ستّ نصائح لإطلاق حملة تمويل جماعي ناجحة لمشروعك
هل لديك فكرة جنونية تعتقد أنّها ستنجح؟ لحظّك أنّ "ذومال"، موقع التمويل الجماعي الوحيد في المنطقة العربية، على وشك أن يُطلق "مسابقة الإبداع" برعاية منظمة التنمية الدولية، "هايفوس" Hivos. كلّ حملة تمويل جماعي تبدأ أو تنتهي بين الأول من أكتوبر/تشرين الأول والأول من نوفمبر/تشرين الثاني ستتأهل للفوز بمبلغ يناهز عشرة آلاف دولار لتستخدمه في تحقيق فكرة المشروع.
إذا كنت جديداً في هذا المجال، فالتمويل الجماعي هو تحديداً ما يُفهم من العبارة: حثّ جماعة (من أصدقائك ومعارفك في الإطار المهني ومتابعيك أو حتى أشخاص غرباء) على تمويل مشروعك، مهما كان. وفي حين أنّه يمكنك استخدام التمويل الجماعي لتمويل أي فكرة، غالباً ما تلائم هذه الاستراتيجية أكثر المشاريع الإبداعية؛ تلك المشاريع الغريبة والخارجة عن المعتاد التي لا يقبل بتمويلها المستثمرون الكبار لكونها حافلة بالمخاطر. ولكن، للاستغناء عن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة حسناته أيضاً وأبرزها الحرية بالمنتج و/أو المحتوى، هذه الحرية التي يحتاج إليها الفنانون والتي لا يوفرها لهم عادة رعاة المشاريع الكبار (ما عليك سوى أن تسأل "مشروع ليلى" عن ذلك).
بالاعتماد إلى قائمة نصائح سابقة من رواد أعمال عرب، هند حبيقة وابراهيم خليل، جمعنا قائمة جديدة تتوجه هذه المرة بشكل خاص إلى المبدعين. تحدّثنا في "ومضة" مع رائدتي أعمال عربيتين شابتين هما لين صادر، التي نجحت في تمويل حملت فرشاة الأسنان "زيس" THIS عبر "ذومال" (بجمعها 18 ألف دولار في 58 يوماً)، وإسراء الشافعي التي يُعرَض مشروعها "ميد إيست تيونز" Mideast Tunes الآن على "ذومال" ليطلق المزيد من الخصائص بما فيها واجهة برمجة تطبيقات عامة، إضافة إلى مدير "ذومال" التنفيذي، عبدالله عبسي، ليعطونا نصائح عن كيفية إطلاق حملة تمويل جماعي ناجحة.
أولاً، اختر المنصة المناسبة. ستجذب المشاريع التي تقع في المنطقة العربية من دون شك عدد مساهمين على "ذومال" أكبر مما لو اختارت مواقع عالمية مثل "إنديجوجو" Indiegogo و"كيك ستارتر" Kickstarter. وتقول الشافعي إنّ حملتها الأولى مع "إنديجوجو" "لم تضعنا أمام الجمهور المناسب"، ولكن، مع "ذومال" "يمكنك التواصل مع أشخاص يهتمون للإبداع في العالم العربي بقدر ما تهتم أنت. [في "ذومال"] أشعر أنّ لدينا فرصة فعلية في تمويل هذا المشروع".
ضع جدولاً زمنياً. يتطلّب نجاح التمويل الجماعي جهداً كبيراً، وربّما وقتاً أكثر بكثير ممّا تظنّ: تعزو الشافعي جزءاً من فشل حملة "ميد إيست تيونز" على "إنديجوجو" لكونها كانت منهمكة جداً لتتمكن من العمل عليها كما يجب. فرواد الأعمال أشخاص كثيرو الانشغال. لذا، إذا كان وقتك محدوداً، فمن الأفضل لك أن تمضيه حيث يكون الأكثر فعالية. لذلك ينصح فريق "ذومال" بأن توفر جهودك الكبرى للنهاية، فحينئذٍ ستخلق حسّ استعجال لدى الناس (بالعدّ العكسي أو بطريقة أخرى) وذلك سيحمّسهم على المساهمة في آخر لحظة.
