موقع حِجابك يخدم سوق الحجاب المزدهرة بطريقة مبتكرة
لا يُخفى على أحد أن الكثير من شركات البيع بالتجزئة على الانترنت في المنطقة تعوّل كثيراً على العلامات التجارية الغربية لزيادة مبيعاتها.
ولكن، عندما قرر كل من أيمي كايلين لوت وفؤاد جريس التخلي عن العلامات التجارية الغربية والتركيز على بيع حجاب عالي الجودة، لم يتوقّعا أبداً أن يحققا نجاحًا سريعًا من خلال موقع التجارة الإلكترونية "حجابك دوت كوم" Hijabik.com.
بدأت القصة من خلال نشر بعض الصور على صفحة فايسبوك في تموز/ يوليو الماضي لاختبار السوق. فتوالت الاتصالات وازداد الضغط على "أعجبني" على الصفحة. وتقول أيمي "تفاجأنا بسرعة الوتيرة. بدأنا نتلقى اتصالات من أشخاص يريدون شراء حجاب لم نكن نبيعه قبل أن نفتتح شركتنا."
لم تكن المفاجأة غير متوقعة بالنسبة للمؤسسَين. ففي النهاية، تقول أيمي إن ٧٠٪ من النساء في الأردن يرتدين الحجاب والأرقام أكثر ارتفاعاً في شمال إفريقيا. في تركيا، ارتفع عدد المحجبات من ٣ الى ٦٣٪ خلال السنوات العشرة الماضية و٤٣٪ من المسلمات في الولايات المتحدة يرتدين الحجاب أيضاً.
الا أن المؤسسين رأيا فرصة في السوق واغتنماها. فمن الغريب أنهما أطلقا موقعاً للحجاب إلا أن كليهما استعانا بخبرتهما في مجال الشركات الناشئة لتأسيس "حجابك". وكانت إيمي التي انتقلت من الولايات المتحدة الى الأردن عام ٢٠١١، عضواً فاعلاً في فريق "أويسيس٥٠٠" تقدم النصائح حول الاستثمار واستراتيجية التوسّع للشركات الناشئة، في حين أن فؤاد يعتبر شخصية معروفة على ساحة التكنولوجيا الأردنية وقدّم المساعدة لـ"أويسيس٥٠٠" وكان مؤسساً شريكاً في "عمان تك تيوزديز"Amman Tech Tuesdays، مجموعة من المحادثات الشهرية، و"تَك تك دوت مي" TechTech.me، برنامج تلفزيوني يركّز على التعليقات حول المنتجات التكنولوجية والشركات الناشئة.
حتى الآن، اعتمدا مقاربة مرنة. تقول أيمي "قمنا بالعمل خطوة خطوة. بدأنا باختبار الأسواق وحصلنا على ردود الأفعال ثم قمنا بالتوسّع قليلاً وبجذب المشترين واطلاق حملة تسويق محدودة ثم اختبار السوق مجدداً."
راقب المؤسسون اقبال المستهلكين على مواقع التجارة الإلكترونية الأخرى في المنطقة العربية، واتضح بعد اختبار عدد من الأسواق في المنطقة أن "الطلب كبير جداً." وبفضل تناقل الخبر والمعارف، قاما بعرض أشكال حجاب استثنائية لمصممين أردنيين وبعض المصممين في تركيا. بحلول نهاية ٢٠١٢، أطلقا موقع التجارة الالكترونية على منصة "شوب جو" ShopGo .
وسرعان ما اكتشفا أن المستهلكين ليسوا من الشبان الملمين بالتكنولوجيا فحسب، لا بل "عمات وجداتُ يشترين لأطفالهن."
وعوضاً عن التوجه الى متاجر المدينة، كانت هذه السيدات مستعدات لشراء حجاب جميل على الإنترنت يتم توصيله الى المنزل. وتقول أيمي "معظم أشكال الحجاب الموجودة على الموقع تجدها في السوق. ولا أحد يعتمد طريقتنا بالعمل. فنحن نحاول الترويج لطلة معينة، أنيقة وبسيطة تتناسب مع كل الملابس وتعتمد على أقمشة جميلة."
على الرغم من أن معظم طلبات الشراء تأتي من الأردن إلا أن الطلبات من الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا في تزايد.
بدء العمل من نقطة الصفر
لم يشكّل الطلب المتزايد مهمة سهلة، فالاستجابة سريعاً للطلب مع فريق عمل صغير يعني أن أيمي وفؤاد عليهما القيام بكل شيء.
بدأ المؤسسان بشراء دفعات من ٢٠ منتج فيما كانت أيمي تعرض بعضًا منها شخصياً على الموقع الالكتروني. وعندما قدّما خدمة التوصيل المجانية، غالباً ما سلّما المنتجات بأنفسهما. ويقول فؤاد إنه، في بعض الأحيان، كان يضطر الى توصيل المنتجات مرتدياً بذته بعد حضور اجتماع ما."
وساعد الأصدقاء وأفراد العائلة، لا سيما النساء، في عرض المنتجات وفي المسائل اللوجستية. قام الفريق بنفسه بإعداد الشعارات والتصاميم والطلبات الخاصة. ويقول فؤاد "أردنا أن تكون الأمور بسيطة لكي نتمكّن من النجاح مهما كان الزبون." ولم تفوق كلفة الاستثمار التأسيسي الألفي دولار أميركي على حد قول المؤسسين.
احتمال افتتاح متجر غير إلكتروني
من بين التحديات التي واجهها المؤسسان، اعتماد المستهلكين على طرق التسوق التقليدية وتفضيل خدمة "الدفع عند التوصيل." يستعين موقع "حجابك" خارج الأردن بخدمات "دي آتش أل" DHL الا أن الجميع في الأردن شجعهما على فتح متجر غير إلكتروني خاص بهما.
وتريد أيمي أن تكون واقعية، عوضاً عن الاعتبار أنّ السوق بأكملها تعتمد على التسوق الإلكتروني. وتعترف أن "حجابك" قد يدرس احتمال افتتاح متجر غير إلكتروني، مشيرة الى أمثلة عن البيع بالتجزئة الالكترونية على غرار "واربي باركر" Warby parker التي تطورت من شركة إلكترونية بحت إلى متجر غير إلكتروني عبر فتح متجرها الخاص في نيويورك، ما أدى إلى ظهور منحى البيع الإلكتروني إلى البيع غير الإلكتروني.
يتناسب هذا المنحى بشكل جيد مع السوق الأردنية. وتقول أيمي "ليس من الضروري أن تملك في آن متجراً غير إلكتروني وموقع الكتروني. الابتكار هو أن تخدم المستهلك بالطريقة التي يراها هو مناسبة."
حالياً، يركّز موقع "حجابك" على ارضاء الزبائن وعرض مجموعة متنوعة من الأٌقمشة. وتضيف أيمي "نريد أن نروّج لجمال بعيداً عن الصور النمطية السائدة في الغرب حيال الحجاب. كانت ردود أفعال زبائننا ايجابية جداً. هم معجبون بمدى اهتمامنا بكافة تفاصيل المنتج والتجربة."