كيف يمكن لموقع عرب تيربو جني المال من مقالاته؟
في قطاع الإعلانات المبوّبة، أصبحت مصر سوقاً عالية التنافسية إذ تتنافس شركات مثل "الوسيط" المجددة و"دوبيزل" و"بِكم" من "آفيتو" Avito للهيمنة على هذا القطاع. ولكن لدى "الوسيط" بعض الأفضلية التي قد تساعدها في المحافظة على حصة في السوق حتى لو أنفقت الشركات الأخرى بشكل كبير على الإعلانات.
فـ"الوسيط" ليست مجرد شركة مصرية بل مجلة مطبوعة بدأت منذ منذ أكثر من عقد وتوزّع في 35 مدينة في أنحاء العالم العربي. وموقعها المتجدد للإعلانات المبوبة الإقليمية الذي انطلق عام 2009 هو اليوم "مزيج من "كريغ ليست" Craigslist والصفحات الصفراء "ويلب" Yelp، كما يقول آندي عبّار المدير العام للقسم الإلكتروني من "آي دبليو آي" AWI وهي الشركة الأم لـ"الوسيط". وبدلاً من مجرد عرض الإعلانات، تقدم "الوسيط" دليلاً لخدمات أخرى، فالباحثون عن شقق يمكنهم مثلاً العثور على توصيات بدهانين محليين أو خدمات نقل أو شركات تأمين.
قامت "الوسيط" ببناء "آي دبليو آي"، إحدى أكبر الشركات الإعلامية في المنطقة، التي أسّست الكثير من مواقع المحتوى الشعبية بينها ليالينا و"ماري كلير أرابيا" و"فورتشين أرابيا" و"جالا" Gala و"توب غير أرابيا" Top Gear Arabia وصحيفة البلد من قاعدتها في دبي.
وهذا يعطي "الوسيط" أفضلية عن غيرها. ففي حين تواصل "آي دبليو آي" في إطلاق مواقع محتوى متخصص، تقوم أيضًا بإرشاد القرّاء إلى "الوسيط" من أجل شراء المنتجات التي يقرأون عنها. وخير مثال على ذلك هو "عرب تيربو"، وهو موقع يقدّم محتوى خاص بالسيارات، انطلق ليقدم آخر الأخبار عن السيارات والدراجات النارية وغيرها كما وأنه ينشر فيديوهات مضحكة وسيارات حديثة للبيع، والكثير من هذه المحتويات تعيد توجيه القراء إلى إعلانات ذات صلة تنشرها "الوسيط".
إنه لنموذج ذكيّ، يغري المستخدمين للاستمتاع بمحتوى متخصص ومن ثم يشجعهم على مواصلة التصفّح والتسوّق في النهاية من الشركات التابعة لـ"آي دبليو آي"، لإبقاء القارئ ضمن إمبراطورتيها الإلكترونية.
حتى الآن، نجحت هذه الاستراتيجية مع "الوسيط". فإعادة تصميم الموقع رفع عدد الزوار ليصل إلى 650 ألف زائر فريد ومليون زيارة و6.5 مليون مشاهدة صفحة. وزاد متوسط الوقت على الموقع إلى 5:30 دقيقة. وساعد ذلك في زيادة الإعلانات المدفوعة (الإعلانات الهامّة أو الطارئة) إلى حوالي العشرة يومياً من أصل 3000 يومياً معظمها مجانية.
تصنف Effective Measure "الوسيط" اليوم في مرتبة أعلى من "دوبيزل" في فئة الإعلانات المبوبة، حيث جمعت 83 ألف زائر فريد أسبوعياً في مصر مقارنة بـ75 ألف لـ"دوبيزل". وتنوي "إيه دبليو آي" أن تطوّر النموذج من خلال التخصص بما تبرع به. ويقول عبّار "لا تقنعني فكرة العمل على مجلة غير رقمية وتحويلها إلى رقمية ثم تسميتها بالمحتوى الرقمي. عملي يقوم على بناء تجارب على الإنترنت مرتبطة بفئات محددة".
