعة الأمريكية في القاهرة خلال مؤتمر صحافي عقدته يوم الخميس 14 نوفمير/تشرين الثاني في حرم المبنى اليوناني المملوك للجامعة، والواقع بقلب ميدان التحرير، لتزف نبأ توقيعها إتفاقية مع شركة “Tahrir Alley Technology Park” المصرية، تقوم بموجبها الشركة بإستئجار المبنى لمدة 10 سنوات بهدف تحويله إلى أول حديقة تكنولوجية على أرض مصر باسم "ذا جريك كامبس" The GrEEK Campus، وهو الاسم الذي اختارته الإدارة لترمز إلى الإندماج بين الإسم الأصلي للمبنى ومصطلح Geeks، الذي يشير في اللغة الإنجليزية إلى شريحة المبدعين والمولعين بقطاع التكنولوجيا.
وبمساحة شاسعة ومباني شاهقة تعكس روح العراقة والأصالة، يقع المبنى اليوناني في ميدان التحرير على مساحة 25 ألف متر مربع. وبموجب الإتفاقية بين الجامعة الأمريكية في القاهرة وTATP سيكون للأخيرة حق التشغيل والإدارة بعد إعادة إحياء المباني الخمسة بمجمع المبنى، الذي طالما كان محور النشاط الإجتماعي لطلاب الجامعة على مدار 50 عاماً، حتى تم اقفاله عام 2008، بعد إنتقال الجامعة إلى ضاحية التجمع الخامس، وظل مغلقاً حتى قررت TATP أن تحوله من مبنى عريق يحمل عبق التراث إلى منارة للتعليم والإبتكار في مصر.
ولخلق بيئة إبداعية متكاملة الأركان، سيتم تزويد "ذا جريك كامبس" بأعلى مستويات من التطور التكنولوجي من خلال معامل تكنولوجية وانترنت لاسلكي مركزي، وخدمات أمن على مدار الساعة، وبريد سريع، وغرف للإجتماعات، وقاعات للندوات، ومركز طباعة، وفريق صيانة على مدار الساعة، فضلاً عن طرحها مساحات إدارية متباينة للإيجار، تشمل مساحات بفواصل زجاجية متحركة، بما يتتاسب مع الإستخدمات المختلفة لكل مستأجر على حدا، هذا بالإضافة إلى مرافق مميزة تتضمن صالة جيمانزيوم، وحضانة أطفال، ومجموعة مطاعم، وأماكن لإنتظار السيارات.
ونشأت فكرة "ذا جريك كامبس" على يد "أحمد الألفي"، مؤسس TATP، وهو أيضاً المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سوارى فينشرز Swarai Ventures التي تملك فلات6لابز Flat6Labs، مسرعة أعمال المشاريع الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي قامت بتخريج 45 شركة ناشئة منذ بدايتها عام 2010 وحتى الآن.
وفي حديثه إلى "ومضة"، أوضح الألفي رؤية الحديقة التكنولوجية التي يؤسس لها شارحاً أنه يعمل على خلق بيئة تجمع بين المبدعين من الشركات الكبيرة والناشئة تحت سقف واحد، وتتيح مجالاً للتفاعل المثمر المستمر بين المخترعين والمستثمرين، بما يدعم تشكيل نقلة ثقافية وتكنولوجية بالمجتمع، ولتلك الأسباب تعتزم المدينة التكنولوجية إستضافة ندوات ومؤتمرات في مجال التكنولوجيا بالإضافة إلى معارض فنية مفتوحة وحفلات موسيقية.
"فلينتظر العالم شباب مصري ناجح وواعد في قطاعي التكنولوجيا والأعمال، وفليعلم المولعون بجديد التكنولوجيا والإتصالات أنه قد أصبح لديهم بيتاً جديداً يستوعب أفكارهم ويرعاهم بقلب القاهرة، وفلتتأهب مصر لتعود إلى موقعها الريادي الأصلي بين دول العالم بفضل حديقة "ذا جريك كامبس". هذا ما اتفق عليه أصحاب الكلمة الأربعة خلال فعاليات المؤتمر: الدكتورة ليزا أندرسون، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور عمرو سلامة مستشار الجامعة، وطارق طه المدير التنفيذي لـلمدينة التكنولوجية، والألفي.
وبوصفها تجربة فريدة من نوعها تنشأ للمرة الأولى في مصر، لا تنافس "ذا جريك كامبس" أياً من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة تعليمية متخصصة في شؤون البحث العلمي، أو القرية الذكية، التي تعتبر مجمعاً للمشاريع الإستثمارية الرائدة في مصر، بل هي تشكل حالة إندماج بين المؤسسات البحثية والمجتمع العلمي الثقافي، وهي تضع في أولوياتها دعم الشركات الناشئة للخروج بأفكارها إلى النور. ولذا تعتزم "ذا جريك كامبس" طرح مساحات تأجيرية للشركات الناشئة بأسعار تتناسب مع إمكانياتهم، حسب تصريحات طه للصحافيين بالمؤتمر.
أما الألفي، فيرى أن العلاقة بين "ذا جريك كامبس" والقرية الذكية ستكون علاقة تكاملية وليست تنافسية، إذ أنه يؤكد أن الشركات الرائدة ستحرص على أن يكون لها تواجد بالمقريٌن.
وبمجرد إفتتاح "ذا جريك كامبس" The GrEEK Campus رسمياً، وهو ما يُنتظر أن يتم خلال الربع الأول من عام 2014، تتجه الأنظار لإستقبال عصر جديد بمفاهيم مستحدثة تعلن إنقلاباً غير مسبوق على نمطية المشاريع المعنية بقطاع التكنولوجيا في مصر.