إطلاق مبادرة جديدة في بيروت والقاهرة لدعم المحتوى العربي على الإنترنت
ثمة سبب وجيه وراء ظهور مبادرات مثل "تغرديات" و"أيام الإنترنت العربي"، التي تركّز على تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت. السبب هو أنّ العربية هي اللغة الخامسة الأكثر محكية في العالم، حيث يتحدّثها 230 مليون شخص عالميًّا، إلا أنّ استخدامها على الويب لا يزال ضئيلاً.
بهدف التشجيع على خلق محتوى عربي أكثر، أطلقت "آلت سيتي" AltCity و"الأصوات العالمية"، وهي شبكة من المدونين والمترجمين، "حفل-ة" رقم 1 للترجمة يوم الخميس 15 أيار/ مايو، التي انعقدت في "آلت بيروت"، بيروت، و"ووركشوبس" The Workshops، القاهرة. وكان من المفترض انعقادها في الرباط أيضًا، لكن تمّ إلغاؤها عند اللحظة الأخيرة لمشاكل تقنية.
وخلال نقاش وديّ، ناقشنا عدّة مواضيع، بدءًا بأهداف المبادرة:
ما هو حفل-ة؟
حفل-ة هي سلسلة فعاليات مخصصة لتشكيل مجتمع من المترجمين المتطوعين، وترجمة مشاريع متخصصة إلى العربية.
خلال الأسبوعين المقبلين، سيعمل المتطوعون على ترجمة مشروعين: الأول هو Be Safe, Be Smart الخاص بحماية الخصوصية عند استخدام المواد والمصادر البيانية على الإنترنت، والثاني هو Visualization Tools and Resources الخاصّ باستخدام المواد البيانية والمصادر على الإنترنت. هذان المشروعان متوفران على "دراوينج باي نامبرز" (أي الرسم بالأرقام) Drawing by Numbers، وهو مشروع تابع لـ "تاكتكيل تكنولوجي كولكتيف" Tactical Technology Collective TTC، منظّمة تركّز على استخدام المعلومات على الإنترنت.
آخر مهلة لترجمة هذين المشروعين هي 31 أيار/ مايو، وستنعقد في التاريخ نفسه فعالية حفل-ة الثانية. وبإمكان المترجمين الراغبين في التطوع زيارة صفحة الفعالية على "فايسبوك" هنا.
حتى الآن، يضمّ حفل-ة 12 متطوعًا: 4 من لبنان، 3 من موريتانيا، 3 من المغرب، و2 من مصر، وهي ترحّب بالجميع.
المساهمة والخطط المستقبلية
خلال الفعاليات المقبلة، سيغطي حفل-ة مواضيع مختلفة، منها الريادة، "تيد أكس بيروت" TEDxBeirut، والمبادرات الناشطة وتلك التي تدافع عن مواضيع معينة. لقد تلقت المبادرة أيضًا طلبات من Visualizing Palestine لترجمة رسوماتها البيانية (إنفوجرافيك).
ويشرح وليد حوري من "آلت سيتي"، أنه من خلال المبادرة، "نأمل أن نشجّع مجتمع المترجمين هذا على الترجمة أكثر وردم الفجوة على صعيد المحتوى العربي على الإنترنت. وفي مرحلة لاحقة، نودّ تنظيم لقاءات دائمة وبناء شبكة في المنطقة".
إحدى التحديات التي تواجهها المبادرة هي إقناع الناس على الترجمة مجانًا. وقد طرحت جويل حاتم، مستشارة مشروع لدى "تاكتكيل تكنولوجي كولكتيف"، "يعتاش الناس من العمل في حقل الترجمة، فكيف إذًا نستطيع تحفيزهم على الترجمة مجانًا؟"
قدّم المشاركون عدّة اقتراحات، من بينهم ديما صابر، المؤسسة الشريكة في "آلت سيتي"، التي قالت "بإمكاننا تحفيزهم عبر وضع صورتهم ولمحة مختصرة عنهم على مدونتي آلت سيتي والأصوات العالمية. وليس من الضروري أن تكون الجوائز نقدية دائمًا".
اقترحت بدوري تنظيم مسابقات واستهداف طلاب كليات الترجمة، المستعدين للترجمة مجانًا لاكتساب الخبرة اللازمة قبل التخرّج.
معجم عربي موحّد للمصطلحات التقنية. هل هذا ممكن؟
وافقت الأغلبية على أنّ أكبر التحديات في الترجمة هي عدم توفّر مصطلحات تقنية موحّدة في العربية. وكما صرّح يوسف زبيب، محرّر ومترجم في معهد صحافة الحرب والسلام IWPR، "يتوفّر 1% فقط من المحتوى العربي على ويكيبيديا، والنوعية ليست جيدة. في الإنجليزية، ثمة الكثير من المراجع الجيدة، على عكس العربية. نوعية المعاجم الإلكترونية العربية ليست جيدة".
غير أنّ توفّر معجم عربي للمصطلحات التقنية ليس إلا جزءًا من المشكلة. الجزء الثاني يكمن في جعل هذا المعجم متوفرًا على نطاق واسع. وقد طرح زبيب هذه المسألة قائلاً "إن قمنا بمعجم عربي، كيف نجعله مرجعًا رسميًّا؟"
اقترحت حاتم تقديم هذا المعجم إلى منظمات وشركات بارزة، تركّز على اللغة العربية في المنطقة، وقالت "إن اعتمدت كلّ من ومضة و"سميكس" SMEX هذا المعجم، فسيقبل الناس على اعتماده هم أيضًا".
بالرغم من أنّ وجود معجم موحّد ورسمي تعتمده كافة خدمات المحتوى الإلكترونية وغير الإلكترونية ليس بالمهمة السهلة أبدًا، إلاّ أنّ رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. وكما قالت صابر، "سنعمل خطوة بخطوة".