المحتوى هو الأهمّ
مع "عرب تيربو"، تخطط "إيه دبليو آي" لزيادة الحركة على الموقع وتأخذ "ليالينا" مرجعًا لها. فهذا الأخير هو موقع يقدم أخبارًا عن الموضة، انطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر ويجذب اليوم حوالي مليوني زائر فريد شهرياً ومليوني معجب على فايسبوك وهو أمر يقول عبّار إنه جعل منه موقع لمحتوى الموضة في المنطقة، خصوصاً في شمال افريقيا والمشرق. وكما توقعنا في وقت سابق هذا العام، فقد نجح الموقع في التغلّب على منافسين مثل "نواعم".
يقول عبّار "تعلّمنا قليلاً من ليالينا، وتنصّ خارطة الطريق الخاصة بنا للعام 2013 على إطلاق موقع لمحبي السيارات". وثمة اهتمام كبير بالعقارات والوظائف وغيرها من الأقسام على الوسيط غير أن عبّار يقول إن السيارات تطغى على أكثر الأقسام شعبية.
وليس مفاجئاً أن "عرب تيربو" هو الأكثر شعبية بين الذكور في الخليج. وبمثابته موقع خاص بالسيارات والدراجات النارية، فإنه يتنافس مباشرة مع "موتوراتي" و"بسرعة".
إضافة إلى الصور والألبومات والفيديوهات، يقدّم "عرب تيربو" مقالات مترجمة حول مواصفات السيارات، وفيديوهات مسلية وتقارير ومعارض سيارات إلى جانب فيديوهاته الأصلية الأسبوعية لتجارب القيادة لبعض من أكثر السيارات إثارة. ويقدم الفريق أيضاً محتوى مدفوعاً سينشر على "أم أس أن أرابيا" MSN Arabiaعلى أمل زيادة الشراكات المماثلة.
بناء إمبراطورية على الإنترنت
مجدداً، التعاملات عبر "عرب توربو" هي أحد أبرز أهداف إيه دبليو آي"، ويقول عبّار "نحن نربط نوعاً ما بين سيارات عرب توربو والوسيط فيمكنك أن ترى إن كانت السيارة التي تقرأ عنها موجودة في الوسيط في مدينتك ويتم توجيهك إليها لشرائها".
ولكن حتى الآن، يركز فريق "إيه دبليو آي" الذي يضم 20 شخصاً على الزوار أولاً. ويقول عبّار "نحن لا نضع جني المال في رأس أولوياتنا. بل نركز على بناء الفريق المناسب والمنتج المناسب وعدد الزوار المناسب وحين نحصل على الثلاثة، سيساعدنا ذلك في جني المال".
تقوم "ليالينا" أيضاً بتوجيه الزوار إلى "عرب تيربو" عبر مقال تنشره عن السيارات الفخمة بين الوقت والآخر. وسيكون مثيراً للاهتمام أن نرى "عرب تيربو" يساهم في هذه القفزة الهائلة في شعبية موقعه الشقيق خلال الأشهر العشرة الأخيرة.
أمّا "الوسيط" في المقابل، فسيسهّل عملية الشراء حيث سيطلق تطبيقاً للمحمول في الأسابيع المقبلة (خطوة ذكية بخاصة وأنّ المزيد من المستخدمين يشترون عبر الهاتف الذكي) وسيطلق نسخة إنكليزية في نهاية العام الجاري.
يقول عبّار "أنا أؤمن بأن المنطقة تتجه إلى تحقيق شيء كبير، على الرغم من التحديات والتوترات التي تعاني منها. وهذا وقت مثير للحماسة وأتمنى فقط لو كان اليوم أكثر من 24 ساعة لأنه ثمة الكثير من الأمور التي عليّ القيام بها. ولكن السماء حدودنا".