شركة قسائم أوروبية على المحمول تختبر سوق دبي
مع تراجع شعبية مواقع الصفقات اليومية، لربما قد حان الوقت للعودة إلى القسائم العادية الأساسية، وهذا بالتحديد ما تركز عليه "تو فور وان جو" TWOFORONE GO، المنصة الجديدة للهواتف المحمولة. وكما يدّل عليه اسم الموقع "اثنين بثمن واحد"، سيستفيد الزبائن من عروض على المطاعم والمنتجعات والمحال التجارية في الدنمارك ودبي.
هذه الفكرة شبيهة بنموذج "ذي إنترتينر" The Entertainer، وهو كتيّب مطبوع فيه قسائم على عروض لقي رواجاً في أنحاء الخليج وقبرص، فتلقى استثماراً من شركة "ريادة لتطوير المؤسسات" Riyada Enterprise Development منذ حوالى العام.
وها إنّ TWOFORONE GO تأمل الآن أن تأخذ حصةً من سوقه. بعد أن عمل رائد الأعمال السويدي روبرت ميزا لسنوات عدة في الولايات المتحدة في شركة لكتيبات قسائم العروض والترفيه، قرر أن يُطلق منصته الخاصة بالهواتف المحمولة على نظامي تشغيل "آيفون" و"آندرويد" في أوائل العام الماضي.
وبالرغم من أنّه أطلق المنصة في الدنمارك أيضاً، نقل مقر عمله إلى دبي بناءً على نصيحة مستثمريه الذين يعملون في الإمارات. ويقول ميزا: "أتينا العام الماضي لنختبر السوق ونرى ما إذا كان من طلب على المنتج. لقينا إقبالاً جيداً جداً وتجاوباً من زبائننا وتُجّارنا، لذلك انتقلنا لنعمل هنا بالكامل في شهر أيلول/ سبتمبر".
ومنذ ذلك الحين، انضم أكثر من سبعة آلاف مستخدم إلى المنصة المجانية التي تجذب حوالى مئتي مستخدم جديد في اليوم منذ انطلاقها. كما لدى الفريق ثلاث مئة تاجر مسجل في كلا دبي والدنمارك وهو يبدأ الآن بالتوسع في أوروبا والخليج.
غير أنّه بدلاً من التوجه إلى الرياض، يسعى الفريق إلى التوسع نحو ستوكهولم كخطوة تالية حيث وظّف أكثر من 100 تاجر ولديه فريق مبيعات. ويقول ميزا في هذا الإطار: "حسب الإقبال الذي نلقاه، قد نقرر التوسع في الشرق الأوسط أيضاً".
كيف يعمل
النموذج؟
يشتري الزبائن باقةً من العروض مقابل مجموعة متنوعة من الأسعار وبطرق عدة، على أنّ باقة العروض الأغلى ثمناً في دبي والتي تتضمن 680 عرضاً يبلغ سعرها 199 درهماً (55 دولاراً) وذلك مقابل اشتراك لعام كامل. كما تقدم "تو فور وان جو" أيضاً من وقت إلى آخر العرض مجاناً لأول خمسة آلاف شخص يذهب للاستفادة من العرض لتحفيز الناس على تناقل العرض بين بعضهم البعض. ويمكن للمستخدمين الدفع من خلال التطبيق أو عبر بطاقة الائتمان.
عندما يريد المستخدم أن يستفيد من العرض، ما عليه سوى أن يضغط على العرض على شاشة التطبيق فتظهر أمامه المهلة المحددة لإظهار القسيمة للتاجر. في المطاعم، يبقى العرض سارياً بعد الضغط عليه لخمسة عشر دقيقة، وهو الوقت الكافي لدفع الفاتورة. بعد انتهاء هذه المهلة، يعتبر التطبيق أنه تم الاستفادة من العرض ولا يعود بإمكان المستخدم الاستفادة منه مرة أخرى. وهذا يعني أنّه يمكن للمستخدمين التخطيط لمشروعهم مسبقًا لكن لديهم مهلة قصيرة جداً للاستفادة من العرض متى ضغطوا عليه.
أما أبرز العروض التي تقدمها المنصة، فهي إما مع المطاعم أم المنتجعات، إذ أنها تدفع الناس إلى شرائها جماعيًا (شخصين بثمن واحد)، وهذا ما يزيد من شعبية التطبيق. فيفسّر قائلاً: "كل ما في الأمر هو أنّنا نشجع الناس على الانخراط في المجتمع أكثر وعدم الخروج بمفردهم بل مع الأصدقاء، فيتشاركوا التجربة معاً".
من دبي إلى أوروبا
أما في ما يتعلق بمنافسين مثل "ذي أنترتينر"، فيصرّ ميزا على أنّ
الكتيبات المطبوعة ومنصات قسائم على المحمول لا يمكن مقارنتها مع ما
تقدمه منصة "تو فور وان جو" من حيث عدد العروض وواجهة المستخدم التي
طوَّرها استناداً إلى وآراء الزبائن وتعليقاتهم.
كما يشير ميزا إلى أن دبي تصبح يوماً بعد يوم مكاناً مثاليًّا للشركات الناشئة الأوروبية لتختبر السوق وتتوسع. وهو ينصح الشركات الناشئة أن تنتقل إلى دبي من دون تردّد. ويضيف: "ولكن، يجب تذكُّر أن ريادة الأعمال ليست بالأمر السهل. فقد يكون اليوم أفضل أيام حياتك، وغدًا سيئاً لدرجة تدفعك للتساؤل كيف ستتمكن من الصمود. الأمر أشبه بأفعوانية".
ومع ذلك، يخطط الفريق للتوسع في أوروبا مجدداً بدلاً من المنطقة العربية، مع أنّه قد يطلق المنصة في أبو ظبي. ويقول ميزا هنا: "علينا القيام بالمزيد من الأبحاث ووضع النماذج الأولية لنرى أيّ دولة خليجية ستكون التالية. ولكن، في الوقت الحالي سنوسّع نموذجنا في أوروبا".