ما سرّ نجاح هذه اللعبة الصينية في الكويت؟
عندما أطلقت الشركة الدولية للألعاب، "هابي لاتيه" Happylatte، لعبتها الأولى حول رعاة البقر، "هاي نون" High Noon، في العام 2010، لم يتوقع فريق العمل أن تلقى هذه الشعبية في الكويت. فلم تكن تركز الشركة التي تقع استوديوهاتها في بكين على اجتذاب أي سوق محددة؛ لذا ما زالت حتى اليوم لا تدري لِمَ استحوذت اللعبة على كل هذا الاهتمام في هذه الدولة الخليجية الصغيرة.
يقول في هذا الإطار جثرو كرامب، رئيس النشر: "يتركز حوالى 60% من مستخدمينا في الشرق الأوسط وبخاصة في الكويت. لقد أجرينا كمّاً لا بأس به من الأبحاث حول هذا الموضوع وما زلنا لا نملك إجابةً واضحة. كل ما يمكننا اعتقاده هو أنّنا أطلقنا على الأرجح اللعبة بالتوقيت المناسب وكان من السهل التعريف عنها عند بيع هاتف".
ومع أنّ البيانات الملموسة المتوفرة قليلة جداً، يقدر البعض أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في الكويت تناهز 75% وهي ما زالت ترتفع.
والآن، أطلق استوديو الشركة نسخة أحدث، "هاي نون 2" وهي لعبة مشابهة عن رعاة البقر تسمح للاعبين بالتبارز مع بعضهم البعض. فما على اللاعب سوى أن يختار سلاحه (من بندقية خرطوش أو بندقية أو مسدس أو حتى ديناميت) وأن يصوّب بالهاتف ويُطلق النار على اللاعب الآخر لإحداث ما يكفي من الضرر وإسقاطه قبل أن يقتله هذا اللاعب الآخر.
تستخدم اللعبة مقياس التسارع الموجود في الهاتف الذي يستوجب على اللاعبين أن يسحبوا هاتفهم ويرفعوا جزءه العلوي نحو الأعلى ويصوبوه على خصمهم ثم ينقروا على الشاشة لإطلاق النار.
وفيما تتعقب اللاعبين الآخرين المدرجين على قائمة S*** list (أي لائحة الأعداء)، تشجعك اللعبة على التباري من جديد. يمكن للاعبين أيضاً أن يختاروا الجندر ومظهر شخصيتهم في اللعبة وأن يشتروا ثياباً وتحسينات وأسلحةً جديدة بالمال الذي يربحوه عند هزم أعدائهم؛ كما يمكنهم الحصول على المزيد من المال الخاص باللعبة عبر شرائهم ميزات إضافية داخل التطبيق.
اللعبة ممتعة جداً، وقد أصبحت أنا
أيضاً مدمناً عليها بعض الشيء، إلاّ أنّها تتطلب اتصالاً جيداً
بالانترنت، وذلك أمرٌ يغيب عن لبنان، كما أنّه يصعب التحكّم باللعبة
جيدًا في البداية.
تحقيق ثروة من "حيتان" الشرق الأوسط
ترى مديرة التواصل الاجتماعي والاتصالات في "هابي لاتيه"، ميشال تشو التي تنتمي إلى فريق الشركة المؤلف من 77 فرداً، أنّ نظام تصنيف اللعبة هو ما يُكسبها هذه الشعبية في العالم العربي. فتقول: "قال أحد أكبر محبي اللعبة الأوفياء في الشرق الأوسط إنّ "السمعة" هي الأهم بالنسبة له ولأصدقائه". فمن يستحوذ على أكبر مبلغ مال في اللعبة ومن تكون غنيمته الأعلى، وهما أمران تكسبهما عبر هزم أرفع الخصوم مستوىً، يتصدر اسمه قائمة ترتيب اللاعبين.
تتوفر اللعبة على "أندرويد" و "أي أو إس" وهي مجانية، ولكن، كما سبق أن ذكرتُ، تقدم اللعبة خيار شراء الميزات من داخل التطبيق. ويقر كرامب قائلاً: "كما هي حال سائر الألعاب المجانية، عدد صغير جداً من الناس يدفع لشراء ميزات في اللعبة ونسبة الشارين بالكاد تناهز الـ 2%".
ومع أنّ معدل شراء ميزات من داخل التطبيق في النسخة الأولى كان أقل بحوالى 30% في الكويت مما هو عليه في الولايات المتحدة، ما زال فريق "هاي نون" يعتبر الكويت والمنطقة العربية مصدر دخل عظيم، بفضل بعض "الحيتان" أو اللاعبين الذين ينفقون آلاف الدولارات على شراء ميزات من داخل التطبيق. فيقول كرامب مازحاً: "لدينا لاعبين أنفقوا أكثر من عشرة آلاف دولار في اللعبة، ليتنا نرى المزيد منهم. لكنّ عدداً لا بأس به أيضاً من اللاعبين قد أنفقوا أكثر من ألف دولار في اللعبة".
والآن، في شهر رمضان المبارك، تنظم لعبة "هاي نون 2" عدة منافسات داخل اللعبة، مقدّمة للاعبين فرصة الفوز بمزيد من المكافآت والعملة داخل اللعبة.
التعويل على النجاح السابق
يمكننا أن نعزي جزءاً من نجاح اللعبة على الأرجح إلى إدمان المستخدمين على استخدام مقياس الإسراع في الهاتف الذكي، كان وقد قرّر فريق العمل مسبقًا استخدام كامل الوظائف الموجودة في كل هاتف ذكي.
كما أراد الفريق إعداد لعبةٍ يمكن للاعب لعبها على دفعات قصيرة مكثفة، فيبدؤها ويوقفها بسهولة بين الاجتماعات.
وقد حقق الفريق هدفه؛ ففي العام 2010، أدرِجت النسخة الأولى من اللعبة على قائمة التطبيقات العشرة الأكثر ربحاً في متجر تطبيقات "أي أو إس" في ستين بلداً واحتلت المرتبة الأولى في عشرين بلداً، حيث بلغ عدد مستخدميها مليونين في الشهر في ذروة نجاحها. وقد لاقت نجاحاً على وجه خاص في الكويت وهونغ كونغ وسنغافورة والسويد وفقاً لتشو؛ وحتى اليوم شهد التطبيق أكثر من 12 مليون تنزيلٍ.
ومع تزايد شعبية اللعبة،
تزايد طلب مشجعيها على أمرين: الأول شخصيات نسائية والثاني نسخة عن
اللعبة لهواتف "أندرويد". على مدى العام الماضي، أضافت "هابي لاتيه"
هذين العنصرين كما ورسوماً ثلاثية الأبعاد وترجمةً عربية وطريقة لعب
محسنة؛ ما يجعل من "هاي نون 2" أفضل بكثير من النسخة الأصلية ولعبة
متكاملة كيفما نظرت إليها.
ربما يتمكن مطورو الألعاب في المنطقة من إعداد لعبة تلقى هذه الشعبية
ويستفيدون من مقياس الإسراع في الهاتف الذكي وكامل قدراته، ويجعلوا
اللعبة تجربةً يطغى عليها الطابع الاجتماعي عبر تشجيع اللاعبين
على التباري مع أصدقائهم.
ويضيف كرامب هنا: "ما من شيء معيّن يحبه اللاعبون في رعاة البقر"، ولكن، بفضل القدرة على تعديل الشخصيات وإمكانية تعدد اللاعبين وتصميم اللعبة غير المحلي، ربما يستمتع اللاعبون العرب بهذه اللعبة لأنها تصرف انتباههم عن أحداث المنطقة المقلقة.