برامج تمويلية وتوجيهية خليجية تدعم رائدات الأعمال
تعاني رائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط من عقبات عديدة عندما يحاولن إقتحام سوق العمل. ومع ظهور برامج تمويلية وتوجيهية عدة تهدف الى دعم شركات ناشئة أسستها رائدات أعمال، يظهر تحول جديد في الأفكار في المنطقة، قد يشير الى مستقبل أفضل للنساء في سوق العمل وزيادة في فرصهن لتأسيس شركات ناجحة.
في قطر، أُعلن في مطلع شهر تموز/يوليو الجاري عن تأسيس صندوق تمويلي جديد مُعد خصيصا لتمويل مشاريع رائدات الأعمال. وتكوّن الصندوق بشراكة بين مجموعة "دي في كيه" DVK Group البريطانية المتخصصة في الحلول التمويلية وواحدة من أميرات العائلة المالكة في قطر، ويُنتظر أن يبلغ رأس مال الصندوق، الذي سينطلق تجريبيا بعد نهاية شهر رمضان الحالي، ٥٠٠ مليون دولار أمريكي.
لا تقتصر الفرص الجديدة التي باتت متاحة أمام رائدات الأعمال في المنطقة على البرامج التمويلية فحسب، ولكن النساء المالكات لشركات ناشئة يمكنهن كذلك الحصول على منح توجيهية تهدف الى تطوير قدراتهن على إدارة أعمالهن، عن طريق برنامج منح "جرو" GROW Fellowship Program الذي يستهدف إكساب رائدات الأعمال في المنطقة مهارات إدارية وإستثمارية جديدة.
وفي حين تختلف إحتياجات المرأة من سوق العمل عما يحتاجه الرجال، تشير دراسات الى أن أكثر من ٦٠٪ من النساء يعتبرن مفهوم النجاح في بيئة العمل هو تحقيق التوازن بين حياتهن الشخصية وأعمالهن. ولكن هناك نسبة من النساء ممن يرغبن في تأسيس شركاتهن الخاصة، وتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في حياتهن العملية. وتواجه هذه الشريحة عقبات تتعلق بثقافة المجتمع وآليات إتمام المعاملات الحكومية والصفقات في أسواق العمل في المنطقة.
لا يعني ذلك أن رائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط لم تستطعن تحقيق نجاحات كبيرة أو تأسيس شركات واعدة، فهناك أمثلة عديدة لشركات نسائية ناشئة نجحت في إقتحام أسواق جديدة مثل "يتوق" المتخصصة في إنتاج حلول القهوة العربية سريعة التحضير، والتي أسستها السعودية لطيفة الوعلان، وشركة "فارما ميد" Pharmamed التي تزود المؤسسات العلاجية بالمستحضرات الطبية، والتي أسستها رائدة الأعمال اللبنانية حنان صعب، ولكن واجهت رائدات الأعمال الناجحات مصاعب كبيرة في سبيلهن للوصول الى ذلك.
وتتجه الأمور مؤخرا في العديد من دول المنطقة الى الأفضل بالنسبة للنساء، خاصة فيما يتعلق بفرصهن في تأسيس شركاتهن الخاصة والحصول على وظائف أفضل. فقد إتجهت دول مثل السعودية، التي تعد من بيئات العمل الأقل تشجيعا للنساء، الى وضع قوانين وأنظمة جديدة لتعزيز توظيف النساء ولجعل القوانين أكثر مرونة لهنّ في مجال العمل، كما ظهرت مواقع تُعنى حصرا بتوظيف النساء في السوق السعودية.
ولا يختلف الأمر كثيرا في دول خليجية أخرى تمتلك ظروف مشابهة، فقد حصلت شركات تمتلكها رائدات أعمال من النساء على ٣٠٪ من إجمالي المنح التمويلية التي قدمها "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" في الإمارات خلال الربع الأول من العام الحالي، وتبلغ إجمالي قيمة هذه المنح التمويلية ١٤ مليون دولار أمريكي. ويقدم هذا الصندوق، الذي تأسس عام ٢٠٠٧، برامج تمويلية مختلفة لدعم إطلاق ونمو الشركات الناشئة ورواد الأعمال في الإمارات.