فكّر ملياً بالأسواق التي تستهدفها. فمن الأسباب التي كانت وراء نجاح فرشاة أسنان "زيس" أنّ صادر تمكنت من التعرف إلى الأسواق التي ستهتم الأكثر بمنتجها قبل أن تبدأ الحملة حتى. فقد أدركت أنّ فرشاتها هي عبارة عن مسواك تقليدي معاد تصميمه، والمسواك عود تنظيف أسنان يقال إنّ النبي محمّد أشاد بمنافعه، وعرفت أنّ هذه الفرشاة ستلقى إعجاب المجتمعات الإسلامية التي على دراية بهذا العود، وكل من يهتم بالبيئة، ومجتمع التصميم الصناعي، ومعارفها في نيويورك الذين كانوا يسمعونها تتكلّم عن هذا المنتج منذ أشهر.
وبعدئذٍ، ابذل مجهوداً لتتواصل بحقّ مع معارفك. وبخاصة إذا كنت تجمع المال لمنتج صممته أو منصة موسيقية، لا تفترض أنّه ما عليك سوى نشر رابط على مواقع التواصل الاجتماعي وأن هذا الرابط سيجذب الأموال لوحده. فبالإضافة إلى نشر الإعلانات على صفحات التواصل الاجتماعي التي يزورها أفراد الأسواق التي تستهدفها (والتي سينزعجون منها لفترة وجيزة ومن ثمّ ينسون أمرها)، ستحتاج إلى إرسال رسائل إلكترونية شخصية لأصدقائك وأقربائك ومعارفك المهنية تتضمن معلومات عن المشروع ومقطع فيديو وملاحظة شخصية منك عن قدر امتنانك إذا قام هؤلاء الأشخاص بالتبرع أو مرروا هذه الرسالة لمعارفهم.
فسّر كيف تجري العملية. يجب أن تتضمن هذه الرسائل أيضاً معلومات عمّا سيشمل تبرّعهم – بالتركيز بشكل خاص على المكافآت. فتقول صادر: "بدأ الناس يتطلعون الآن على التمويل الجماعي. سيتوجب عليك أن تفسّر لهم بالتفصيل ما يترتّب على تبرعهم من تبعات". تركّز صادر على أنّه يجب أن تقدّم للناس مكافآت مشخّصة وأن تحرص على أن يعرفوا أنهم سيحصلون عبر تبرّعهم على مكافآت قبل أن يزوروا الصفحة حتى.
صوّر مقطع فيديو قصير وجميل تخبر فيه الناس عن قصتك الشخصية. فمنتجك لا يعني الناس شخصياً بحسب إسراء الشافعي، مؤسِسة "ميد إيست تيونز"، لكنّ قصتك ستكون كذلك. وتوافق لين صادر على ذلك أيضاً: إذ يتكلّم الفيديو الذي أتقنت إنتاجه بأغلبيته عن خلفيتها كمصممة والمسيرة التي اتبعتها فكرتها بدءاً من صف التصميم الذي سجّلت فيه في نيويورك إلى حيث وصلت اليوم وقد شكّل "جزءاً كبيراً من الحملة"، كما تقول. والأمر نفسه ينطبق على مقطع فيديو لـ "مشروع ليلى" الذي صورته الفرقة الموسيقية لحملتها الناجحة على "ذومال"، مع أنّ عازف الغيتار، فراس أبو فخر، كما الشافعي من "ميد إيست تيونز" يركّزان على أهمية إبقاء مقطع الفيديو قصيراً. فالهدف هو أن تعرض على الناس مقطعاً يمكنهم مشاهدته بسرعة، والاستمتاع به، والانعجاب به بما يكفي ليتشاركوه مع أصدقائهم على الأقل.
هذه النصائح ليست سوى غيضٍ من فيض! لمزيد من النصائح، ألقِ نظرة على هذه المستندات التي حضرها فريق "ذومال". وأخيراً، كن مبدعاً، وليحالفك الحظّ!